السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أمريكا تخوف العالم من عفاريت هي من فتحت لهم القمقم ..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أن تبدأ القمة الرابعة لمؤتمر "الأمن النووي" في واشنطن يومي 31 مارس و 1 أبريل الماضيين، نشرت صحيفة واشنطن بوست للرئيس الأمريكي مقال بعنوان "رؤية شاملة تخلص العالم من أخطار الأسلحة النووية " يعكس رؤيته لجدول أعمال تلك القمة ويبين بجلاء الإطار العام لاستراتيجيات البيت الأبيض حيال ما وصف بأنه "هجوم القنبلة القذرة" الذي يمكن أن يقوم به واحد من تنظيمات الإرهاب الدموية ..
المدقق في ما سطره باراك أوباما ، سيلاحظ الآتي ..
1 – أنه أعاد التذكير بأنه صاحب مبادرة براغ التى أطلقها منذ سبع سنوت للحد من انتشار الأسلحة النووية بهدف "خالق عالم خال من هذه الأسلحة "واضطر أن يشير باستحياء إلى ما أنجز في هذا الخصوص من نجاحات، لأنه يعلم حق العلم أنها بعيدة جداً عما كان مأمولا منها خاصة بعد بيان القمة الثالثة الذي وعد بالكثير الذي لم ير معظمه النور حتى اليوم ..
2 – أن القرارات التى إتخذتها القممم الثلاث السابقة لتشجيع عشرات الدول علي التخلص مما لديها من مخزون يورانيوم مخصب و بلوتونيوم ، لم ينجز منها إلا نسبة ضئيلة للغاية لأن معايير التعامل مع مثل هذه الملفات لم تكن علي قدم المساواة ..
3 – أن الولايات المتحدة كقوة عالمية لم توفق في إقناع عدد أكبر من الدول بتوقيع اتفاقات مع المؤسسات الدولية للتخلص من مشاريعها النووية الحربية واستبدالها بخطط سلمية ..
4 – الحرص علي إبراز التهديد الذي تمثله التنظيمات الإرهابية بإعتباره الدافع الأكبر لتشكيل حلف عالمي يضم شركاء دوليين لمتابعة مكافحة الإرهاب لمنع شبكاته " الأكثر خطورة في العالم " من الحصول على " أسلحة نووية فتاكة " ..
عقدت القمة بحضور قادة وممثلي نحو 50 دولة في ظل هذه الرؤية ، وانتهت ..
- ببيان يحذر من " مجانين القاعدة وداعش الإرهابيتين " اللتين إذا ما وضع قادتهما أيديهم علي قنبلة نووية أو مواد مشعة فيستخدمونها لقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء في أي مكن من العالم " ..
- وبدعوة الأسرة الدولية لأول مرة لتعزيز أمن البنية التحتية لمنشآتها النووية العسكرية والسلمية حتى لا تكون عرضه للسرقة او الاستنساخ ، وفتح لها الباب للإستفادة من قدرات أعضاء مجلس الأمن في هذا الخصوص ..
- وبتحذير مشدد لكل من كوريا الشمالية وإيران أن يقوم بين أي منهما وبين الإرهاب العالمي أي تعاون من شأنه أن يمنح تنظيم القاعدة أو داعش فرصة مواتية للقيام بهجوم نووي علي مدن أوربية أوامريكية ، لأن عواقب ذلك ستكون وخيمة ..
من هنا يمكن القول: إن الرئيس الأمريكي نجح في ..
أولاً .. أن يحذر بعض الدول خاصة العربية من عواقب رفض التحالف مع واشنطن في محاربة الإرهاب ، وأن يبرز في نفس الوقت أهمية تعزيز التعاون بين ضفتي الأطلسي لتتبع نشاطات المنظمات الإرهابية لوقف عملياتها العدوانية المحتملة قبل تنفيذها وقطع التمويل المالي الذي تحصل عليه من أماكن متفرقة حول العالم ..
ثانيا .. أن يضع العالم كله خاصة الغربي أمام مخاطر تعرض إحدي مدنة لهجوم نووي بواسطة " قنبلة قذرة " قد ينجح الإرهابيون في تصنيعها والإعتداء بها علي مواطنين أبرياء لخلق حالة من الاستنفار الجماعي باستغلال النتائج الكارثية لما وقع في بروكسل منذ حوالي أسبوعين ..
ثالثا .. التنويه أن عدم إلتزام روسيا بنصوص معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدي التى وقعها الطرفان منذ سنوات ، وسع من قاعدة الدول التى تعمل علي إمتلاك قدرات نووية خارج منظومة الوكالة الدولية للطاقة ..
رابعاً .. إحراج موسكو عندما طالبها بالتباحث الجاد مع واشنطن لخفض ما في حوزتهما من أسلحة نووية تمثل 90 % من إجمالي الرؤؤس النووية علي مستوى العالم بدلاً من تنفيذ برنامج بناء 40 صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات لتحديث ترسانتها الدفاعية المضادة للصواريخ التى تدعي انها تهدد امنها ..
لم يكن هذا السبب وحده هو الذي دفع روسيا إلي عدم المشاركة في تلك القمة ، بل يمكن القول أن بوتين بعث برسالة تحمل ..
- التعبير عن إمتعاضه حيال عدم الوفاء بوعد رفع العقوبات الأوروبية عن بلاده ..
- إستكاره لتصريحات وزير الخارجية الأمريكية التى إدعي فيها أن واشنطن وموسكو توافقتا علي عدد من الخطوات التى من شانها أن تؤدي إلى إبعاد الرئيس السوري عن السلطة ..
- عدم موافقته علي أن حليفتي موسكو - كوريا الشمالية وايران – يمكن ان يكونا مصدر لحصول منظمات إرهابية علي ما يمكنها من تصنيع القنبلة القذرة ..
نتوقع أن يفي العدد الأكبر من الدول الـ 50 التى شاركت في القمة الرابعة تلك بما وعدت به كاليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا .. الأولي التى وعدت بتقديم التسهيلات اللازمة لتحسين سلامة المحطات النووية في مختلف انحاء العالم .. والثانية التى تعهدت بتقديم يد المساعدة لتعزيز الأمن النووي الدولي .. والثالثة عن طريق الضغط على طهران للالتزام بما جاء في الاتفاق الذي أبرمته في منتصف العام الماضي مع مجموعة 5 + 1 والعمل مع واشطن لهزيمة الارهاب في كل من سوريا والعراق وليبيا ..
خارج هذا الإطار ، أقول ..
إذا قُدر لرئيس أمريكا القادم أن يدعو إلي قمة خامسة " للأمن النووي " أو ابتدع مسمي آخر لتطوير إطار جديد للتعاون الدولي من أجل تعزيز الأهداف المدينة للطاقة النووية ولمحاربة الإرهاب ولتعزيز قدرات بنك الوقود النووي " للأغراض السلمية " الذي يجري بناؤه في كازاخستان ، فنتوقع أن لا يَخرج جدول أعماله عن ذات النقاط الذي أشار إليها أوباما ضمن مقالته فوق صفحات واشنطن بوست والتى تمخضت عنها القمة التي أشرنا إليها ..
ونعني بذلك علي وجه التحديد " الاستمرار في مواصلة التحذير من القنبلة القذرة التى تهدد أمن واستقرار العالم دون أن يتمكن التحالف الذي تدعو واشنطن لتشكيله من حماية العالم من عواقب الإرهاب ومن قنبلته القذرة بالتحديد ، لأن ..
1 – أمريكا هي التى صدرت للعالم السلاح النووية منذ حوالي ستون عاماً ، وهي التي جربته ثم فتحت المجال واسعاً لخلق ميزان الرعب النووي الذي إقتصر عليها وعلي ما كان يعرف بالإتحاد السوفيتي في أول الأمر ، ثم توسع بالتدريج ليشمل غيرهما على مستوى العالم ..
2 – أمريكا هي التى غضت الطرف عن امتلاك إسرائيل ، التى تمثل التهديد الإرهابي الأكبر علي مستوى الشرق الأوسط ، لأكثر من 200 رأس نووي ووسائل إطلاقها الثابتة والمتحركة من فوق الأرض ومن تحت سطح المياه دون أن تكلف نفسها ولو لمرة واحدة الإنصات لمطلب مصر بضرورة إخضاعها للتفتيش الدولي كغيرها من الدول التى تمتلك ترسانة نووية ..
3 – كافة التنظيمات الإرهابية خاصة في داخل الدول الإسلامية والعربية هي من صناعة الولايات المتحدة الأمريكية أو علي الاقل هي التى منحتها الضوء الأخضر للإستمرار والتنامي وسهلت لها فتح حسابات بنكية في الفضاء الغربي من ناحية ووفرت لها إمكانات الحصول علي التكنولوجيا المتقدمة من ناحية أخرى ..
4 – التعاون المخابراتي الأوربي لم يبادر إلي التنسيق بين أجهزته الأمنية لهزيمة تنظيم داعش فوق الأراضي العراقية والسورية إلا بعد أن وصل لهيبه إلي قلب بعض مدنه مثل باريس وبروكسل !! ..
drhassanelmassry@yahoo.co.uk