الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

داعش تبتلع الإخوان في 25 يناير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمجموعة من الملثمين بأقنعة سوداء وكوكتيل من القنابل والمفرقعات والعبوات الناسفة وتهديدات تحمل الخراب لمصر، جددت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية قسمها بتدمير الأخضر واليابس في الذكرى الخامسة للخامس والعشرين من يناير، فقررت تفكيكها وشرذمتها على طريقتها في سوريا وليبيا وتونس، فهم لا يرغبون للشعب الاستقرار والهدوء، يؤكدون للمرة المليون أنهم لا يحملون أي خير لمصر كما روجوا في السابق بل يحملون المتفجرات والدمار.
للمرة المليون يثبتون- بما لا يدع مجالا للشك- أنهم نبت شيطانى ضد الهوية المصرية، حلف للمصالح الدولية والإقليمية يرتدي جلباب الإسلام ويطلق لحية "التقية" ليصنع حاجزًا بينه وبين التنظيمات المتطرفة، يتحدث عن مدنية الدولة حينما يصبح في السلطة، ثم ينقلب عليها عند خروجه منها، دولته الحقيقية إسلامية، مزاعم خلافة لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في دولة البغدادي، لهذا السبب- وليس غيره- أنشأ حسن البنا تلك الجماعة لتنتقل من أحضان المخابرات الإنجليزية إلى الأمريكية ومن ثم التركية والقطرية، احترفت نشر الفتن الطائفية، أجادت في صناعة الإرهاب، تحت غلاف سياسي شيك اسمته الديمقراطية.
للمرة المليون بعد المليون يقول الإخوان لكل من شارك في الثورة "شكرا على حسن تعاونكم معنا"، ولكنها ثورتنا وحدنا، نحن من أبهرنا العالم بتآمرنا على الجميع، وبعنا وهم "الفصيل الوطني"، يسخر الإخوان من دعوات عدم النزول، يتساءلون ماذا فعلتم أنتم ليناير؟ نحن من دعى وخطط ونسق، ولولا ثبات شبابنا في الميدان ما كانت يناير نجحت في الأساس، عندنا الجزيرة القطرية والعشرات غيرها في تركيا ولندن وآلاف الحسابات على تواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، أنصارنا على الأرض في الكونجرس الأمريكي وعواصم العالم المؤثرة ، نحتفل بذكرى يناير بعلامتنا الصفراء، لا ننتظر نزولكم يا "عبيد البيادة".
لن يحكم التاريخ الآن على يناير، الحكم الآن عاطفي، لا يضع في حسابة خسائر الدولة المصرية للمليارات، نزيفًا اقتصاديا مستمرا، سياحة تصرخ صناعة بالكاد بدأت تشم أنفاسها، كل من خرج أملا في تحسن أوضاعه يعض أصابع الندم بعد أن ساءت أكثر، ومن لم يخرج فوض أمره لله، ومن حسب نصيبة من شائعة الإخوان عن ثروة الرئيس الاسبق حسنى مبارك، يتذكر ذلك الآن ويضحك في سره ولسان حالة يقول يا ولاد الـ(...).
وبينما تحاول الدولة المصرية العودة لدورها الإقليمي والدولي الذي يحتاجها، الخطر الإيراني، يمزق الإرهاب سوريا والعراق وليبيا، وأخيرا تونس صاحبة نوبل "المصالحة"، تعيش اليوم تحت الطوارئ وحظر التجول وحوادث انتحار جماعية.. يا عزيزي لن أحدثك هنا عن مؤامرة، فمثلا الصدفة البحتة هي التي دفعت المنصف المرزوقي للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة؟!، وللصدفة أيضا طالب عبدالمنعم أبو الفتوح بالطلب ذاته قبل أشهر.. دعك من كل ذلك وتذكر دعوة أيمن نور للرحيل مع مبارك ومع الرئيس السيسي.. كل ذلك صدفة اكيد ..لقد كانت ثورة نقية نظيفة حقا.
حينما أعلنت أجهزة الأمن عن ضبط مخزن سلاح في العياط وفى كرداسة وما شهده تفجير شقة الهرم الذي راح ضحيته عدد من رجال الشرطة ثم الإعلان عن معمل للعبوات الناسفة في أكتوبر، تنازع عليها الإخوان وداعش كل منهما يعلن مسئوليته واللجان الإلكترونية الإخوانية تعزى فيهم، ووكالة رصد الاخوانية أيضا تقول إن السلطات قتلت رافضي الانقلاب، بالتأكيد كل هذا الكذب والتلفيق ليس جزءًا من مؤامرة جديدة تستهدف هذا الوطن فى تلك الذكرى .. دعك من كل هذا وافتح قنوات الإخوان وشاهد تهنئتهم لبعضهم البعض بنجاح الثورة وعودة الشرعية ومرسى ومكتب إرشاده الديمقراطي، لا تضحك هي ليست نكته بل حقيقة.
يختصر البعض المشهد في الرئيس السيسي ورحيله، وفى ذلك يتساوى شباب يناير الطاهر النقي، ونظيره الإخواني أيضا، والمنضمون حديثا للدواعش، فهل تعتقد ان الثلاثة بعد رحيل الرئيس السيسي سيتفقون على رئيس أو نظام، وهل بقدرة شباب الثورة الطاهر النقي الذى يصنف نفسه ضد الجميع منافسة اتحاد شباب الجماعات الجهادية صاحب الدعوة للثورة على النظام، وهل سيرضى هؤلاء برئيس لا ينتمى للإخوان؟! دعك من كل ذلك، هل تتصور أن الأمر سيستتب للإخوان، مد الخط على استقامته، هل الغلبة ستكون للمرشد أم الخليفة المتغلب بالسيف وصاحب النسب القرشي؟ هل ستترك داعش الحكم في مصر للإخوان، هل سيتمكن الإخوان من لجم داعش صاحبة السبق في تحقيق حلم البنا على الأرض؟ إذن ستدخل مصر في مأزق دموي حقيقي خاصة مع انضمام عشرات الشباب لداعش بعد نهاية سطوة الاخوان الفكرية عليهم، وأعتقد أن الشعب المصري وأجهزة الدولة واعية لتلك الأزمة جيدا ولذلك تتكسر محاولات الإخوان لتثوير البسطاء تحت راية حماية الإسلام.
والشاهد على ذلك ما يحدث بين داعش والقاعدة، وبينها وبين الاخوان في سوريا ، تنظيم الدولة يريد الغلبة له ، خاصه وانه نجح في ابتلاع شباب الاخوان وحادث الغردقة خير دليل علي ذلك وهو ما يفسر تنامى النزعات العنيفة لدى اخوان الداخل وانهيار قدرة التنظيم الدولى على السيطرة ، فلم يبق أمامهم سوى المشروع الإرهابي الذى بشر به أحمد المغير رجل خيرت الشاطر للعودة للحكم ، وهو ما لن تسمح به لا الدولة ولا الشعب المصري الذى يتطلع لمستقبل أفضل ويضع استقرار بلاده أولوية أولى، لكل تحركاته رغم المصاعب والعقبات وعدم الرضى في احيان أخرى.
لقد أعطى الشعب ظهره لنخبة 25 يناير بعدما انتهى من الإخوان، وهذا أكبر انتصار لثورة 30 يونيو.