تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
جاء استقبال "أرض الكنانة" مصر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز معبراً بأسمى آيات الصدق عن روح الأخوة وعمق الأواصر التي تجمع بين الشعبين الشقيقين .. وقد ظهرت مشاعر الفرحة في عيون كل مصري بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي وحتى سائق التاكسي المتعطل بالساعات في انتظار فتح إشارة المرور ورغم ذلك يقول بملأ فمه: "مش مهم كله يهون علشان خاطر السعودية وملك السعودية".
وبعيداً عن الكلام الذي تردد طوال الأيام التي سبقت وتتزامن مع زيارة العاهل السعودي عن أهمية الزيارة في توقيع عدد من الاتفاقيات ومضاعفة حجم التبادل التجاري وضخ استثمارات سعودية بالمليارات على أرض مصر .. فهذا كله في تقديري ليس المهم بل الأكثر أهمية ما تحمله الزيارة التي تمتد لـ 5 أيام عن أن الملك سلمان جاء إلى بلده الثاني مصر .. فمعروف تماماً كم هي محدودة زيارات العائلة السعودية المالكة وأنها لأي دولة لا تمتد لهذه المدة .. لكن بما أن أشقائنا شدوا الرحال إلى مصر فلابد أن تكون الزيارة مختلفة ومتميزة في كل شيء.
على المستوى الشخصي، وأعني به الإحساس العام الذي شعر به أغلب المصريين، أستبشر خيراً كثيراً من هذه الزيارة وأتوقع نتائج أكثر .. ولعل أهم عائد منها أنها كسرت حاجز الخوف والتشاؤم الذي يخيم على المنطقة العربية ويقطع الألسنة التي كانت تبشر بأن العرب إلى زوال، وإن كنا لا نحجز دموعنا على ما تشهده سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان، إلا أن هذه الزيارة أرى أنها بمثابة عودة الروح للوحدة العربية لما للدولتين مصر والسعودية من ثقل ومكانة إقليمياً ودولياً.
وبمطالعة سريعة لعدد الوفد السابق والمرافق لزيارة الملك سلمان والذي يتعدى ألف ضيف كريم تشعر بأنهم قادمين إلى فرح قريب إلى قلوبهم وأستطيع أن أجزم أنها من أروع إن لم تكن أروع الزيارات الخارجية للملك سلمان الذي استقبلته مصر كلها من القلب بغض النظر عن أي شيء آخر .. فمصر ستبقى هي أرض الدفء والأمن والقوة وستظل محفوظة برعاية الله من كل ما يحاك لها ولشقيقاتها من البلدان العربية من مؤامرات دنيئة .. وستبقى المملكة السعودية قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. وستبقى فلسطين الصامدة رمز المقاومة والنضال وسيحج إخواننا المسيحيون في القدس بدون تأشيرة الاحتلال .. وبعون الله وفضله لن تزول شمس العزة والقوة عن الأمة العربية مهما صعبت التحديات ونسجت حولها خيوط الشيطان.
نصيحة للحكومة
أدعو لمنح إجازة رسمية للدولة خصوصا يومي الأحد والاثنين وذلك ليس من باب "نصبح على المصريين بإجازة يومين" على اعتبار أن المصريين يعشقون الإجازات .. وإنما ليستمتع الملك سلمان والوفد المرافق له بإقامتهم الكريمة في مصر خصوصاً أن هذين اليومين تحديداً سيشهدان جولات داخل وسط العاصمة القاهرة التي تكون في أكثر حالات الاكتظاظ خلال هذين اليومين .. وساعتها بمنتهى الصراحة هتكون فرحة المصريين فرحتين.