الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تحالف المعزول يتداعى وسلفيو القاهرة يقفزون من السفينة الغارقة


الإخوان المسلمين
الإخوان المسلمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجر فشل جماعة الإخوان المسلمين، في حشد الجماهير أمس السادس من أكتوبر، والإخفاق التام في اقتحام ميدان التحرير، خلافات شديدة داخل التحالف الوطني لدعم الشرعية، في تحفظ بعض القوي المنخرطة داخل التحالف علي الدماء التي سالت داخل الميادين، وعلي غياب أي أفق سياسي لحل الأزمة المشتعلة في مصر منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، في الثالث من يوليو الماضي
تردد وشكوك
وقد كرَّست هذه الخسائر البشرية، وحملات الاعتقال، حالةً من الاحتقان من جانب بعض القوى، وفي مقدمتها الجماعة الإسلامية، التي تصاعدت الخلافات داخلها بين داعم للانسحاب من التحالف، وهو التيار الذي يتزعمه عبود الزمر، القيادي بالجماعة، وبين رغبة قوية في دعم الإخوان لآخر الشوط، وهو التيار الذي يدعمه كل من الدكتور عصام دربالة، عضو مجلس شوري الجماعة، وصفوت عبد الغني القيادي البارز بها، بشكل عزز الشكوك حول استمرار الجماعة الإسلامية.
وزاد من حالة الغضب داخل التحالف عدم مشاركة الجماعة الإسلامية بقوة في مظاهرات السادس من أكتوبر الأخيرة، بعد رفض المهندس صلاح هاشم أمير الجماعة بالمحافظة، وعلاء صديق أمين حزب البناء والتنمية تعريض أبناء الجماعة بالمحافظة لخطر الاعتقال والسجن مجددا، وهو ما أثار غضب الإخوان وحلفائهم، لدرجة أن شكوا من تراجع حجم مشاركة الجماعة في تظاهرات الصعيد باستثناء محافظة المنيا.
غضب جهادي
لم تتوقف حالة الغضب داخل التحالف، علي مواقف الجماعة الإسلامية، فهناك حالة تحفظ بين أبناء التيار الجهادي ضد محاولات الإخوان المسلمين، إبرام صفقة مع الجيش، عبر وساطة كاترين أشتون، لاسيما أن الجهاديين يعتبرونها ـ وكما يؤكد الشيخ محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب الإسلامي ـ شريكاً قوياً وفاعلاً في الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وبل وتصميمهم علي ضرورة إصدار التحالف بياناً، يُحمِّل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مسئولية ما تشهده البلاد حالياً، وهو الأمر الذي يواجه رفضا من جانب الإخوان الذين يراهنون علي دور أوروبي في إعادة عقارب الساعة للوراء.
واستبعد أبو سمرة حدوث انشقاقات كبري داخل التحالف، وإن أشار إلي أهمية وجود شراكة قوية في صنع القرار داخله، وعدم تفويض الأمر للإخوان، لاسيما أنهم عقدوا لقاء مع “,”هيكل“,” من وراء ظهر التحالف، والتقوا بـ“,”أشتون“,” رغم تحفظ أحزاب عديدة علي اللقاء يأسا من موقف أوروبي جاد.

خسائر الدعوة
امتدت الخلافات داخل التحالف، إلي عدد من أبناء التيار السلفي في القاهرة، وفي مقدمتهم أنصار الشيخ فوزي السعيد، ونشأت إبراهيم اللذين أبديا استياءهما من تصاعد الخسائر في صفوف أبناء التيار الإسلامي، بل إن العديد طالبوا مرجعيتهم الفقهية، بضرورة البحث عن تبني مواقف جديدة، لا تساند إهدار الدماء المشتعل داخل القاهرة والمحافظات، وضرورة التواصل مع الدكتور محمد عبد المقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وأكبر داعمي الإخوان لتحديد موقف سلفيي القاهرة من المشاركة في التظاهرات، ومخاوفهم من الاعتقال أو مواجهة الموت.
من جانبه قال الدكتور عمار علي حسن، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن حالة من الانشقاقات يعاني منها تحالف المعزول، إذ لاتزال الجماعة الإسلامية مترددة في الاستمرار داخل التحالف، والاستمرار في دعم الإخوان حتي النهاية، باعتبار أن هذا الموقف قد يعيد الجماعة للمربع الأول، والعودة للسجون ومواجهة عصف السلطة، فيما يخشى الجهاديون الذين تحكمهم تجارب مريرة مع الإخوان، إبرام صفقة وتركهم يواجهون خيارات مريرة.
لفت “,”عمار“,” إلي أن هناك استياءً كبيراً في صفوف سلفيي القاهرة، من تصاعد الخسائر في صفوفهم وتأثير المواجهة مع الدولة علي وضع الدعوة، في ظل احتمالات التضييق عليهم خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يرجح معه تداعي هذا التحالف، مع عدم وجود أي أفق لنجاح هذه الجهود في إعادة الإخوان لصدارة المشهد.