الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

بعد إعلان "كوبلر" شرعية حكومة الوفاق الليبي.. خبراء: ليس بإمكان "السراج" دخول طرابلس والمجتمع الدولي يعمق الأزمة ويدفع البلاد للتقسيم وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد ضرورة لحماية الأمن القومي

مارتن كوبلر، المبعوث
مارتن كوبلر، المبعوث الدولي إلى ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن مارتن كوبلر، المبعوث الدولي إلى ليبيا، أن حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، باتت شرعية بعد توقيع 100 نائب بالبرلمان الليبي على بيان يعلنون من خلاله مباركتهم لحكومة الوفاق الليبي. 
وأعلنت حكومة السراج، من تونس، أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، ودعت المجتمع الدولي والإقليمي إلى عدم التعامل مع الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني. 
وعقدت حكومة الوفاق، أول اجتماع رسمي لها مع ممثلين عن صندوق النقد والبنك الدوليين، لبحث مصير نحو 350 مليار دولار مجمدة، والإفراج عنها مرهون بقبول المجتمع الليبي بحكومة الأمم المتحدة. 
البرلمان الليبي الشرعي اعترض على خطوة السراج، ومباركة كوبلر، وأكد أنه لن يتم الاعتراف بحكومة السراج إلا تحت قبة البرلمان، معتبرًا موقف الأمم المتحدة متناقض مع أبسط قواعد ممارسة الديمقراطية، وأنها صادرت وبشكل متعنت إرادة الشعب الليبي ممثلة في البرلمان المنتخب. وأصدر أعضاء الحوار السياسي الليبي بالبرلمان بيان أكدوا فيه رفضهم التام لإعلان فايز السراج معتبرين بيانه من تونس محاولة للقفز على استحقاقات أساسية واردة في الاتفاق السياسي الليبي. وطالبوا بعثة الأمم المتحدة بتوخي الحيادية والالتزام بنصوص وآليات الاتفاق السياسي الليبي وعدم السماح أو الدعوة لتجاوز هذه النصوص، أو القفز على الاستحقاقات بما فيها استحقاق التعديل الدستوري ومنح الثقة للحكومة. 
أمريكا 
وفي محاولة لتحييد الموقف الأوروبي أعلنت أمريكا أنها لن تدعم حكومة السراج ما لم تتمكن من دخول العاصمة الليبية طرابلس وممارسة مهامها من داخل العاصمة، وتناغم الموقفين الروسي مع الموقف الأمريكي إلى حد كبير، فقد أكدت روسيا أنها لن تعترف بحكومة الوفاق ما لم يتم منحها الثقة من قبل البرلمان الليبي، واتخذت كندا ذات الموقف. 

يقول محمد صالح أبوصير الكاتب والمستشار السياسي السابق للجيش الليبي: إن الدعم الأمريكي لحكومة الوفاق سيكون مشروطًا بانتقال الحكومة الانتقالية إلى طرابلس. 
وأضاف أبوصير، في تصريح خاص لـ"بوابة العرب" أن البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية امس الأحد بخصوص حكومة الوفاق يؤكد الدعم الأمريكي المشروط بالانتقال إلى العاصمة الليبية طرابلس، موضحًا أن الموقف الأمريكي يهدف إلى تحقيق غايتين الأولى: عدم تخلى الولايات المتحدة عن تعهداتها السابقة بدعم حكومة التوافق، الثانية: إعطاء نفسها مساحة كافيه لمراجعة موقفها أن لم تستطع الحكومة الانتقال إلى طرابلس. وأضاف ابوصير بهذه الكيفية يصبح الدعم الأمريكي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير ذي موضوع.
وأشار المستشار السياسي السابق للجيش الليبي، إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يتبنى خطة مشتركة مع روسيا تجاه ليبيا على غرار ما حدث في روسيا ويضع الدور الاوربي على جانب لا سيما بعد أن اكتسب الأداء الروسي في سوريا ثقة واشنطن، متوقعًا أن يشهد التعاون بين موسكو وواشنطن زخما كبيرا في الايام المقبلة خاصة في مكافحة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الاتحاد الاوربي 
شغلت المسألة الليبية وحكومة الوفاق حيزًا لا بأس به من اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين ببروكسل، وقد أكد وزراء خارجية أوروبا في حضور المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر على ضرورة التوصل إلى ارساء حكومة وحدة وطنية. وطالب كوبلر وزراء خارجية أوروبا الغرب التحرك العاجل من أجل دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، والتمكين لها للعمل من داخل ليبيا.. وأكد كوبلر -خلال مشاركته اليوم باجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل اليوم- وجود حالة عاجلة تستدعي التحرك في ليبيا خاصة في ظل تصاعد التهديد الإرهابي والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي.. واعتبر كوبلر أن منح الثقة لحكومة المجلس الرئاسي التوافقية من قبل البرلمان الشرعي غير هام فتوقيع 100 نائب على مذكرة تأييد لحكومة الوفاق كافي من وجهة نظره لكي تمارس الحكومة مهامها.  
وأكد المبعوث الأممي، أن مهمته اليوم تنحصر في "إطلاع" وزراء خارجية أوروبا على الوقائع والتطورات في ليبيا، وأردف قائلًا: "أتطلع إلى تفاعلهم مع ما سنقدمه".

وبالخصوص يرى الدكتور عبدالله عثامنة الباحث في الشئون الإستراتيجية والخبير الليبي في العلاقات الدولية أن دعم الغرب لحكومة الوفاق دون منحها الثقة من قبل البرلمان مخالف دستوريًا، وينافي تمامًا أبسط قواعد الديمقراطية، وأوضح عثامنة في تصريح خاص لـ"بوابة العرب" اليوم الإثنين أن فرض حكومة الوفاق على الشعب الليبي بضغط دولي سيجعل ليبيا أمام 3 حكومات وسيفتح الباب على مصراعيه لتشكيل حكومات جديدة وقد يصبح لدينا في ليبيا 5 أو 6 حكومات.



تعقيد الأزمة
ويرى فايز العريبي، الكاتب السياسي والإعلامي الليبي: إن اعتراف المجتمع الدولي بحكومة السراج بدون مصادقة البرلمان يؤزم الموقف ويضع العراقيل أمام المجلس الرئاسي.
وأضاف العريبي، في تصريح خاص لـ "بوابة العرب "، اليوم الأحد: أن حكومة الوفاق قد تنجح إذا وفقت في اتخاذ بعض الإجراءات التي تمكنها من حل جملة المشكلات المعيشية في ليبيا.
وحول لقاء رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بممثلين عن البنك وصندوق النقد الدوليين اليوم بتونس، أكد العريبي، أن الأموال والمدخرات والأرصدة الليبية في عهدة البنك الدولي والمركزي الأمريكي والصديق الكبير محافظ البنك المركزي الليبي هو شبه موظف عند هذه المؤسسات الأجنبية وعلى تنسيق مباشر ودائم مع البنك الدولي والمركزي الأمريكي، وبالتالي يبدو أن الغرب قرر أن يبدأ فعليًا بدعم حكومة السراج للإفراج عن بعض الأموال أو الأرصدة لتحريك الدورة الاقتصادية المصابة بعجز كبير من حيث صرف المرتبات لموظفي الدولة الليبية والتخفيف من حدة الأسعار من خلال فتح اعتمادات مستندية للتجار والمستوردين وضخ كميات من العملات الصعبة في سوق التداول للمواطنين لإنقاذ قيمة الدينار
وأكد الإعلامي الليبي، أن حكومة الوفاق ستواجه عراقيل في الواقع خاصة في شرق ليبيا لكن إذا قامت حكومة السراج بإجراءات انفراجيه لصالح المواطن فإن ذلك ربما سيخلق الرضا الشعبي وهذا الرضا سوف يكسب حكومة السراج شعبية أفضل، ولكن أيضًا ممكن أن يتطور سيناريو تيار الفيدرالية الداعي إلى انفصال إقليم برقة

مجلس عسكري
باتت فكرة تشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد في مرحلة انتقالية تستمر لمدة عام تطرح نفسها بقوة على الليبيين، فتهميش البرلمان ومصادرة حق الليبيين في اختيار حكومة تناسب تطلعاتهم قد يدفع البلاد في اتجاه التقسيم على أساس جهوي وقد يكون الحكم العسكري هو الوحيد القادر على حماية وحدة الدولة الليبية. ويجري الحديث الآن عن إعلان مجلس عسكري اعلى للقوات المسلحة الليبية لقيادة البلاد وتكليف المستشار عقيله صالح بتشكيل حكومة طوارئ أو حكومة ازمه. وقد قام الجيش الوطني الليبي، اليوم، بعمل عروض عسكرية بمنطقة الابيار شرق ليبيا احتفاء بتخريج الدفعة الثالثة من منتسبي القوات المسلحة الليبية.

وبالخصوص يقول رمزي الرميح الخبير الليبي بالشئون الإستراتيجية والمستشار القانوني السابق للجيش الليبي: إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق يتعالى على الشعب الليبي.
وأضاف الرميح، في تصريح خاص لـ"بوابة العرب" أن إعلان السراج سيخلق خلافات جديدة تضاف إلى الخلافات الموجودة والمتجذرة داخل الدولة الليبية وسوف تؤدي إلى تقسيم ليبيا، مشيرًا إلى أن دولا مثل روسيا وكندا لن تعترف بالحكومة التوافقية ما لم يمنحها البرلمان الثقة، أضف إلى ذلك أن الموقف الأمريكي من حكومة الوفاق مرهون بوجودها داخل العاصمة الليبية.
وأضاف أن رئيس المجلس الرئاسي تجاوز صلاحياته أكثر من مرة، وأن الشارع ساخط عليه، ولن يقبل بحكومته الأمر الذي سيفجر الأوضاع أكثر في ليبيا ومن هنا تصبح الحاجه ملحة الآن لإعلان مجلس عسكري يقود البلاد في هذه المرحلة الحرجة. وأكد الرميح أنه ليس باستطاعة السراج دخول العاصمة طرابلس إلا في حال وجود منطقة خضراء وهو ما يعني احتلال ليبيا، وبدء مرحلة جديدة من الصراع لن تنتهي قريبًا.