أيام قليلة وتحل ذكرى ثورة 25 يناير، ومعها تثار الذكريات، منها الأليمة ومنها المفرحة، منها ما يحمل أحلامًا وردية بناءة، وأخرى تحوى أفكارًا سوداوية هدامة، تلك الحالة المركبة تجسدها ثورة يناير التي تقاطعت فيها أحلام المصريين في غدٍ أفضل، بالانتهاء من نظام حكم رعى الفساد سنوات طويلة، مع الأحلام (الأمريكية ـ الغربية) في النَّيل من مصر ومحاولة تحويل حلمها من التغيير الإيجابى إلى معول هدم الدولة المصرية والقضاء عليها.
فالمصريون ينظرون ليوم 25 يناير من كل عام على أنه عيد لثورتهم المجيدة التي أطلقت صيحات رفض الفساد لصالح بناء مصر جديدة على أسس العدالة والحرية والعيش الكريم، بينما ينظر المتربصون بهذا البلد لذكرى ثورة 25 يناير على أنه فرصة جديدة لإثارة القلاقل وزرع الفتن ومحاولة هدم مكتسبات الثورة التي حققها المصريون في السنوات الماضية.
فهناك مَن يُمنى نفسه بالعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية، بعد أن أفسدها وحاول أن يحوّل البلد إلى خراب ودمار من أجل مصالحه الخاصة، من أمثال هؤلاء، جماعة الإخوان الإرهابية، التي تتصور أنها تخوض معركة من أجل حلم ثورة ثالثة ضد النظام الحالى، فالإخوان يعيشون حالة إنكار مروعة، لا يصدقون أنهم مكروهون في الشارع، وأن زمنهم مضى بلا رجعة، فالشعب هو الذي طردهم من الحكم وليس أحد غيره، هم لا يشعرون ولا يصدقون كل ذلك بل يغطون في سبات عميق لن يفيقوا منه إلا بعد أن يتم القضاء عليهم نهائيًا وتصبح الجماعة في طى النسيان بعد أن لفت حبل المشنقة حول رقبتها، وهذا طبعًا مؤلم جدًا للدولة التي تمول وتساند الجماعة الإرهابية.
فثورة 25 يناير وما أعقبها من ثورات في المنطقة العربية حولت الحلم الأمريكى إلى كابوس فظيع بعد أن ضاعت أحلام الثالوث الشيطانى (أمريكا - إسرائيل – بريطانيا) الذين خططوا طويلًا لتفتيت المنطقة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة متنافرة أو بمعنى أصح متقاتلة، لدرجة أنهم يتساءلون الآن بدهشة ماذا حدث في مصر؟ ولماذا استعصت مصر عليهم بعد أن نجحت مخططاتهم في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ومن قبل في لبنان؟!
فمصر بالنسبة لهم الاستثناء الوحيد الذي أصابهم بالصدمة في مقتل، بعد أن وقف الشعب والجيش في خندق واحد ضد هذا التقسيم، وضد نظام شمولى فاشستى أطاح به الشعب في ثورة 30 يونيو التي أعادت لمصر روحها ووحدتها وقوتها وأثبتت للعالم أن الجيش والشعب إيد واحدة والتاريخ شاهد على ذلك.
ثورات الربيع العربى، أو كما يتصور البعض بوعى أو بلا وعى، انتقلت من الثورة على أنظمة الحكم الفاشلة إلى السعى للدمار الشامل للدول موطن الثورة، فهى لم تكن في الوقع إلا جزءًا من مؤامرات الدول الكبرى التي خططت لها أمريكا منذ منتصف التسعينيات بهدف إسقاط وتغيير كل أنظمة الحكم التي تجاهر برفض الهيمنة الأمريكية، مثل سوريا وليبيا ومن قبلهما الرئيس العراقى صدام حسين، وكذلك الشعب المصرى الذي كان يكره الإدارة الأمريكية ككرهه لإسرائيل، الأمر الذي دفع المخابرات الأمريكية لوضع خطط استخباراتية للقضاء على أنظمة الدول العربية المحورية في الشرق الأوسط وذلك تمهيدًا لتقسيمها.
الجميع رأى ظهورًا واضحًا لعملاء أمريكا على الساحة السياسية في هذه الدول من أجل المساعدة على تفتيتها والقضاء على قوتها، نجح بعض هؤلاء في مهمتهم بعدد من الدول العربية، إلا مصر، استعصت عليهم، ووقفت في وجههم بكل صمود وتماسك، وخارت كل قوى الشر في المقابل.
الثالوث الشيطانى كان يتصور أن الأمر في مصر يبدو سهلًا، خصوصًا بعد اندلاع ثورة 25 يناير ومجئ الإخوان للحكم، إلا أنهم اكتشفوا صعوبة الأمر بعد أن رد الشعب المصرى العنيد على المخطط الأمريكي البعيد، بطرد الإخوان نهائيًا عن الحكم والساحة السياسية، وذلك في ثورة 30 يونيو.
فبعد مرور خمسة أعوام كاملة على ذكرى ثورة 25 يناير، ما زالت هناك بعض قوى الشر تتوهم أن 25 يناير 2016 سوف تتحول إلى ثورة جديدة لإعادة جماعة الإخوان للحكم وهذا وهم كبير، كبير جدًا، فعلى هؤلاء أن يدركوا أن اللعبة انتهت وأن مصر الآن ليست أمس.
فهناك مَن يُمنى نفسه بالعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية، بعد أن أفسدها وحاول أن يحوّل البلد إلى خراب ودمار من أجل مصالحه الخاصة، من أمثال هؤلاء، جماعة الإخوان الإرهابية، التي تتصور أنها تخوض معركة من أجل حلم ثورة ثالثة ضد النظام الحالى، فالإخوان يعيشون حالة إنكار مروعة، لا يصدقون أنهم مكروهون في الشارع، وأن زمنهم مضى بلا رجعة، فالشعب هو الذي طردهم من الحكم وليس أحد غيره، هم لا يشعرون ولا يصدقون كل ذلك بل يغطون في سبات عميق لن يفيقوا منه إلا بعد أن يتم القضاء عليهم نهائيًا وتصبح الجماعة في طى النسيان بعد أن لفت حبل المشنقة حول رقبتها، وهذا طبعًا مؤلم جدًا للدولة التي تمول وتساند الجماعة الإرهابية.
فثورة 25 يناير وما أعقبها من ثورات في المنطقة العربية حولت الحلم الأمريكى إلى كابوس فظيع بعد أن ضاعت أحلام الثالوث الشيطانى (أمريكا - إسرائيل – بريطانيا) الذين خططوا طويلًا لتفتيت المنطقة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة متنافرة أو بمعنى أصح متقاتلة، لدرجة أنهم يتساءلون الآن بدهشة ماذا حدث في مصر؟ ولماذا استعصت مصر عليهم بعد أن نجحت مخططاتهم في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ومن قبل في لبنان؟!
فمصر بالنسبة لهم الاستثناء الوحيد الذي أصابهم بالصدمة في مقتل، بعد أن وقف الشعب والجيش في خندق واحد ضد هذا التقسيم، وضد نظام شمولى فاشستى أطاح به الشعب في ثورة 30 يونيو التي أعادت لمصر روحها ووحدتها وقوتها وأثبتت للعالم أن الجيش والشعب إيد واحدة والتاريخ شاهد على ذلك.
ثورات الربيع العربى، أو كما يتصور البعض بوعى أو بلا وعى، انتقلت من الثورة على أنظمة الحكم الفاشلة إلى السعى للدمار الشامل للدول موطن الثورة، فهى لم تكن في الوقع إلا جزءًا من مؤامرات الدول الكبرى التي خططت لها أمريكا منذ منتصف التسعينيات بهدف إسقاط وتغيير كل أنظمة الحكم التي تجاهر برفض الهيمنة الأمريكية، مثل سوريا وليبيا ومن قبلهما الرئيس العراقى صدام حسين، وكذلك الشعب المصرى الذي كان يكره الإدارة الأمريكية ككرهه لإسرائيل، الأمر الذي دفع المخابرات الأمريكية لوضع خطط استخباراتية للقضاء على أنظمة الدول العربية المحورية في الشرق الأوسط وذلك تمهيدًا لتقسيمها.
الجميع رأى ظهورًا واضحًا لعملاء أمريكا على الساحة السياسية في هذه الدول من أجل المساعدة على تفتيتها والقضاء على قوتها، نجح بعض هؤلاء في مهمتهم بعدد من الدول العربية، إلا مصر، استعصت عليهم، ووقفت في وجههم بكل صمود وتماسك، وخارت كل قوى الشر في المقابل.
الثالوث الشيطانى كان يتصور أن الأمر في مصر يبدو سهلًا، خصوصًا بعد اندلاع ثورة 25 يناير ومجئ الإخوان للحكم، إلا أنهم اكتشفوا صعوبة الأمر بعد أن رد الشعب المصرى العنيد على المخطط الأمريكي البعيد، بطرد الإخوان نهائيًا عن الحكم والساحة السياسية، وذلك في ثورة 30 يونيو.
فبعد مرور خمسة أعوام كاملة على ذكرى ثورة 25 يناير، ما زالت هناك بعض قوى الشر تتوهم أن 25 يناير 2016 سوف تتحول إلى ثورة جديدة لإعادة جماعة الإخوان للحكم وهذا وهم كبير، كبير جدًا، فعلى هؤلاء أن يدركوا أن اللعبة انتهت وأن مصر الآن ليست أمس.