الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب أمريكي: "كروز" مخيف و"ترامب" خطير و"هيلاري" الأفضل

تيد كروز وترامب وكيري
تيد كروز وترامب وكيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، إن المرشحَين المتصدرَين سباق تسمية الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المزمعة في نوفمبر المقبل، كانا قد عقدا الأسبوع الماضي نقاشا حماسيا مداره السياسة الخارجية، وقد كانت الفروق في وجهات نظريهما "ضاربة".
وأوضح مكمانوس –في مقال نشرته (لوس أنجلوس تايمز)- "أن دونالد ترامب معجبٌ حدّ التودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يمدحه بوصفه "قائدا قويا"، بينما سيناتور تكساس، تيد كروز، يميل إلى تصعيد حرب باردة جديدة مع روسيا؛ ويريد ترامب إعادة التفاوض بشأن اتفاق الرئيس أوباما النووي مع إيران، فيما يتعهد كروز بتمزيق الاتفاق في أول أيام عهده؛ ويقول ترامب إنه سيحاول إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، أما كروز فهو غير مهتم بالمحادثات ويميل إلى دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى النهاية."
ورأى مكمانوس أن "نسق" الصورة يشير إلى أن "ترامب يرغب في عقْد صفقات وهو لا يبالي كثيرا بالجالس أمامه على طاولة التفاوض – أهو مستبد روسي أم "مُلاّ إيراني"، بينما كروز لا يرغب في تفاوض وإنما يرغب في الانحياز لأطراف بعينها.
وأضاف مكمانوس "كانت هذه هي الاختلافات بين المتسابقين، لكن ثمة نقاط تشابه تجمع بينهما: فعندما يتعلق الأمر بتنظيم داعش الإرهابي، نجد كلا من ترامب وكروز على نفس الموقف دون مزايدة من أحدهما على الآخر فيما يتعلق بالاستراتيجية؛ إذ يرى كل منهما أن تكثيف أمريكا للقصف يمكن أن ينهي الحرب. (وهذا غير صحيح)." -حسب الكاتب-.
ويتوعد ترامب بقتل عائلات الإرهابيين، فيما يمكن اعتباره جريمة حرب، بينما يتوعد كروز بنسف معاقل داعش- فيما يعتبر أيضا جريمة حرب لما قد يفضي إليه ذلك من سقوط مدنيين دونما حاجة إلى ذلك.
ولا يكترث أي من ترامب وكروز بمن ينتهي إليه حُكْم سوريا، طالما أنه ليس تنظيم داعش.. يقول كروز:"ليس لنا ناقة ولا جمل في تلك الحرب"، فيما يقول ترامب إنه سيدَع بوتين يرتب الأمور في هذا الصدد.
وفيما يحاول الاثنان جهدهما الظهور بمظهر الـ"شرس"، فإن أيا منهما لا يرغب في إرسال جنود بريين أمريكيين إلى المنطقة – في هذا الصدد يبدو ترامب وكروز مشابهين للرئيس أوباما في القناعة بالحد الأدنى.
وأكد كاتب المقال أن صعود المتنافسَين "الدخيلَين" أزعج مؤيدي سياسة التعاون الدولية، من صقور المحافظين المسيطرين على ملف السياسة الخارجية بالحزب الجمهوري منذ زمن الحرب العالمية الثانية .. ويعتقد هؤلاء المؤيدون لسياسة التعاون الدولية، ومن بينهم "ميت رومني" و"جون ماكين"- يعتقدون أن أوباما طالما كان متوجسا من استخدام القوة الأمريكية في الخارج.. ويرى الكثيرون منهم أنه يتعين على أمريكا فعل المزيد على الساحة السورية – كأنْ يتم إنشاء "مناطق آمنة" وتدافع عنها من أجل المعارضة السورية.
ويتابع مكمانوس "كان لهؤلاء المؤيدين لسياسة التعاون الدولية مرشحان مفضلان هما "جيب بوش" و"ماركو روبيو"، غير أن الأول خرج بالفعل من السباق، بينما الثاني (روبيو) لا يبلي بلاء حسنا."
وقال الكاتب على لسان روبرت كاجان، المستشار السياسي السابق لـرومني "من الواضح أن معظم الناخبين الأمريكيين ليسوا كما يرجو مؤيدو سياسة التعاون الدولية؛ إن الشعب الأمريكي، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، هو في حال مزاجية تميل إلى التخندق والانكفاء على الذات."
ودللّ مكمانوس على ذلك بأن ترامب الشهر الماضي لم يكتفِ بوصف اجتياح العراق عام 2003 بأنه "خطأ جسيم" بل زاد على ذلك باتهام إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بأنها "كذبت" للترويج للحرب بين العامة – وبينما كان ترامب يكيل اتهاماته فإن الناخبين الجمهوريين لم يحركوا ساكنا لما يقول.
وتختلف سياسة ترامب الخارجية عن مسلك الحزب الجمهوري في طائفة من القضايا؛ فهو (ترامب) يرغب في مطالبة كل من ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وغيرهم بزيادة المدفوعات إلى أمريكا مقابل الحماية العسكرية، وهي خطوة كفيلة بتوتير العلاقات مع هؤلاء الحلفاء التقليديين .. كما يرغب ترامب في فرض جمارك على السلع المستوردة من الصين والمكسيك، وهي خطوة كفيلة بإضرام نار حرب تجارية باهظة التكاليف.. هذا إضافة إلى إعلان ترامب عن رغبته في إجبار المكسيك على الدفع لبناء حائط على الحدود، على أنه لم يوضح أبدا كيف سيتم ذلك.
أما كروز، فهو وإنْ وصف اجتياح العراق بأنه خطأ، فإنه لم يتهم بوش بالكذب، وإنما اتهم المحافظين الجدد من الجمهوريين ممن دعموا حرب العراق بأنهم قاموا بـتدخل عسكري أعمى "لا يميز".
ودائما ما يستدعي كروز نموذج الإطاحة بالطاغية الليبي معمر القذافي عام 2011، ويرى كروز أن أمريكا ما كان ينبغي لها المساعدة في الإطاحة بالقذافي، وإنما كان يتعين عليها توفير الحماية له بدعوى أنه وإنْْ "كان رجلا سيئا ذا سجل مريع في حقوق الإنسان، إلا أنه كان سيكون حليفا قويا في محاربة الإرهاب الراديكالي."
ويعتقد كروز أنه يتعين على أمريكا تأخير الحديث عن المخاوف بشأن حقوق الإنسان، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط.
وعليه، يقول الكاتب، "فإذا ما انتهى سباق الجمهوريين إلى الاختيار بين ترامب وكروز، فماذا يفعل ناخب جمهوري مؤيد لسياسة التعاون الدولية؟ يبدو خيارا غير فاتح للشهية بالنسبة لي، غير أني أقول لذلك الناخب: إختر كروز."
ويرى مكمانوس إن "كروز مخيف، لكن ترامب خطير؛ سياسة كروز إزاء الطغاة المناصرين لأمريكا هي بمثابة عودة إلى السياسة المحافظة التي سادت قبل أن يحقن رونالد ريجان السياسة الخارجية للحزب الجمهوري بفكرة الترويج للديمقراطية حول العالم."
ويضيف الكاتب ، قائلا "ترامب، صاحب المسار الاستبدادي الواضح، يبدو معجبا بمستبدين أمثال بوتين، حتى إذا كان هؤلاء غير مؤيدين لأمريكا." - حسب الكاتب-.
ويرى روبرت كاجان، الذي يؤرخ للدبلوماسية الأمريكية، أن اختيار كروز أفضل من اختيار ترامب، قائلا "ترامب يمثل ارتدادا إلى وجهة النظر التي سادت في حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، والتي كانت ترى أن العالم يمكن أن يذهب إلى الجحيم دون الشعور بأية مشكلة .. ولو أن أدولف هتلر كان موجودا حاليا ويعيث فسادا وتدميرا في أوروبا، لكان ترامب سيقول عنه –كما قال كثيرون في زمنه- إنه (هتلر) شخص يمكننا إبرام الصفقات معه."
وإذا ما كان الخيار بين ترامب من جهة والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من جهة أخرى، فإن روبرت كاجان، الذي عمل أيضا في إدارة ريجان، يقول إنه سيصوت في تلك الحال لصالح كلينتون.