تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"ياسلام يا أخي يعني هو الشرف ييجي لحد عندنا ويقف على صوابعه".. أعتقد أن هذه المقولة هي أقرب وصف لما حدث مع النائب توفيق عكاشة تحت قبة مجلس النواب.
فعلى إثر استقباله للسفير الإسرائيلي في منزله هاجت الدنيا وماجت وبقدرة قادر ثار البرلمان ثورة رجل واحد وقام "العضو" كمال احمد بقذف عكاشة بالحذاء، على طريقة واقعة منتظر الزيدي وبوش، في مشهد لا يليق جملة أو تفصيلاً بساحة المجلس الموقر.. وهذا ليس دفاعاً عن عكاشة أو تقليلاً من الواقعة .. نعم هي مجرد واقعة مستفزة مشينة قل كما شئت ولكنك لا تستطيع في النهاية إلا أن تصفها بالواقعة.
ورغم أنني ويعلم الله عمري ما توافقت مع بـ"عكاشة" أو حتى أخذت كلامه على محمل العقل فكنت أضعه دوما في خانة "طق الحنك"، على رأي أهل الشام، وكنت دوماً أقول لنفسي: يا سيدي يعني هي جات على اللي بيقوله توفيق عكاشة .. ما هو كله بيهيص ويزيط ويقول اللي هو عايزه .. ويعني لما الإعلامي فلان الفلاني يقلب برنامجه وصلة ردح حد كان بيحاسبه ولا حتى يقول له تلت التلاتة كام".. والا يعني هي جات لحد "عكاشة" وحبكت.
أعيد وأكرر أنني لم أكن يوماً ما أتمنى أو حتى أتخيل أنني أقف مدافعاً عن توفيق عكاشة في أي شيء لاختلافي مع كافة مواقفه لكن ونحن إزاء هذه الواقعة نعتقد أن الأمور جرت على نحو "تسخيني" أو قل "افورة" أكثر من اللازم حبتين تلاتة أربعة.. يعني مثلاً وبمنتهى البساطة هل ما فعله توفيق عكاشة "شيئاً فرياً" .. أي لم يسبقه إليه أحد .. وهنا لا يسعني إلا أن أتذكر مقولة الزعيم الكوميديان عادل إمام حين قال للقاضي في مسرحية شاهد ما شافش حاجة " يا بيه لو كل واحد عزل من شقته علشان تحتيه ساكنة رقاصة البلد كلها هتنام في الشارع".
وإذا كان عكاشة قد ارتكب من الجرم أقبحه في نظر زملائه النواب فأين اللوائح والقوانين التي تنظم التعامل مع مثل هذه الحالة تحت قبة المجلس.. ففي البداية قرر المجلس إيقافه عن حضور الجلسات دورة انعقاد كاملة تعادل عاماً، وهذا بالمناسبة ليس عقاباً له وإنما لأبناء دائرته الذين أعطوه أصواتهم وبالتالي سيضيع حقهم في عرض المشكلات ومحاولة حلها، فكيف تعاد محاكمته في التو واللحظة ليس لسبب إلا أن العقوبة لم تشف غليل باقي النواب.
وإذا كنا قد وقعنا أقصى عقوبة على "عكاشة" بتهمة استقبال السفير .ز فأين العقوبة على "نائب الجزمة" الذي لم يوجه إهانة لزميله "المطبعاتي" وإنما أهان وقار واحترام أعلى كيان شعبي وتشريعي في البلد.. فعلينا مراجعة النظر قبل أن نسمع كثيرين يرددون مقولة الفنان القدير الشهير بأدوار الشر "توفيق الذقن" حين كان يردد عبارته الشهيرة "أحلى من الشرف مفيش .. يا آه يا آه".
وبكل صراحة أقولها والأجر على الله فإن أداء د. علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أعتقد أنه يحتاج إلى مراجعة فنية وإدارية حيث تخرج أمور كثيرة عن نصابها في وجوده في حين ينشغل هو بإحراج أحد النواب لأنه حضر إحدى الجلسات مرتدياً "بلوفر" .. معلناً أن لا يليق حضوره بمثل هذا "الزي" فللبرلمان "زي مخصوص".. طيب يا سيدي ما هو الفريق احمد شفيق وهو دولة رئيس وزراء كان يرتدي "بلوفر".. وحين سخر منه إخواننا "المضحكاتية" القابعين ليل نهار على الفيس والتويتر ممن لا هم لهم سوى التريقة والتندر وتشغيل قفشات العبيط "أساحبي".. انتقدناهم بشدة من باب أنه لا يجب الحكم على شخص من خلال ملبسه.
في الواقع أنا "كعادل" أرى أن مجلس النواب بعد مرور أكثر من شهرين على تشكيله لديه من القضايا والأزمات ما تستحق اهتماماً أكبر وإحكام سيطرة أعلى .. وقبل كل هذا يحتاج إلى وقفة حساب مخلصة لمراجعة ما تم إنجازه والتقصير فيه بدلاً من أن نخصص كل هذا الطحن والضجيج لأمور يمكن حلها بطرق أسهل إذا وضعنا اللوائح والقوانين التي تنظمها .. مش كدة ولا إيه؟.