السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

شيرين عبده:"بكرا" عن الأحلام المؤجلة وكدبة اللي جاي أحلى

بين "لا والنبي يا عبده" ورحلة ألبومها الأول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"طلعت فوق السطوح أنده على طيري، لقيت طيري بيشرب من قنا غيري، زعقت من عزم مالي وقلت يا طيري، قاللي زمانك مضى دور على غيري".. ربما تبدو هذه الكلمات مألوفة بالنسبة إليك، ومن المحتمل أن تكون سمعتها خلال "تقليبك" على الساوند كلاود ولو بمحض الصدفة، ولفتت انتباهك "بدخلة" العود والسلطنة في مطلعها، حتى وجدت نفسك بشكل تلقائي "تتراقص" على وقع أداء من يغنيها بعد أول دقيقة واتخطفت بكلمات "لا والنبي يا عبده، دي الرجل بتدب يا عبده مطرح ما تحب يا عبده، لا لا يا سي عبده"، لكن بطريقة مختلفة عن المعتاد عنها بموال الفلكلور الشعبي لخضرة محمد خضر، وبأسلوب أدائي مغاير قدمته المطربة شيرين عبده، لتكون هذه الأغنية بمثابة أولى خطوات انتشار اسمها في مضمار الأندرجرواند، وأتبعته بعدة تراكات فرادى من حين لآخر بين "والله تستاهل يا قلبي"، "واهو ده اللي صار" و"سحابة صيف".

"بداية الرحلة"

شيرين عبده إحدى أيقونات عالم المزيكا المستقلة والتي صنعت لنفسها حالة سماعية حاولت إلى حد ما الحياد عن المعتاد في الوسط المزدحم بالتجارب، لكنها فاجأت جمهورها بدون سابق إنذار باختفائها مؤخرًا عن الساحة إثر سفرها لخارج مصر وانقطاعها عن الإطلالة بتراكاتها المنفردة لأكثر من سنة، لكن ذلك الغياب لم يكن "ع الفاضي"، لتطلق مؤخرًا مفاجأتها الجديدة أغنية "في آخر ليلة في ديسمبر" أولى بشائر ألبومها الأول "بكرا". نعود بالزمن للوراء لقرابة 6 سنوات، حيث كانت بدايتها الحقيقية في مجال المزيكا، والبعيدة عن دراستها للإعلام، بشربها من نهل خبرة الموسيقار الكبير فتحي سلامة بانضمامها إلى ورشته الموسيقية بجانب مشاركتها في فرقته "شرقيات"، لتتفتح مسام عشقها للموسيقى بشكل أوسع تقول "هو اللي عرفني أصول المزيكا"، كما مرت على عدة تجارب غنائية في وسط الأندرجرواند بداية من باند حبايبنا مرورًا بفريق لوبيريا وباند عشرة غربي، حتى اتخذت قرارها بالانفصال عن كونها "جزء" من بروجكت فني، لتنطلق في رحلتها "المنفردة" بمشروعها الخاص.

"صدفة الرحباني"

الانطلاقة في الرحلة بدأت بقدر اختيار الفنان الكبير زياد الرحباني لها لتنضم إليه في جولته الفنية في لبنان بأغسطس 2014، خاصة بعد إعجابه بأغنيتها الأشهر "لا والنبي يا عبده"، وتكرر اختياره مرة أخرى في العام التالي، لتعد هذه "الصدفة" نقلة نوعية في مشوارها، كما حازت على فرصة كونها أول من تغني أغنيته "ليك" والتي كتبها خصيصًا خلال الجولة، تقول "هو ببساطة إله الموسيقى بالنسبالي، ومعجزة فنية ماشية عالأرض". تعمقت شيرين بشكل أوسع في "متاهات" المزيكا مع زياد، وتعلمت مدى "أهمية كل تفصيلة ولو صغيرة في كتابة الأغنية والتوزيع وحتى الغنا"، كما وصل حظها "للعلالي" خاصة مع تمثيلها للوسط الموسيقي المصري في أمريكا خلال برنامج "وان بيت" للتبادل الثقافي، والذي ضم موسيقيين من 17 دولة، لتكون بذلك نقلة حياتية مختلفة في رحلتها.

"الأحلام المؤجلة"

بعد انخراطها في "قوقعة" بروفات خاصة، وكتمان طويل عن سر اختفائها مؤخرًا، كشفت شيرين عن تفاصيل أول ألبوماتها "بكرا"، تقول "الألبوم ببساطة بيعبر عني بجد، بيعبر عن شخصيتي، تفكيري واستقلالي وجريي ورا أحلامي، في كل تراك حتة مني اتجسدت في كلام ولحن"، اختارت اسم "بكرا" على اسم أول تراكاتها الخاصة المسجلة، بما فيه من تفاؤل وأمل في المعنى "متعلق ع اللي جاي"، رغم أن مكنونات التراكات الستة في داخل الميني ألبوم ربما تحيد ولو قليلًا عما نسميه "بكرة أحلى"، ويسلك مسارًا يمكن وصفه بالأمل الواقعي أكثر منه "سيبها زي ماتيجي"، التيمة العامة في المزيكا اتخذت طابع الروك، بين البروجريسيف والفانك يعطي لمسة من القوة في التوزيع اللحني المتناسق مع العمق المعنوي للكلمات التي اختارتها بعناية ليعبر عن روحها.
كل أغنية لها حالتها المستقلة بذاتها، بداية من "آخر ليلة في ديسمبر بقول أحلامي وبصدق وأملي في السنة الجاية تشوف النور وتتحقق"، والتي تحمل في طياتها المعنى الحقيقي للأحلام المؤجلة، وكل أمنية لم ننل فرصة تحقيقها في يوم ما ونرميها في خانة "مسيرنا نوصل"، مع بصمة من اليأس المتفشي بين طيات الأمل في "بكرا"، فيكفي السرحان مع ""لكن دلوقتي مش رايقة ولا ليا مزاج، غير إني اتفرج على الدنيا من الشباك، وأقول بكرا أقوم الصبح يمكن بكرا يعجبني، وييجي الصبح متكركب"، من منا لم يشعر بوكزة "مليش نفس"، بعد جرعة حماس لتغيير مجرى حياته عقب طول تفكير ليلي، ليستيقظ صباحًا وروحه "مدلوقة" في كوب من "غمامة النفس" لفعل أي شئ.

"أنثى في غابة ذكور"

شيرين أبت إلا أن يكون مشروعها الخاص معبرًا عما يدور في خلدها، ليس فقط من منطلق الأحلام المؤجلة، ولكن من حيث كونها "أنثى في وسط غابة ذكور"، بوضعها بعض الاسقاطات على شعور "البنت المصرية" ومأساة حياتها في المجتمع الشرقي المنغلق تفكيريًا، و"المحروم" من معاني احترام الأنثى لشخصها وليس مجرد شهوة لجسدها، البنت التي تغرق في دوامة نظرات المارة في الشارع وأوامر دائرتها الاجتماعية وكلها متلخصة في "مينفعش"، "ميصحش"، "عيب"، "انتي بنت"، "البسي ده ومتلبسيش ده"، و"خافي على نفسك"، "لما تتجوزي"، لتضع كل أحلامها في خانة المؤجلات، على أمل نيل فرصة "التحرر" من قيود الواقع وترفرف نحو ما تريد وليس ما هو عليها مفروض"، وربما تجسدت تلك الحالة بأغنية "زهقت من قولة دي بنت بألف راجل، أنا عايزة أحس معاك إني مخلوق ضعيف، وإني فعلا بنتمي لجنسي اللطيف". 

"مكس حالات"

كما وضعت شيرين لمسة مختلفة في الألبوم، مستوحاة من التراث الصعيدي والجناوة، عبر إعادة تقديمها مربعات ابن عروس بتصرف بسيط، بجانب الحالة غير اعتيادية في أغنية "يابوي بحلقت في عيونك، لبست العجز جلبية، يابوي خبيني في جيوبك وموت بية" مع بصمة التوزيع الموسيقي المراقص لأطرافك في "موال مين"، بخاف من ضلمتي وحدي وأنور ضلمة الخايفين"، ويعبر بشكل أو بآخر عن شعور كل شخص يجد سعادته في إسعاد غيره.

شيرين أطلت مع بداية العام بإطلالة خاطفة في ألبوم فريق هوس الثاني "زي الشتا"، وأضافت لمستها الصوتية الساحرة لحالة الشجن والرومانسية الهادئة المتفشية في أغنياته، وتستعد لمشاركة الباند في حفلته الكبرى بشهر مارس، لتفتتح الليلة بالظهور الأول لمشروعها بكرا"، بجانب تحضيرها حاليًا لجولة حفلات منفردة تعود بها إلى الساحة الجماهيرية بعد غياب، على أن تطلق الألبوم رسميًا في الأسواق قبل نهاية السنة، وتسعى ان تكون حفلاتها أقرب إلى "الشو" السمعي والبصري المبهر وليس مجرد "حفلة غنا وتعدي".