القضبان تئن من الألم، تحمل قطارات تتوجع هي الاخرى بعد أن تهالك جسدها الذي اكله الصدأ والإهمال وفقر الصيانة، وفى الداخل مواطن غلبان من ساكنى الاقاليم، لم يجد وسيلة مواصلات مناسبة لنقله غير تلك القطارت، نفقاتها المعقولة في متناول يده، حيث ترحمه من استغلال سائقى الاجرة الذين تخرج تعريفاتهم عن سيطرة الدولة، إلا أن المواطن كثيرا ما يجد الموت جالسا بجواره في وسيلة المواصلات تلك.
فالسكة الحديد تمثل العمود الفقرى لنقل الركاب في مصر، فرغم أن السكة الحديد المصرية تعد من أهم وأكبر خطوط السكك الحديدية في العالم ـ منذ أن تم إنشاؤها عام 1855 ميلادية وتأتى في المرتبة الثانية بعد سكك حديد بريطانياـ إلا أنها أصبحت الآن في حالة يرثى لها، وتراجع تصنيفها لتحتل المرتبة 78 على مستوى العالم من حيث كفاءتها، بل تحولت إلى ما يشبه الخرابة، بعد أن تقدم العالم كله في عمليات النقل بالسكة الحديد إلا مصر ما زالت كما هي محلك سر منذ إنشائها وحتى الآن.
وفى السنوات الأخيرة يكاد لا يمر عام دون وقوع كوارث في السكة الحديد يروح ضحيتها العشرات من المواطنين الغلابة الذين لا ذنب لهم إلا محاولتهم ركوب وسيلة مواصلات آمنة، فاكتشفوا أنها أقرب وسيلة مواصلات للآخرة.
ففى العشرين عاما الأخيرة وقعت حوادث قطارات يشيب لها الولدان، البداية كانت عام 1995 عندما اصطدم قطار بآخر راح ضحيته 75 راكبا وإصابة المئات، وفى عام 1997 توفى 11 شخصا إثر تصادم قطارين شمال أسوان، وفى عام 1998 اصطدم قطار بأحد المصدات الأسمنتية الضخمة بالقرب من الإسكندرية ما أدى إلى خروج القطار عن قضبانه متجها صوب إحدى الأسواق المزدحمة بالباعة المتجولين، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 اخرين.
وفى عام 1999 اصطدم قطار (القاهرة ـ الإسكندرية) بشاحنة نقل أدت لخروجه عن القضبان إلى الأراضى الزراعية المحيطة به، مخلفا وراءه 10 قتلى و7 مصابين، ثم جاء الحادث المروع في عام 2002 في مدينة العياط، بعد أن اندلعت النيران بإحدى عربات القطار وامتدت إلى باقى العربات، وراح ضحية هذا الحادث ما يزيد على 350 راكبا ومئات المصابين وقد استقال على اثر هذا الحادث وزير النقل في وقتها المهندس إبراهيم الدميرى، وبعدها بعدة سنوات وقع تصادم ضخم بين قطارين احدهما قادما من المنصورة والاخر قادما من بنها، نتج عنه 50 قتيلا و60 مصابا.
وفى عام 2009 وقع تصادم آخر في مدينة العياط راح ضحيته 90 مواطنا بين قتيل وجريح، حتى كان الحادث الذي هز مشاعر العالم أجمع عندما أطاح قطار في عام 2012 بأتوبيس يحمل تلاميذ مدارس في مدينة منفلوط بأسيوط، راح ضحيته 50 تلميذًا في المرحلة الابتدائية، وغيرها الكثير من الحوادث اليومية التي يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء والأسباب واضحة للجميع،
أن السكة الحديد في العالم مرت بمراحل كثيرة بداية من مرحلة التشغيل بالفحم، ثم مرحلة التشغيل بالديزل، ثم التسيير بالكهرباء، حيث النظام الحديث المعمول به في العالم أجمع الآن، إلا أننا طورنا السكة الحديد من الفحم إلى البزنين، وتوقفنا عند هذا الحد، ثم إننا الدولة الوحيدة في العالم التي مازالت تعمل بالنظام اليدوى في غلق وفتح الإشارات والمزلقانات وغيرها من أعمال السكة الحديد، وحتى القطارات عندما يتم تطويرها تتطور في الشكل فقط دون الاقتراب من المضمون، لدرجة أنك لا تستطيع في أي قطار أن تذهب إلى دورة المياه، حتى لا يكون نصيبك السقوط إلى عجلات القطار كما حدث لسيدة من قبل في مدينة قنا.
يوجد في مصر 1337 مزلقانا قانونيا أقامتها السكة الحديد، إلا أن جميعها يفتقد للأمان والسلامة، وهناك مئات المزلقانات غير قانونية، أقامها الأهالي خارج التنسيق مع إرادة هيئة السكك الحديدية، لكن الأخيرة على علم بها، وتقع بها عشرات الحوادث دون أن تقوم "السكة الحديد" بإزالتها أو تقنينها.
يحدث هذا في مصر في حين أن أغلب مزلقانات السكك الحديدية في العالم تعمل بالنظام الإلكترونى، بعد أن كانت تعمل بالنظام المكهرب، الذي انتهى منذ أكثر من عشرين عاما، إلا أننا مازلنا نعمل بالطريقة اليدوية البدائية، حتى كادت القضبان تصرخ من فورة الإهمال.
لقد أقال المهندس سعد الجيوشى، وزير النقل، القائمين على السكة الحديد منذ أيام، وجاء بإدارة جديدة، فهل العيب في الادارات أم العيب في توقفنا عن تطوير هذا المرفق الحيوى؟ وتوقفنا عن تشغيل القطارات بالديزل الذي انتهى العمل به في العالم منذ السبعينيات؟!
السكة الحديد تحتاج إلى ثورة حقيقية، وترك الخطوط القديمة، لتكون معلما تاريخيا، يمكنها العمل في نقل البضائع وإنشاء سكك حديد جديدة، على احدث الطرز التي وصل إليها العالم، حتى تكون مواصلة آدمية، وليست كما هي الآن تفتقد كل معايير الأمن والسلامة والاحترام لكيان المواطن الغلبان.
فالسكة الحديد تمثل العمود الفقرى لنقل الركاب في مصر، فرغم أن السكة الحديد المصرية تعد من أهم وأكبر خطوط السكك الحديدية في العالم ـ منذ أن تم إنشاؤها عام 1855 ميلادية وتأتى في المرتبة الثانية بعد سكك حديد بريطانياـ إلا أنها أصبحت الآن في حالة يرثى لها، وتراجع تصنيفها لتحتل المرتبة 78 على مستوى العالم من حيث كفاءتها، بل تحولت إلى ما يشبه الخرابة، بعد أن تقدم العالم كله في عمليات النقل بالسكة الحديد إلا مصر ما زالت كما هي محلك سر منذ إنشائها وحتى الآن.
وفى السنوات الأخيرة يكاد لا يمر عام دون وقوع كوارث في السكة الحديد يروح ضحيتها العشرات من المواطنين الغلابة الذين لا ذنب لهم إلا محاولتهم ركوب وسيلة مواصلات آمنة، فاكتشفوا أنها أقرب وسيلة مواصلات للآخرة.
ففى العشرين عاما الأخيرة وقعت حوادث قطارات يشيب لها الولدان، البداية كانت عام 1995 عندما اصطدم قطار بآخر راح ضحيته 75 راكبا وإصابة المئات، وفى عام 1997 توفى 11 شخصا إثر تصادم قطارين شمال أسوان، وفى عام 1998 اصطدم قطار بأحد المصدات الأسمنتية الضخمة بالقرب من الإسكندرية ما أدى إلى خروج القطار عن قضبانه متجها صوب إحدى الأسواق المزدحمة بالباعة المتجولين، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 اخرين.
وفى عام 1999 اصطدم قطار (القاهرة ـ الإسكندرية) بشاحنة نقل أدت لخروجه عن القضبان إلى الأراضى الزراعية المحيطة به، مخلفا وراءه 10 قتلى و7 مصابين، ثم جاء الحادث المروع في عام 2002 في مدينة العياط، بعد أن اندلعت النيران بإحدى عربات القطار وامتدت إلى باقى العربات، وراح ضحية هذا الحادث ما يزيد على 350 راكبا ومئات المصابين وقد استقال على اثر هذا الحادث وزير النقل في وقتها المهندس إبراهيم الدميرى، وبعدها بعدة سنوات وقع تصادم ضخم بين قطارين احدهما قادما من المنصورة والاخر قادما من بنها، نتج عنه 50 قتيلا و60 مصابا.
وفى عام 2009 وقع تصادم آخر في مدينة العياط راح ضحيته 90 مواطنا بين قتيل وجريح، حتى كان الحادث الذي هز مشاعر العالم أجمع عندما أطاح قطار في عام 2012 بأتوبيس يحمل تلاميذ مدارس في مدينة منفلوط بأسيوط، راح ضحيته 50 تلميذًا في المرحلة الابتدائية، وغيرها الكثير من الحوادث اليومية التي يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء والأسباب واضحة للجميع،
أن السكة الحديد في العالم مرت بمراحل كثيرة بداية من مرحلة التشغيل بالفحم، ثم مرحلة التشغيل بالديزل، ثم التسيير بالكهرباء، حيث النظام الحديث المعمول به في العالم أجمع الآن، إلا أننا طورنا السكة الحديد من الفحم إلى البزنين، وتوقفنا عند هذا الحد، ثم إننا الدولة الوحيدة في العالم التي مازالت تعمل بالنظام اليدوى في غلق وفتح الإشارات والمزلقانات وغيرها من أعمال السكة الحديد، وحتى القطارات عندما يتم تطويرها تتطور في الشكل فقط دون الاقتراب من المضمون، لدرجة أنك لا تستطيع في أي قطار أن تذهب إلى دورة المياه، حتى لا يكون نصيبك السقوط إلى عجلات القطار كما حدث لسيدة من قبل في مدينة قنا.
يوجد في مصر 1337 مزلقانا قانونيا أقامتها السكة الحديد، إلا أن جميعها يفتقد للأمان والسلامة، وهناك مئات المزلقانات غير قانونية، أقامها الأهالي خارج التنسيق مع إرادة هيئة السكك الحديدية، لكن الأخيرة على علم بها، وتقع بها عشرات الحوادث دون أن تقوم "السكة الحديد" بإزالتها أو تقنينها.
يحدث هذا في مصر في حين أن أغلب مزلقانات السكك الحديدية في العالم تعمل بالنظام الإلكترونى، بعد أن كانت تعمل بالنظام المكهرب، الذي انتهى منذ أكثر من عشرين عاما، إلا أننا مازلنا نعمل بالطريقة اليدوية البدائية، حتى كادت القضبان تصرخ من فورة الإهمال.
لقد أقال المهندس سعد الجيوشى، وزير النقل، القائمين على السكة الحديد منذ أيام، وجاء بإدارة جديدة، فهل العيب في الادارات أم العيب في توقفنا عن تطوير هذا المرفق الحيوى؟ وتوقفنا عن تشغيل القطارات بالديزل الذي انتهى العمل به في العالم منذ السبعينيات؟!
السكة الحديد تحتاج إلى ثورة حقيقية، وترك الخطوط القديمة، لتكون معلما تاريخيا، يمكنها العمل في نقل البضائع وإنشاء سكك حديد جديدة، على احدث الطرز التي وصل إليها العالم، حتى تكون مواصلة آدمية، وليست كما هي الآن تفتقد كل معايير الأمن والسلامة والاحترام لكيان المواطن الغلبان.