لما انكشف «حسن البنا»، على حقيقته التكفيرية، أمام العالمين، وأظهر خبيئته أمام العالمين، وكفر حتى أتباعه، بمجرد أن اختلفوا معه أو خالفوا أوامره وعصوا أمره، وأصبح واضحًا للناس كافةً أنه شخص تكفيري، يُكفِّر الناس بمجرد الظن والريبة والاختلاف فى الرأى، تمامًا كما كان يفعل أسلافه الخوارج المتقدمون، والذين كفروا الصحابة الكرام –رضى الله عنهم- وعلى رأسهم الخليفتان الراشدان: «عثمان» و«على» –رضى الله عنهما- لمجرد الاختلاف فى الرأى!
لما انكشف للعيان حقيقة «البنا» التكفيرية، وأصبح الناس يتحدثون عن ذلك، أراد بعض أتباعه ومريديه وزبانيته، أن يدافعوا عنه، وأن يدفعوا عنه تهمة التكفير ومن ثَّم الإرهاب وسفك الدم، وأن يبرئوا ساحته مما هو ثابت عليه، و لكنهم و على طريقة الدببة التى تحب صاحبها بلا عقل، فتقتله حُبًا!
انبرى أتباع «حسن البنا» فى الدفاع عنه، بتعصب أعمى، قادهم إلى أن أثبتوا عليه وعلى أنفسهم - ومن دون أن يشعروا- تهمة التكفير، ولكنه ليس تكفيرًا لرجل أو لرجلين، ولكنه تكفير لأمةٍ كاملة، بل لأمم بأكملها!
فكشفوا حقيقة ثابتة، كان لا يعرفها الكثيرون، من كون «البنا» وأتباعه، كانوا يرون مصرنا الغالية، بل وسائر ديار العرب والمسلمين ديار كفر وشرك!
وأن «البنا» كان يعيش فى حالة حرب اصطنعها خياله المريض، ومن ثم أعلنها هو وأتباعه على مصر وسائر الدول العربية والإسلامية التى تصلها يده الآثمة!
وذلك أنه لما أراد أتباعه تبرئة ساحته مما هو أكبر من تكفير رجل أو رجلين كشفوا عن سرٍ خطير، وهو أن «البنا» نفسه كان يحكم على مصر بأنها ديار حرب! وديار الحرب لا تكون ديار إسلام بحالٍ وإنما هى ديار كفر بلا شك!!
فمن ذلك ما قاله «محمود الصباغ» فى كتابه «حقيقة التنظيم الخاص»، ما نصه: «إن هذا البيان –يقصد بيان «البنا» بتكفير بعض الشباب- كان خداعًا للدولة! وهذا أمر جائز شرعًا فى الحرب! ويعد من خدعها!».
فهذا الذى سطره «الصباغ» – وهو أحد أتباع «البنا» وتلامذته الكبار- يعد تكفيرًا واضحًا للدولة المصرية بأكملها وللمجتمع المصرى كله، إذ دولة الحرب لاشك أنها دولة كافرة!
ومنه تعلم أيضًا- أيها القارئ المكرم- أن «البنا» كان يعتبر جماعته هي الممثلة للإسلام وحدها دون غيرها! وأنهم هم المسلمون لا سواهم!
وأن من لم ينضم إليهم ليس شيئًا ولا يساوى شيئًا، بل وكان يعتبر الذين لم ينضموا إليه: «أذنابًا لا قيمة لهم، إما ثاروا وإما غاروا)»!! على حد تعبيره الخبيث!
هذا ولقد ظهر فكر التكفير واضحا جليا حين أصدر «النقراشى باشا» قرارًا بحل جماعة «البنا» ومصادرة ممتلكاتها! وحينئذ لم يعد للتقية مجال وإنما انكشف الأمر على حقيقة مفزعة من التكفير!
فبمجرد أن صدر القرار حتى كفر «قادة التنظيم الخاص الإخواني»! الدولة المصرية علنًا، ووضعوها وأهلها فى مصاف الكافرين المحاربين لملة الإسلام!
يقول «محمود الصباغ» أيضًا فى الكتاب نفسه: «وقف رجال» النظام الخاص» للحكومة بالمرصاد عندما ثبت لهم بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة أصبحت من المحاربين للإسلام!!! وأنه حقٌ على كل مسلم مقاومتها بقوة السلاح!! كفرض عين فرضه الله!!! على المسلمين كافة! تجاه المحاربين من الكفار وأعوانهم لا يحتاج أداؤه إلى أمر من قيادة، لأنه صادر من لدن حكيم عليم»!!!
فتأمل –أيها القارئ المكرم- هذا البيان التكفيرى الخبيث، هل تراه يختلف بحال ولو حتى فى الصياغة عن بيانات التنظيمات الإرهابية المعاصرة كــ«داعش» وغيرها؟!!
بل إن هنالك ما هو أشد من هذا وأقوى، وذلك أن «الصباغ» فيما مضى قد أشار فقط -مجرد إشارة- إلى أن الحكومة وأعوانها وأتباعها من المحاربين أى من الكافرين إلا أنه وفى موضع آخر قد صرح بأن الفرد الإخوانى منهم كان يعتقد وهو راسخ الإيمان بأن: «كل ما كان منه من مقاومة لهؤلاء الحكام هو الحق! وفى سبيل الحق! فقد رأى بعينه إجرامهم الذى يعجز عنه الوصف والبيان، واطمأن إلى أن صورهم اللامعة أمام الناس لا تخفى وراءها إلا قلوبًا متحجرة كفرت بربها!!! وآمنت بالطاغوت!!! وجندت نفسها له فى ذلٍ مفرطٍ تعبده من دون الله رب العالمين!!!».
فتأمل كيف كفر تلميذ «البنا» الدولة والحكومة وأخرجهم من ربقة الإسلام، بل وشق عن قلوبهم، و على أنها قلوب متحجرة، تحتوى الكفر بالرب الجليل –سبحانه- وأنها تعبد الطاغوت! من دون رب العالمين!
ومنه تعلم أيضًا أتباع «داعش» و«القاعدة» و«أنصار بيت المقدس»، وغيرهم من أرباب التكفير والعنف والإرهاب وسفك دم المصريين المحرم، من أين تعلموا الإجرام والتكفير والعنف والقتل، واستحلال المحرمات من مالٍ وعرضٍ ودم!
ألا إن الحق الذى لا مرية فيه ولا شك، هو أن كل جماعات العنف والدم والإرهاب والقتل، كأسوأ ما عرفته البشرية من وحشية و قتل، إنما خرجت جميعها من رحم هذا الفكر العفن المنتن، فكر المجرم الأكبر والإرهابى الأعظم فى القرنين الماضيين بل وربما فى تاريخ الإسلام والبشرية جمعاء، ذلك التكفيرى الإرهابى المجرم المدعو: «حسن البنا»!