الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

باتريك بوكانان: الولايات المتحدة لا يمكنها ضمان أمن نصف العالم

باتريك بوكانان
باتريك بوكانان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال السياسي الأمريكي المخضرم باتريك بوكانان إن الاختبار الذي زعمت كوريا الشمالية إجراءه على قنبلة هيدروجينية يطرح السؤال حول مدى استعداد الولايات المتحدة حقا لخطر الحرب مع مناوئين لها يملكون أسلحة نووية من أجل عقيدة الأمن الموروثة من حقبة الحرب الباردة.
وعلق بوكانان على الخطوة الكورية الشمالية في مقالة له على الموقع الإليكتروني لمجلة "ذا أمريكان كونسيرفيتف" الأمريكية.. أن التجارب النووية لبيونج يانج ربما تشكل خطرا على الصين -الجارة الشمالية لكوريا الشمالية- أكثر مما تشكله لعدوها التقليدي، كوريا الجنوبية..وذلك "إذا واصلت بيونج يانج صنع واختبار القنابل النووية".
وأوضح المحلل "أن بكين ستستيقظ في يوم من الأيام لتجد جيرانها كوريا الجنوبية واليابان، قد امتلكت أيضا أسلحة النووية من أجل ردع كوريا الشمالية. ويتعين على اليابان وكوريا الجنوبية القيام بذلك، تايوان وفيتنام والفلبين والتي كل واحدة منها لديها صراعها الخاص مع بكين قد يدخلون أيضا في سباق التسلح النووي.
وأضاف بوكانان أنه إذا لم تساعد الصين في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية فإنها خلال عقد من الزمان قد تصبح محاطة بدول نووية من روسيا إلى الهند ومن باكستان إلى اليابان.. مشيرا إلى أنه لا يزال، هذا الاختبار من كوريا الشمالية، إلى جانب عدوانية كيم يونج أون، يجب أن تجعلنا نلقي نظرة فاحصة على ضمانات حربنا الخاصة لآسيا التي يعود تاريخها إلى جون فوستر دالاس.
ففي نهاية الحرب الكورية في يوليو 1953، كانت كوريا الجنوبية مدمرة، وغير قادر على الدفاع عن نفسها دون البحرية الامريكية والقوات الجوية وعشرات الآلاف من القوات الامريكية.. لذا.. فإن أمريكا تفاوضت على معاهدة أمنية متبادلة.. لكن اليوم،فإن كوريا الجنوبية لديها 50 مليون شخص، ضعف عدد سكان الشمال. وتعتبر الـ 13 على العالم في قوة الإقتصاد على مستوى العالم، وهو يساوي 40 ضعف حجم اقتصاد كوريا الشمالية. وتسليحها في معظمه من الأسلحة الأمريكية الحديثة.
وفي عام 2015، سجلت سول فائضا تجاريا بلغ ما يقرب من 30 مليار دولار من تعاملتها مع الولايات المتحدة، وهو مبلغ يساوي تقريبا الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الشمالية بأكمله.
وتساءل بوكانان لماذا، إذن، لا يزال 25 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية؟.. لماذا هم في المنطقة منزوعة السلاح، ويضمنون أن الأمريكيين هم من بين أول من يموت في أي حرب كورية ثانية؟
وتابع أنه لضخامة جيش كوريا الشمالية، مع الآلاف من الصواريخ وقطع المدفعية، وبعد فقط 35 ميلا من سول – عاصمة كوريا الجنوبية ، فإن أي غزو سيتوجب ردا فوريا بأسلحة ذرية أمريكية تقريبا.. ولكن مع امتلاك كوريا الشمالية ترسانة نووية تقدر بنحو ثمانية إلى 12 قنبلة وهي في تزايد، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يجب على الولايات المتحدة الانخراط في معركة نووية مع كوريا الشمالية، من أجل كوريا الجنوبية؟
لماذا يجب على المعاهدة التي يعود تاريخها 60 عاما أن تلزمنا، إلى الأبد، بدعم كوريا الجنوبية في حرب مع بيونج يانج مع انطلاق الطلقة الولى ..تلك الحرب التي يمكن بسهوله أن تتطور إلى حرب نووية.. وكيف ينسجم هذا مع مصالح الولايات المتحدة الوطنية؟
وتابع السياسي الأمريكي أليس هذا صحيحا اليوم في التحالفات الأمريكية الآسيوية؟.. مشيرا إلى أنه في عام 1877، اللورد سالزبوري، تعليقا على موقف بريطانيا العظمى بشأن المسألة الشرقية - هي مسألة وجود العثمانيين المسلمين في أوروبا وطردهم منها واستعادة القسطنطينية من العثمانيين بعد سقوطها في 1453 وتهديد مصالح الدول الأوروبية في هذه المنطقة. كما يدل المصطلح على تصفية أملاك رجل أوروبا المريض في البلقان من طرف الدول الأوروبية- وذكر أن "الخطأ السياسي الأكثر شيوعا هو الإصرار على سياسات ميتة".
وأضاف إن التجارب التي أجرتها كوريا الشمالية على أسلحة نووية وتطوير صواريخ أرض أرض وبحر أرض التي تطلق من الغواصات ينبغي أن يدعونا لإعادة النظر في الالتزامات الاستراتيجية التي يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فهم هذا.. حيث أنه بدأ في سحب القوات الامريكية في فيتنام في عام 1969، وأعلن في جوام أنه في الوقت الذي تلبي فيه أمريكا التزاماتها في المعاهدات، فإنه من الآن فصاعدا، على الدول الآسيوية أن يكون لها قوات برية للدفاع عن نفسها. وقال الجنرال ماك آرثر للرئيس جون كينيدي، قبل حرب فيتنام، إنه لا يجب أن يكون هناك جنود أمريكيون على الأرض في أسيا.
واوضح بوكانان إننا الآن دخلنا حقبة ما بعد الحرب الباردة، حيث تمتلك العديد من الدول الآسيوية القوة العسكرية الفعلية أو المحتملة للدفاع عن نفسها، وأنه يجب النظر فيما يشبه عقيدة نيكسون جديدة.
وأضاف أنه بالأخذ في الاعتبار جميع الخلافات الإقليمية الكبرى بين الصين وجيرانها-النزاع مع الهند حول اكساي تشين واروناتشال براديش، والنزاع مع اليابان حول جزر سينكاكو، ومع فيتنام على براسيلز، ومع الفلبين على جزر سبراتلي.. وأنه لا يبدوأن هناك أي مصلحة وطنية حيوية للولايات المتحدة في أي من هذه النزاعات والصراعات للمخاطر في الدخول في اشتباك مع قوة نووية مثل بكين.
وتابع أن ذلك كان ذات مرة،عندما كان هتلر وستالين وموسوليني وتوجو يحكمون تقريبا كل المنطقة الأوروآسيوية.. أو عندما حكمت الكتلة الشيوعية للصين والاتحاد السوفيتي بشكل متجانس المنطقة من الألب إلى المحيط الهادئ.. متساءلا أليست تلك الأزمان قد ولت، وألم يحن الوقت لمراجعة شاملة للتحالفات التي دخلنا فيها وضمانات الحروب التي اصدرناها للقتال من أجل الدول ومصالح أخرى ليست تخصنا؟
وتابع أنه تحت قيادة حلف شمال الاطلسي، فإننا ملتزمون لخوض حرب ضد روسيا المسلحة نوويا نيابة عن 27 دولة، بما في ذلك استونيا الصغيرة.. كان ذلك مفهوما كضرورة للدفاع عن ألمانيا الغربية والحفاظ على الجيش الأحمر على الجانب الآخر من نهر "إلبه"، ولكن عندما يصبح وجود استونيا مستقلة في وضع خطر للغاية لأمن الولايات المتحدة فإننا سنخوض حربا مع روسيا النووية بدلا من نخسرها .. أليس كذلك؟
في الواقع، في كم من عشرات ضمانات الحرب التي اصدرتها الولايات المتحدة والتي لا تزال قائمة سوف نحصل على التكريم من خلال الذهاب الى الحرب إذا دعينا اليها؟