الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لم أكن أعرف (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أهدانى صديقى الصحفى الكبير الأستاذ عبدالوهاب نتيجة مجلة «الكواكب» لعام ٢٠١٦، وكان إعجابى بها شديدا، وقد تصفحت النتيجة فإذا بها تتحدث عن بعض أعلام الفن من «الزمن الأجمل»، ولو أننى لا أرتاح لمقولة «زمن الفن الجميل»، لأن الزمن دائما جميل، فقد قال طه حسين «نعيب زماننا والعيب فينا»، والفن دائما جميل والجمال ليس وقفا على عصر بذاته، وأظن أن هذه المقولة ترجمة للمقولة الفرنسية «لا بل إيبوك»، وتعنى الزمن الجميل، ولكن ما أدهشنى فعلا أن هذه النتيجة سدت نقصا فى معلوماتى فلم أكن أعرف:
أن «نادرة» من أصل سورى وهى مطربة وملحنة وقامت ببطولة فيلم «أنشودة الفؤاد» ١٩٣٢، وهو أول فيلم مصرى غنائى ناطق، وأيضا لحنت سبع أغان للإذاعة المصرية.
وأن «أمينة رزق» بلدياتى فقد ولدت فى مدينة طنطا ١٩١٠، وظهرت وعمرها ٨ سنوات على خشبة المسرح، حيث قامت بالغناء إلى جوار خالتها أمينة محمد فى إحدى مسرحيات فرقة الكسار، ثم انتقلت للعمل فى فرقة رمسيس المسرحية التى أسسها عميد المسرح العربى يوسف وهبى سنة ١٩٢٤، وعينت عضوا بمجلس الشورى، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأن «بهيجة حافظ» من عائلة أرستوقراطية، فوالدها إسماعيل باشا حافظ، وهى من أوائل الرائدات المصريات فى الفن، فقد كانت أول وجه نسائى ظهر على شاشة السينما المصرية، كما كانت تؤلف الموسيقى فى بداية حياتها، كما أنتجت فيلما بعنوان «ليلى بنت الصحراء»، وهى صاحبة أول أسطوانة موسيقية باسم «بهيجة» سنة ١٩٢٦، كما أسست شركة فنار فيلم للإنتاج السينمائى وكتبت وأخرجت ووضعت الموسيقى التصويرية لأفلامها، وأنشأت أول نقابة للمهن الموسيقية سنة ١٩٣٧، ودرست الإخراج والمونتاج فى برلين.
وأن «عزيزة أمير» يعود إليها الفضل فى تأسيس السينما المصرية، وكان فيلمها ليلى عام ١٩٢٧ الذى اعتبر إعلانا وترسيخا لمفهوم وطنى حاول استثماره طلعت حرب، وهو شعار «ابن بلدك أولى بقرشك» ونجح الفيلم بشكل كبير، حيث تمكن من كشف الوجه القبيح للأجنبى، وكانت بدايتها مع المسرح بفرقة رمسيس ١٩٢٦، وقامت بإخراج فيلمين وشاركت فيهما بالتأليف والتمثيل.
وأن «فاطمة رشدى» ولدت فى الإسكندرية وأختاها فنانتان أيضا، وهما «رتيبة» و«إنصاف رشدى»، وقد بدأت حياتها الفنية مبكرا جدا فى التاسعة من عمرها عندما زارت فرقة أمين عطا الله الذى أسند إليها دورا فى إحدى مسرحياته، ثم ظهرت مع فرقة عبدالرحمن رشدى، ثم فرقة الجزايرلى، ثم تعرفت بعزيز عيد فلقنها دروسا فى القراءة والكتابة، وتنقلت بين مسارح روض الفرج، وعملت فى مسرح «روز اليوسف» وفرقة رمسيس وصارت بطلة للفرقة.
وأن «فتحية أحمد» ولدت فى حى الخرنفش بالقاهرة، ووالدها الشيخ أحمد الحمزاوى كان منشدا ومطربا ومبتهلا، لحن لها داود حسنى، وكامل الخلعى، وأبو العلا محمد، وسيد درويش، ومحمد القصبجى، وزكريا أحمد، ورياض السنباطى، وكانت صديقة أم كلثوم لأكثر من ٦٠ سنة، وكان لها دور بارز على المستوى الغنائى بين مصر وسوريا، لذلك أطلق عليها مطربة القطرين، وأشهر أغانيها «يا حلاوة الدنيا يا حلاوة» من تلحين زكريا أحمد.
وأن «أم كلثوم» ولدت فى محافظة الدقهلية لإبراهيم البلتاجى مؤذن قرية طماى الزهايرة، كانت تحفظ الأغانى وتغنى القصائد والتواشيح، وفى عام ١٩٢٢ انتقلت إلى القاهرة وكونت أول تخت موسيقى لها عام ١٩٢٦، وكانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامى، ثم الملحن محمد القصبجى، لتصدر عام ١٩٢٦ مونولوج «إن كنت أسامح وانسى الأسية» الذى حقق لها شهرة كبيرة، وهى أول فنانة دخلت الإذاعة، وشاركت فى عدة أفلام كان آخرها فيلم «فاطمة» عام ١٩٤٧ لتتفرغ بعده للغناء فقط.
وتذكر النتيجة أيضا «بديعة مصابنى» و«دولت أبيض» و«يوسف وهبى» و«عبدالوهاب» و«آسيا»، ولأن هذا مجهود رائع، خاصة أن بعض الشباب لا يعرف هذه الأسماء، وأتمنى فى الأعوام القادمة أن تكون النتائج فى تعريف الجمهور بالعلماء والفنانين التشكيليين وكل من أفاد هذا البلد فى أى مجال من مجالات العلم والأدب والشعر والتلحين، وفى المقالة القادمة سنذكر الأسماء الباقية فى النتيجة، فمن حق القارئ أن يعرف أن مصر لم تكن الأخت الكبرى للوطن العربى إلا بهؤلاء الرواد.