وقد توطدت صداقتى بالكاتب الكبير أنيس منصور.. وكنت أزوره.. سواء فى بيته المطل على النيل بالجيزة أو بيته على ترعة المريوطية.. وكانت لنا جلسات جميلة.. تمتعت فيها بحوارات وحديث أنيس منصور حول كل شىء فى الحياة. وتأكدت أنه بئر معرفة لا تنضب.
واكتشفت جانباً آخر فى شخصية أنيس منصور وهو جانب «الرفيق» عند السفر.. وأذكر أننى تلقيت دعوة كريمة منذ سنوات من سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير فى المملكة العربية السعودية.. لحضور حفل ختام مهرجان سياحى.. فى مدينة أبها عاصمة عسير.. وهى تبعد عن جدة أكثر من ٧٠٠ كيلو متر تقطعها الطائرة فى نحو ساعة من الزمن..
وكان معى فى هذه السفرية عدد من كبار الكتاب والصحفيين المصريين ومنهم أنيس منصور.
وكعادته فى السفر وغير السفر كان أنيس منصور طوال الرحلة ظريفاً ممتع الحديث.. وكان يروى الحكايات المثيرة والنوادر الطريفة التى تدل على عمق خبرته التى لا ينكرها أحد.
وفى تلك الرحلة روى لى أنيس منصور فى الطائرة الكثير من الحكايات التى أذكر منها حديثه عن الرئيس الراحل أنور السادات.. وأكد لى أنيس منصور أنه لم يكتب كل شىء عن صباح اليوم الذى اغتيل فيه أنور السادات.
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات اتصل به فى صباح ذلك اليوم.. وأنه لن ينسى أبداً الحوار الذى دار بينهما.. والذى شعر منه وعلى غير العادة.. أن الرئيس السادات كان يتحدث بلهجة كلها شجن.. وكأنه يعرف أن ذلك اليوم سيكون آخر أيام حياته!
وقال الرئيس السادات لأنيس منصور: هل ستأتى لحضور العرض العسكرى؟
رد عليه أنيس منصور: أنت تعلم يا سيادة الرئيس أننا اتفقنا على أن نلتقى فى قرية ميت أبو الكوم اليوم.. ومنها سوف نطير إلى وادى الراحة فى سيناء.. حسب اتفاق سيادتك معى.. ولأننى أعلم أن العرض العسكرى سيكون مزدحما.. فسوف أسبق سيادتك إلى ميت أبو الكوم!
قال له أنور السادات: ولماذا لا تأتى إلى العرض العسكرى.. ثم نذهب سوياً إلى ميت أبو الكوم بعد انتهائه؟
حاول أنيس منصور أن يتملص وقال للرئيس السادات: سيكون صعباً يا سيادة الرئيس أن أسير خلف موكبك بعد انتهاء العرض.
رد عليه السادات: سوف أعطى أوامرى بأن تركب معى سيارتى فى طريق العودة.
سأله أنيس منصور: ثم نذهب إلى وادى الراحة بعد ميت أبو الكوم؟
تردد الرئيس السادات.. ومرت برهة صمت.
ثم قال لأنيس منصور: إن شاء الله.. إن شاء الله!
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات ردد عبارة «إن شاء الله» بنبرة حزينة.. تأثر لها أنيس منصور.. وأنه لا يزال بعد كل هذه السنوات يسمع صوت الرئيس السادات يرن فى أذنيه وهو يقول : «إن شاء الله.. إن شاء الله»!
وقال لى أنيس منصور إنه لا يعتقد أن الرئيس السادات قد نطق بأى كلمات عندما فوجئ بإطلاق النار عليه فى المنصة.. لأن المفاجأة لم تسمح له بذلك على الإطلاق.
وكان أنيس منصور طوال سنوات قريبا للغاية من الرئيس السادات.. ومن المؤكد أن لديه أسرارا وحكايات عن اللقاءات الطويلة التى كانت تجمع بينهما.. وبعض هذه اللقاءات كان يطول لأكثر من ١٠ ساعات فى اللقاء الواحد!
قال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات كان حقاً شخصية مميزة.. وكان ظريفاً مرحاً.. وكان عندما يستيقظ من النوم يتناول ملعقة عسل نحل.. ويظل طوال النهار يشرب أكواب الشاى الصغيرة.. ولم يكن يتناول سوى وجبة واحدة فى الساعة السابعة من كل يوم.. وكان لا بد أن يشاهد فيلماً سينمائياً كل يوم.. وكان يتكلم وهو يشاهد الفيلم.. وهى عادة ويبدو أنه كان عندما يجلس إلى الشاشة يجدها فرصة للتفكير فى كثير من الأمور واتخاذ ما يريد من القرارات.
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات كان يقول عن نفسه:
أنا فنان!
وكان صوته جميلاً.. ويحتفظ أنيس منصور بشريط تسجيل يتلو فيه الرئيس السادات آيات القرآن الكريم.. وأنه كان معجباً بفريد الأطرش وأسمهان.. وكان يعشق سماع أغانيهما القديمة.
واكتشفت جانباً آخر فى شخصية أنيس منصور وهو جانب «الرفيق» عند السفر.. وأذكر أننى تلقيت دعوة كريمة منذ سنوات من سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير فى المملكة العربية السعودية.. لحضور حفل ختام مهرجان سياحى.. فى مدينة أبها عاصمة عسير.. وهى تبعد عن جدة أكثر من ٧٠٠ كيلو متر تقطعها الطائرة فى نحو ساعة من الزمن..
وكان معى فى هذه السفرية عدد من كبار الكتاب والصحفيين المصريين ومنهم أنيس منصور.
وكعادته فى السفر وغير السفر كان أنيس منصور طوال الرحلة ظريفاً ممتع الحديث.. وكان يروى الحكايات المثيرة والنوادر الطريفة التى تدل على عمق خبرته التى لا ينكرها أحد.
وفى تلك الرحلة روى لى أنيس منصور فى الطائرة الكثير من الحكايات التى أذكر منها حديثه عن الرئيس الراحل أنور السادات.. وأكد لى أنيس منصور أنه لم يكتب كل شىء عن صباح اليوم الذى اغتيل فيه أنور السادات.
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات اتصل به فى صباح ذلك اليوم.. وأنه لن ينسى أبداً الحوار الذى دار بينهما.. والذى شعر منه وعلى غير العادة.. أن الرئيس السادات كان يتحدث بلهجة كلها شجن.. وكأنه يعرف أن ذلك اليوم سيكون آخر أيام حياته!
وقال الرئيس السادات لأنيس منصور: هل ستأتى لحضور العرض العسكرى؟
رد عليه أنيس منصور: أنت تعلم يا سيادة الرئيس أننا اتفقنا على أن نلتقى فى قرية ميت أبو الكوم اليوم.. ومنها سوف نطير إلى وادى الراحة فى سيناء.. حسب اتفاق سيادتك معى.. ولأننى أعلم أن العرض العسكرى سيكون مزدحما.. فسوف أسبق سيادتك إلى ميت أبو الكوم!
قال له أنور السادات: ولماذا لا تأتى إلى العرض العسكرى.. ثم نذهب سوياً إلى ميت أبو الكوم بعد انتهائه؟
حاول أنيس منصور أن يتملص وقال للرئيس السادات: سيكون صعباً يا سيادة الرئيس أن أسير خلف موكبك بعد انتهاء العرض.
رد عليه السادات: سوف أعطى أوامرى بأن تركب معى سيارتى فى طريق العودة.
سأله أنيس منصور: ثم نذهب إلى وادى الراحة بعد ميت أبو الكوم؟
تردد الرئيس السادات.. ومرت برهة صمت.
ثم قال لأنيس منصور: إن شاء الله.. إن شاء الله!
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات ردد عبارة «إن شاء الله» بنبرة حزينة.. تأثر لها أنيس منصور.. وأنه لا يزال بعد كل هذه السنوات يسمع صوت الرئيس السادات يرن فى أذنيه وهو يقول : «إن شاء الله.. إن شاء الله»!
وقال لى أنيس منصور إنه لا يعتقد أن الرئيس السادات قد نطق بأى كلمات عندما فوجئ بإطلاق النار عليه فى المنصة.. لأن المفاجأة لم تسمح له بذلك على الإطلاق.
وكان أنيس منصور طوال سنوات قريبا للغاية من الرئيس السادات.. ومن المؤكد أن لديه أسرارا وحكايات عن اللقاءات الطويلة التى كانت تجمع بينهما.. وبعض هذه اللقاءات كان يطول لأكثر من ١٠ ساعات فى اللقاء الواحد!
قال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات كان حقاً شخصية مميزة.. وكان ظريفاً مرحاً.. وكان عندما يستيقظ من النوم يتناول ملعقة عسل نحل.. ويظل طوال النهار يشرب أكواب الشاى الصغيرة.. ولم يكن يتناول سوى وجبة واحدة فى الساعة السابعة من كل يوم.. وكان لا بد أن يشاهد فيلماً سينمائياً كل يوم.. وكان يتكلم وهو يشاهد الفيلم.. وهى عادة ويبدو أنه كان عندما يجلس إلى الشاشة يجدها فرصة للتفكير فى كثير من الأمور واتخاذ ما يريد من القرارات.
وقال لى أنيس منصور إن الرئيس السادات كان يقول عن نفسه:
أنا فنان!
وكان صوته جميلاً.. ويحتفظ أنيس منصور بشريط تسجيل يتلو فيه الرئيس السادات آيات القرآن الكريم.. وأنه كان معجباً بفريد الأطرش وأسمهان.. وكان يعشق سماع أغانيهما القديمة.