السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإرهاب والكباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الناس تعبانة يا حورية محتاجين لحضن يضمهم" .. تذكرت هذه العبارة الشهيرة للفنان محمد صبحي التي وردت في مسرحيته الشهيرة "الهمجي" حين كاد يفتك بالقزم الذي تقمص دور "الفتوة" فرأى أن يحتضنه أفضل من أن يلقنه علقة ساخنة.. تذكرتها وأنا أتابع الرواية الأولى لحادث خطف الطائرة المصرية وإجبار قائدها على التوجه إلى مطار لارنكا القبرصي.
فبطبيعة العال قامت الدنيا ولم تقعد وأعلنت حالة الاستنفار في مشارق الأرض ومغاربها للوقوف على أبعاد الحادث والتعرف على مطالب المختطف وتكليف السلطات القبرصية بالتفاوض معه ثم فوجئنا به يفرج عن جميع الركاب ويطلب حضور طليقته الموجودة في قبرص.
وتعود بنا هذه الحادثة إلى قصة فيلم "الإرهاب والكباب" للزعيم عادل إمام .. فبعد أن استولى على أهم مبنى إداري في مصر وهو "مجمع التحرير" وحاز على تعاطف جميع المخطوفين الذين استولوا على أسلحة الأمن ,, وحين حضرت القيادات الأمنية الكبرى وحاولوا التعرف على مطالب زعيم الخاطفين راحوا يسألون أنفسهم "نطلب إيه" ولما احتاروا ولم يتوصلوا إلى شيء معين راحوا يطلبون "عشوة كباب" وعيش وسلطة.
وتضعنا هذه الحادثة أمام عدة حقائق لعل في مقدمتها عدم التسرع في استباق الأحداث أو إصدار استنتاجات وأحكام عاجلة على النحو الذي وضعنا في مأزق اختفاء الشاب الإيطالي "ريجيني" فرغم عدم تصريح وزارة الداخلية بوجود علاقة بين أحد أفراد العصابات الإجرامية بمقتل الشاب وإنما العثور على أوراق تخص الإيطالي تسابقت المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" للربط بين الحادثين على نحو وضعنا في أزمة حقيقية.
حقيقة أخرى مهمة وضعتنا أمامها هذه الحادثة تتعلق بضرورة تفعيل إجراءات الأمن داخل الطائرات ذاتها وعدم الاكتفاء بإجراءات التفتيش والتأمين الخارجي .. فلماذا لا يتواجد رجال أمن أكفاء ومدربون جيداً لتأمين متن الطائرة لمنع تكرار هذه الحادثة.
أما أهم الدروس المستفادة من هذه الواقعة فتتعلق بضرورة توقيع الكشف الطبي على عقول ركاب الطائرة قبل أن نجد أنفسنا أمام حوادث مشابهة كأن يخطف أحد الركاب الطائرة ويجبر قائدها على التوجه إلى أحد المطارات لشراء كيس لب وسوداني مثلاً أو اعتراضاً على عدم وجود مناديل ورق في دورة مياه الطائرة..
وفي النهاية نحمد الله تعالى على سلامة المخطوفين ويا رب طليقة الخاطف ما ترضى ترجع له بعد "الفصل البايخ" اللي عمله فينا.