ما هو أجمل ما أراه فى حكومة شريف إسماعيل الحالية؟
النساء. قُلت ولا أزال إن مُستقبل هذا البلد محكوم بمدى احترام المرأة فيه، كُلما اتسعت مُشاركتها فى الحياة العامة دنا الخير واتسع الأمل. وجوه النساء تُثير الارتياح والتفاؤل والبشرى فى قلوب الذين حلموا بالتقدم.
٤ وزيرات فى حكومة شريف إسماعيل، ونائبتان لوزراء من بين عشرة نواب. فشُكرا شُكرا. توجه جديد، تحضر أكبر، هروب من فكر البداوة ومقاومة للمجتمع الذكورى، اعتراف حقيقى بجميل المرأة المصرية التى لولاها لما كانت الثورة، ولا كان التقدم، ولا كان الإبداع.
انتظروها مفكرة، ومطورة، ومشجعة لأجيال تاهت منها بوصلة الأمل، وتوقعوها مزاحمة ومشاركة ومنافسة فى سبيل غد أفضل، ووطن أجمل. فى الأزمات المتلاحقة ستشهدون أفكارا جديدة، ومسارات مختلفة، وتوجهات مستحدثة، آمل أن تفتح لنا نوافذ من الحداثة والرُقى والنمو.
ومهما قيل أو أثير حول ضعف ورخاوة، وسذاجة النساء فليس لنا إلا أن نلتفت لعهود مضت كان فيها الرجال يسوسون ويتحكمون ويستوزرون ولم نشهد تقدما ولا رُقيا ولا رغدا. المجد للضفائر. المحبة لتاء التأنيث المُتلألئة فى ثقة. الخروج من الأزمة مرهون بهن، فكُلما زاد تمثيلهن تشبثت بالأمل، وكلما تجدد حضورهن استبشرت خيرا، فأنا من المؤمنين أنه لا مُستقبل لمصر بعيدا عن الأم الحنون، الفتاة المُنطلقة، السيدة الصلبة، مُدبرة المنزل، مستشارة الدُنيا، وشريكة الحياة.
كان رفاعة الطهطاوى يرى فى تعلّم المرأة وتحررها خيرا عظيما، وكان قاسم أمين يعتبر التقدم مرهونا بإطلالة النساء وحضورهن فى الحياة العامة. ومَن يُطالع تاريخنا الحديث يعلم أن لحظات الانتصار اقترنت دائما بحضور أكبر للمرأة، وأن أوقات التردى والانحطاط تزامنت دائما مع حركات مجتمعية للتمييز ضد المرأة تارة باسم الدين، وتارة أخرى باسم المجتمع.
الحياة امرأة. السعادة ضفيرة مُمتدة فى حُرية. قصيدة الشعر أنثى، وقارورة العطر أنثى، والحضارة أنثى كما يقول الشاعر الأجمل نزار قبانى، لذا فاستبشروا بحكومة شريف إسماعيل رغم كثير مما يقال عنها.
والله أعلى وأعلم.
