منذ أيام قلائل، ومن منفاه الاختياري حيث مأوى وملجأ ووكر كل
الإرهابيين من شتى بقاع الدنيا من جهاتها الأربع، ابتداءً من جماعة الإخوان
الإرهابية وانتهاءً بداعش وأخواتها، ومرورًا بطالبان الإرهابية وغيرها من
التنظيمات، وفي الإمارة الصغيرة في "قطر"، وتحت رعاية الأسرة الحاكمة
بها والراعية الرسمية للإرهاب في منطقة المشرق العربي والإسلامي بل وفي العالم أجمع،
تلك الأسرة الحاكمة لقطر والمتحكمة بظلم في أهلها الطيبين، والتي تبدي عداوتها
لمصر، حكومة وشعبًا من غير أن تحتشم، أو تستحي على نفسها! خرج علينا "أبو
إسحاق الحويني"! بعد طول صمت، كصمت القبور النتنة، فصمت دهرًا ثم نطق هُجرًا
وفجرًا!
بل ونطق تكفيرًا وتضليلًا، وسفهًا بغير حلم ولا علم ولا روية، محاولًا
إثارة الفتنة ليعيش هو ومن على شاكلته على نتنها وخرابها، تمامًا كما تعيش
الطفيليات والجُعل على الجثث والنتن والقاذورات والفضلات!
فــ "الحويني" هذا، والذي لا يسمعه، ولا يتبعه، سوى الجهلة
والأميين وأنصاف المتعلمين وحاملي الشهادات الابتدائية والإعدادية والدبلومات
الفنية، وما دونها، ممن يروج عليهم ما يتقيأه من خرافات وخزعبلات يسميها علمًا!
هذا "الحويني" والذي لا
يعدو أن يكون زارعًا، ولكنه لا يزرع الخير، ولا يبذر بذور النماء والتعمير، وإنما
يزرع بذور التطرف والإرهاب والتكفير في عقول وقلوب من يسمعه، لتنتج تلك البذور بعد
ذلك خرابًا ودمارًا، ويجني المجتمع بعد ذلك ثمراتها تفجيرًا وتدميرًا وقتلًا ودمًا
مسفوكًا وأعراضًا منتهكة، ومجتمعات مدمرة ومفككة!
فــ "الحويني" الذي تربى على الأفكار الإرهابية لأستاذه
الإرهابي الأكبر "سيد قطب" ومن قبله "حسن البنا"، بل وطور تلك
الأفكار وزاد عليها تطرفًا مزيدًا فوق تطرفها، أوحى به إليه شيطانه اللعين!
فجدد بذلك فكر الخوارج القدامى والمحدثين وزيادة، فكفر مرتكبي الذنوب،
فضلًا عن تكفيره لمرتكبي الكبائر كما كانت تفعل الخوارج.
وذلك أنه قد جعل كل من أذنب ذنبًا كافرًا، بعد أن اخترع بدعة في
الدين سماها "الإصرار على المعصية"! وجعل كل من وقع في الذنب الواحد
أكثر من مرة، مصرًا عليه، وما دام مصرًا عليه فقد ارتكب كبيرة من كبائر الإثم، وبالتالي
فقد كفر.
فالمدخن مثلًا من وجهة نظر "الحويني" الآثمة الظالمة الفاجرة!،
كافر كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، لأنه مصر على التدخين، وكذلك حالق لحيته، هو عند
"الحويني"، كافر كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، وقس على ذلك، كل الذنوب والمعاصي
هي عنده مخرجة من الملة لمن وقع فيها، مرتين فأكثر!
وعليه فإنك – أيها القارئ المكرم- لكي تنجو من تكفير "الحويني" فعليك ألا تقع في الذنب الواحد إلا مرة واحدة، وإلا لو
وقعت في الذنب ذاته أكثر من مرة وعلم بذلك "الحويني" فإنك سوف تقع تحت
مقصلة تكفيره، وسوف يطلق عليك سهام تكفيره ولا شك!!
إن "الحويني" بهذه العجيبة من عجائب الدهر، قد أتى بما لم
يأت به الخوارج الأولون، والذين كفروا مرتكبي الكبائر، وأما صاحبنا هذا فقد كان
ملكيًا أكثر من الملك نفسه، أو كان خارجيًا أكثر من الخوارج أنفسهم، فكفر مرتكب
الذنوب والصغائر فضلًا عن تكفير مرتكبي الكبائر!
فالقاعدة التي ينطلق منها "الحويني" بسبب بدعته تلك، هي:
كل من أذنب فقد كفر!
ولهذا فإنه ليس بمستغرب أبدًا على هذا الــ "حويني"
أن يخرج من مصر إلى قطر! وأن يعيش حيث يعيش في فنادقها الفاخرة، ينفق
فيها ببذخ على نفقة أميرها من المال الحرام، ويعيش في كنف وتحت رعاية حكومة دويلة
تناصب وطنه العداء، بل ويهاجم هو وطنه من أرض أعدائه –هذا إن كان
"الحويني" يرى مصر وطنًا بالأساس-، ذلك أنه لا يرى في مصر وأهلها وحكومتها
وجيشها، إلا حظيرة من حظائر الكفار، لا حرمة لهم ولا اعتبار!
خرج "الحويني" كعادته
بعد صمته، بتصريحات "نارية"، انطلاقًا من دويلة تعادي حكومتها بلاده، مهاجمًا
الأزهر الشريف، وعلماءه، ولابسًا ثوب الشجاعة وهو ليس من ثيابه وما هي له بخلق، وما
هو لها بأهل، ومتشبعًا بما لم يعط، ومدعيًا البطولة الزائفة، ومحتكرًا وحده للحق والصواب
والحقيقة !
بل وسالبًا كل قيمة وخلق حسن، وخصلة طيبة، كالمروءة والرجولة والغيرة على
الدين وشعائره وشرائعه، عن غير نفسه، وكأنه وحده هو المكلف من رب العالمين بالدفاع
عن الدين، وأنه هو الموحى إليه من رب العالمين بحماية حمى الإسلام أصوله وفروعه !
وهو في حقيقة الأمر وأصله، عريٌ عن هذا كله، متجردًا منه أو مجردًا عنه!
خرج "الحويني" انطلاقًا من قطر ليحاول أن يجدد السياسة
الخبيثة والتي زرعت من قبل في عقول وقلوب الجهلة والمغفلين من أبناء هذه الأمة، فنبتت
بسببها نبتة ما يعرف بــ "الاغتيالات السياسية"، وبما كان له –و ما
يزال- أسوأ الأثر على هذه الأمة بل على الإسلام والمسلمين.
فيريد هذا الـــ "حويني" بدعوته الخبيثة هذه أن يحي تلك
السنة الخبيثة بعد أن ماتت، داعيًا من يسمعه من صغار وناشئي الإرهابيين والمتطرفين،
ألا يعتبروا بالدولة ولا بأحكام القضاء وأن ينقضوا كما تنقض الضباع الخسيسة على كل
من خالفهم، ليعاقبونهم خارج إطار الدولة والقضاء!
داعيًا أتباعه وبطريقة ضمنيه إلى اغتيال "إسلام بحيري" وغيره،
ممن أشار إليهم في كلامه!
إن الــ "حويني" هذا بهذا الكلام وتلك الدعوة ليستحق شرعًا
– وأظنه قانونًا- أن يعاقب عليه، لأن كلامه هذا يعد تحريضًا مباشرًا على العنف والقتل والاغتيال،
ودعوة صريحة للإرهاب، لا تقل أبدًا عن جريمة الإرهابي المجرم الذي ينفذها، يل تزيد
!
ذلك أنه يريد أن يعيدنا في مصر مرة أخرى إلى تكرار تلك الحوادث
المؤسفة من "الاغتيالات السياسية" التي عانينا منها من قبل في التسعينات
وما قبلها!
تلك الحوادث الإرهابية التي نجح بعضها، كحادثة اغتيال "فرج
فوده" ومن قبله "النقراشي" وغيرهما، والتي فشل بعضها، كمحاولة
اغتيال "العقاد" وغيره .
إن ما يقوله هذا الــ "حويني" ويدعوا له، لهو أمر خطير بكل
ما تحمله الكلمة من معانٍ، وهو تطرف لا يقل بحال عن تطرف "إسلام بحيري"،
بل إنه ليزيد، ذلك لأن هذا الأخير ليس له أتباع سوف يفهمون كلامه على مراده ويعتبرونه
تحريضًا مباشرًا على القتل، فيقتلوا خصومه طعنًا، وذبحًا وتفجيرًا وتدميرًا!
و أما هذا الــ "حويني"
فإن بين الجهلة الذين يسمعونه، وأكثرهم من الحمقى والمغفلين، من قد تأخذه الحماسة
التي بثها فيه شيخه، فيحمل خنجره أو سكينه، وأو مسدسًا أو قنبلة، فيقتل بها كل من
يؤكد له شيخه أنهم يستحقون ما هو أكثر من الحبس ! وأن عقابهم الواجب هو القتل!
إن هذا الــ "حويني" وأشباهه، ومن على شاكلته، أولى بالحبس
في الحقيقة من "إسلام بحيري" وأشكاله، إذ إن جريمته لا تقل عن جريمته، بل
تزيد ! وخطره على المجتمعات أكبر وأعظم، وهو أشباهه، من أكبر أسباب البلاء الذي
نعاني منه في مجتمعاتنا المعاصرة، بل إنه وأشباهه، من أكبر أسباب تخلف المسلمين عن
ركب الحضارة الحديثة، إن لم يكونوا أكبرها !
آراء حرة
"الحويني" أولى بالحبس من "البحيري"!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق