تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لقد كان حادث وفاة السلفي وأحد سكان "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" وأحد رعايا "رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية"، "سيد بلال"، من أكبر الأمور الكاشفة لطبيعة الحياة داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية"، وللطبيعة التي يتعامل بها "رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية" مع مواطنيه ورعاياه وسكان جمهوريته ومواطنيه داخل مملكته!
فليس للمواطن داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" حق حتى في الغضب أو الحزن أو المطالبة بحقه أو دم من هو وليه، وتنعدم الحقوق أكثر وأكثر إذا كان الأمر يتعلق مباشرة بالحاكم بأمره والدكتاتور الفرد الحاكم لــ"الجمهورية السلفية بالإسكندرية"، الإمام الأعظم و آية الله الأكبر مرشد السلفيين! ورئيس جمهوريتهم السرية: "ياسر حسين برهامي حشيش"!
و ما دام الرئيس قد حكم بحكم ، فعلى الجميع الانصياع له مهما كان قاسيًا أو جائرًا أو ظالمًا أو باطشًا، ومهما كان هذا الحكم متعلقًا بحقوق الأفراد الخاصة وحياتهم الشخصية، بل و حتى لو كان الحكم متعلقًا بمشاعر الناس داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" والتي لا يملكون هم أنفسهم التحكم فيها كالحزن والفرح والغضب والسرور والرضا وعدمه!
فــ"الرئيس" هو "ظل الله على الأرض" و"خليفته" والمتحدث باسمه" و"الناطق على لسانه"! والموقع بأحكامه وليس لأحد أن يعترض على أحكامه و قضائه مهما كان الحكم أو مهما كان المحكوم عليه أو به!
فالرئيس داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" لا يُردُّ له حكم ولا يُعقَّب له على فعل، ولا يُسأل عن حكمةٍ لفعل فعله، لأنه "مادام قال فقد صدق"! و"ما دام حكم فقد أصاب كبد الصواب وعين الحقيقة"!
وإذا حكم فحكمه نافذ، وأمره لا يُرد و قضاءه لا بد واقع ! وهو في كل ذلك "لا يُسألُ عما يفعل، وهم يسألون"!
لقد تصالح "برهامي" على دم "سيد بلال" وهو ليس ولي الدم بلا شك، بل ولم يشاور أولياء دمه، بل و كان يعلم أنهم لا يرضون بالتصالح على دمه ، و لكنه و لكونه لا يرى لهم حقوقًا مثل حقوق باقي البشر، بل و يراهم في منزلة أحط من منزلة الإنسانية ، و يعتقد أنهم فاقدي الأهلية ، و أنه هو ولي أمرهم ، و هو أدرى بمرادهم ومصالحهم من أنفسهم ولذلك فقد وكَّلَ نفسه بنفسه وليًا للدم، وتصالح عليه من غير حق ولا صفة!
بل لم ينته الأمر عند هذا الحد، ولكنه تجاوزه، فزاد الطين بلة!، وأمرهم بأمر واجب النفاذ والتنفيذ بألا يعترضوا وألا يطلبوا شيئًا و لا عوضًا و قصاصًا و لا دية حقًا ، بل و ألا يظهروا جزعًا حتى على فراقه!
فأي "ديكتاتور"! قاسٍ متسلطٍ متجبرٍ في الأرض هذا الرجل؟!
و إياك أن تتعجب أخي القارئ المكرم ، فهذه هي طبيعة الحياة داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" ، لم ولن تتغير، وستظل على هذه الحالة من التناقض الشديد والكذب والمراوغة والتقلب بين الرأي وضده بل وبين الرأي و نقيضه، والموقف وعكسه وبمهارة عالية في التلون والتبدل والتغير وتغيير الجلود واللعب على كل الحبال والرقص على كل السلالم ، وبدقة ومهارة يعجز عنها أمهر لاعبي السيرك!
وظلت هذه هي الحياة بطبيعتها داخل "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" و ظلت طريقة تعامل "رئيس جمهوريتها" مع مواطنيه و مع الناس و النظام ، حتى كانت الانتفاضة التي غيرت مصر كلها في بديات العام 2011 م ، و التي أعلنت "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" موقفها الرسمي منها بكل وضوح وقوة وبأعلى صوت قبل أن تحدث، بل بمجرد ظهور الدعوات لها.
وكان رأيها الواضح منها هو الرفض التام لها وللتغيير، وكان موقفها هذا أعلى من ألا يسمع أو من أن يختفي ويتوارى.
بل لقد انفجرت فجأة كل "مواسير الصرف الصحي" عبر المواقع الإلكترونية التابعة لــ "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" طافحة بالمحاضرات والمقالات والخطب الرنانة اللاذعة والتي تهاجم بكل ضراوة وتندد بكل قوة بتلك الدعوات المطالبة بالتغيير والخروج في الخامس والعشرين من يناير لإسقاط و تغيير النظام الحاكم ساعتئذ!
فما بين محاضرة مطولة لمقدَمهم "محمد إسماعيل المقدم" يهاجم فيها دعوات التغيير المراد إحداثه في مصر ويهاجم الدكتور "محمد البرادعي" شخصيًا باعتباره من كبار الداعين للثورة، وكذلك هاجم ما يعرف بــ "الجمعية الوطنية للتغيير" باعتبار أعضائها من الحاشدين الناس على النزول للثورة، إلى غيرها من مقالات شتى عبر المواقع الإلكترونية و غيرها لأشخاص كُثُر من أمثال "عبد المنعم الشحات" وغيره، وكذلك تم عقد ندوات متنوعة للأشياخ في كل مكان ، ليعلنوا فيها ليس فقط رفضهم وتحريمهم للخروج على "مبارك" وإنما أيضًا عدم مشاركة جميع مواطني "الجمهورية السلفية بالإسكندرية" في الثورة و رفضهم لها و رضائهم التام عن النظام الحاكم وقتها!
إلا أن "رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية" لم يقتنع بهذا كله ولم يره كافيًا فاضطر معه للتدخل شخصيًا على ما سنبينه في المقال القادم، إن شاء الله.
و....
في الأُسْبُوعِ المقبل.. للحديثِ عن "رئيس الجمهورية السلفية بالإسكندرية" بقية.. إنْ شاءَ ربُّ البرية.