"طلعت فوق السطوح أنده على طيري، لقيت طيري بيشرب من قنا غيري، زعقت من عزم مالي وقلت يا طيري، قاللي زمانك مضى دور على غيري".. ربما تبدو هذه الكلمات مألوفة بالنسبة إليك، ومن المحتمل أن تكون سمعتها خلال "تقليبك" على الساوند كلاود ولو بمحض الصدفة، ولفتت انتباهك "بدخلة" العود والسلطنة في مطلعها، حتى وجدت نفسك بشكل تلقائي "تتراقص" على وقع أداء من يغنيها بعد أول دقيقة واتخطفت بكلمات "لا والنبي يا عبده، دي الرجل بتدب يا عبده مطرح ما تحب يا عبده، لا لا يا سي عبده"، لكن بطريقة مختلفة عن المعتاد عنها بموال الفلكلور الشعبي لخضرة محمد خضر، وبأسلوب أدائي مغاير قدمته المطربة شيرين عبده، لتكون هذه الأغنية بمثابة أولى خطوات انتشار اسمها في مضمار الأندرجرواند، وأتبعته بعدة تراكات فرادى من حين لآخر بين "والله تستاهل يا قلبي"، "واهو ده اللي صار" و"سحابة صيف".
"بداية الرحلة"
شيرين عبده إحدى أيقونات عالم المزيكا المستقلة والتي صنعت لنفسها حالة سماعية حاولت إلى حد ما الحياد عن المعتاد في الوسط المزدحم بالتجارب، لكنها فاجأت جمهورها بدون سابق إنذار باختفائها مؤخرًا عن الساحة إثر سفرها لخارج مصر وانقطاعها عن الإطلالة بتراكاتها المنفردة لأكثر من سنة، لكن ذلك الغياب لم يكن "ع الفاضي"، لتطلق مؤخرًا مفاجأتها الجديدة أغنية "في آخر ليلة في ديسمبر" أولى بشائر ألبومها الأول "بكرا". نعود بالزمن للوراء لقرابة 6 سنوات، حيث كانت بدايتها الحقيقية في مجال المزيكا، والبعيدة عن دراستها للإعلام، بشربها من نهل خبرة الموسيقار الكبير فتحي سلامة بانضمامها إلى ورشته الموسيقية بجانب مشاركتها في فرقته "شرقيات"، لتتفتح مسام عشقها للموسيقى بشكل أوسع تقول "هو اللي عرفني أصول المزيكا"، كما مرت على عدة تجارب غنائية في وسط الأندرجرواند بداية من باند حبايبنا مرورًا بفريق لوبيريا وباند عشرة غربي، حتى اتخذت قرارها بالانفصال عن كونها "جزء" من بروجكت فني، لتنطلق في رحلتها "المنفردة" بمشروعها الخاص.
"صدفة الرحباني"
"الأحلام المؤجلة"
كل أغنية لها حالتها المستقلة بذاتها، بداية من "آخر ليلة في ديسمبر بقول أحلامي وبصدق وأملي في السنة الجاية تشوف النور وتتحقق"، والتي تحمل في طياتها المعنى الحقيقي للأحلام المؤجلة، وكل أمنية لم ننل فرصة تحقيقها في يوم ما ونرميها في خانة "مسيرنا نوصل"، مع بصمة من اليأس المتفشي بين طيات الأمل في "بكرا"، فيكفي السرحان مع ""لكن دلوقتي مش رايقة ولا ليا مزاج، غير إني اتفرج على الدنيا من الشباك، وأقول بكرا أقوم الصبح يمكن بكرا يعجبني، وييجي الصبح متكركب"، من منا لم يشعر بوكزة "مليش نفس"، بعد جرعة حماس لتغيير مجرى حياته عقب طول تفكير ليلي، ليستيقظ صباحًا وروحه "مدلوقة" في كوب من "غمامة النفس" لفعل أي شئ.
"أنثى في غابة ذكور"
"مكس حالات"
شيرين أطلت مع بداية العام بإطلالة خاطفة في ألبوم فريق هوس الثاني "زي الشتا"، وأضافت لمستها الصوتية الساحرة لحالة الشجن والرومانسية الهادئة المتفشية في أغنياته، وتستعد لمشاركة الباند في حفلته الكبرى بشهر مارس، لتفتتح الليلة بالظهور الأول لمشروعها بكرا"، بجانب تحضيرها حاليًا لجولة حفلات منفردة تعود بها إلى الساحة الجماهيرية بعد غياب، على أن تطلق الألبوم رسميًا في الأسواق قبل نهاية السنة، وتسعى ان تكون حفلاتها أقرب إلى "الشو" السمعي والبصري المبهر وليس مجرد "حفلة غنا وتعدي".