بعد أن
كلَّفَ "ياسر برهامي، رئيس الجمهورية السلفية" كل رجاله بمهمة مهاجمة "الثورة"، والتي كان يدعى وقتها إلى
إشعالها في مصر في الــ 25 يناير لعام 2011 م، وذلك حتى قبل أن تولد الثورة، وكذلك
بمغازلة النظام الحاكم، بل والنوم على سريره! وإثبات موقفهم الداعم للنظام والرئيس
والموالي له، وبكل قوة، وبالفعل أدى المكلفون أدوارهم على أكمل الوجوه، وبات موقف
"الجمهورية السلفية بالإسكندرية" واضحًا بينًا مكشوفًا، يعرفه كل الناس
،من أنهم جميعًا، وعلى بكرة أبيهم وبلا استثناء ضد الثورة قلبًا وقالبًا وأنهم
أعدى أعدائها من قبل أن ترى النور.
ومع ذلك شعر "رئيس
الجمهورية السلفية بالإسكندرية" أن هذا كله ليس كافيًا وأنه لابد أن يثبت
لنفسه وبنفسه ولأفراد جمهوريته معه لدى النظام الحاكم حينها وبما لا يدع للشك مجالًا
: "دليل غياب عن مسرح الجريمة"- كما يقول القضاة في عرفهم.
فتفتق ذهنه عن حيلةٍ شيطانيةٍ خبيثة، مستغلًا الدين في السياسة
–كعادته- وأعلن عن تواجده في هذا اليوم طوال النهار وزُلفًا من الليل ومعه معظم
مواطني "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" أو عدد كبير منهم، في مسجد من
مساجد محافظة الإسكندرية، ليعقد محاضرة هي أطول محاضرة في تاريخه، منذ الصباح
الباكر ليوم الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 م وحتى انتهاء اليوم وقرب انتهاء
الليلة!
ليثبت لنفسه بذلك، ولرعيته معه "دليل الغياب" المراد عن
"مسرح الجريمة"! والذي هو في هذه الحالة كان "ميدان التحرير" والميادين الأخرى!
بحيث لو فشلت "الثورة" وتعقب النظام الثوار، فحينها يُبْرز
"رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية" دليل براءته وبراءة مواطنيه من
تلك الجريمة النكراء والمدعوة بــ "الثورة"، ويعلن أنه كان في المسجد
طوال النهار والليل وأنه بريء من الثورة براءة الذئب من دم يوسف!
ولكن وعلى طريقة "الجمهورية السلفية بالإسكندرية"
في التناقض والتلون والنفاق المشين، وعلى طريقة "رئيسها" في
تغيير الجلود واللعب على الحبال ،و الرقص على كل السلالم، والنوم على كل الأسرة!، فما
أن نجحت "الثورة" وسقط النظام حتى انقلب على عقبيه، وخرج بنفسه وخرجت
معه رعيته يهللون ويكبرون ويهتفون بالثورة والثوار ويمجِّدُونها وليعلنوا وبمنتهى
البجاحة والصفاقة أنهم :"أبناء الثورة وأحبائها بل وآبائها" وأنهم كانوا
زخمها الأكبر وجندها الأعظم ووقودها الذي أشعل نيرانها والذي كان هو أكبر الأسباب
لنجاحها، وأنه لولاهم لما نجحت ولا عرفت النور ولا رأته، ولولاهم لكان النظام
الفاشي الظالم المستبد الفاسد ما يزال يحكم إلى الآن ولكان كل من دعا إليها قد
غيبته غياهب السجون!
وأنهم –هكذا، وبمنتهى المنتهى في ثخانة الجلود- لم يعلنوا دعمهم
للثورة في البداية، حتى لا تصبغ بصبغتهم ويجد أعدائها في ذلك سبيلًا لمهاجمة
الثورة من خلالهم!
بل لقد زادت صفاقتهم وثخانة جلودهم ونصَّبُوا أنفسهم متحدثين رسميين
باسم الثورة ورعاةً لها وطالبوا بالحفاظ على مكتسباتها، وتحقيق أهدافها!
وأسسوا حزبًا يزعم أنه ينتمي إليها بعد أن كانوا يُحرِّمون إنشاء
الأحزاب ويشنعون على من يؤسسها!
وبعدُ..
فقد كان ما مر محض إشارة إلى طبيعة الحياة داخل "الجمهورية
السلفية بالإسكندرية" وطبيعة عمل وتعامل "رئيس الجمهورية السلفية
بالإسكندرية" : وهو طبيب الأطفال الذي يدعى :"ياسر حسين برهامي حشيش"، مع رعيته وما خفي منه وعنه، ومنها وعنها
كان –بلا شك- أعظم وأكبر مما ذكرت بكثير!
نعم كانت محض إشارة ومجرد جولة ظاهرية داخل "مدينة
السلفيين" الوهمية وبلادهم الافتراضية، والتي ليس لها وجود إلا في أذهانهم
المريضة وليس لها أي حقيقة في الواقع، ذلك أن هؤلاء يعيشون في عالم افتراضي يسمونه
كذبًا وزورًا "الحياة الإسلامية"!! وما هي إلا أحلام اليقظة والعوالم
الافتراضية غير الواقعية والتي يحسبونها حقيقة وما هي إلا محض: {سَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ
اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
كانت هذه الجولة الظاهرية داخل بلاد السلفيين ومدينتهم الوهمية، ننظر
فيها كيف يعيشون وكيف يحيَون، وكيف تنطوي حياتهم على الكذب والنفاق والخسة والنذالة
والمكر والخديعة والخيانة، تحت غطاءٍ دينيٍ مع الأسف، وبتبرير سخيف لكل فعل قبيح ولكنه
وا أسفاه يكون تبريرًا دينيًا، واستغلال للدين أسوأ استخدام، وزعم امتلاك الحقيقة المطلقة
واحتكار الدين الحق، مع أن الدين منهم براء بلا شك.
و كيف يعيش الواحد من مواطني "الجمهورية السلفية
بالإسكندرية" كالمصاب بالفصام، فيعيش بشخصيتين منفصلتين تمام الانفصال، ومتمايزتان
أشد التمايز، أحداهما حياة علنية يراها الناس حياة طبيعية، وأخرى سرية لا يعرفون
عنها شيئًا وهي تختلف ولا شك تمام الاختلاف عن تلك الظاهرية!
كانت تلك حالهم منذ اللحظة الأولى لتأسيس تلك الجماعة وذلك التنظيم وهذه
الجمهورية وإلي يوم الناس هذا، وأظن أنها ستظل مستمرة إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
و لهذا لما أنجبت تلك الدعوة ولدًا ذكرًا وأسمته "حزب النور السلفي"
كان هذا المولود قد وُلِدَ منذ اليوم الأول هو الآخر مشوهًا، لأنه –وبطبيعة الحال-
يحمل نفس الجينات والصفات الوراثية لأمه ،من كل صفات الكذب والخيانة والمخادعة وهلم
جرا!
فلا ريب -أيها القارئ المكرم- سوف تجد
في حزب النور كل صفات أمه التي ولدته سفاحًا وهي "الدعوة السلفية بالإسكندرية"
أو "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" بل وزيادة.
نجَّى الله مصر وأهلها من شر هؤلاء ومن شر كل ذي شر.
والسلام.
آراء حرة
ياسر برهامي.. رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية "الحلقة الأخيرة"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق