لا يشك متابعٌ وعارفٌ بــ«د. ياسر برهامي» قط فى كونه، لا يحب مصر، ولا يوليها شيئًا من اهتمامه، بل ولا يعتبرها وطنًا من الأساس.
ليكون السؤال الأهم.. ليس هو إلى أى مدى لا يحب «برهامي» مصر، وإنما السؤال الأهم هو.. إلى أى مدى يكره «برهامي» مصر؟!
وإلى أى مدى وصل استعداد «برهامي» للتضحية بمصر وبيعها لعدوها بأبخس ثمن وأحطه؟!
ذلك إن «برهامي» لا يرى مصر شيئًا ذا قيمة يستحق الدفاع عنه أو التضحية من أجله أو الموت دفاعًا عنه!
فــ«ياسر برهامي» الذى يرى أن زوجته لا تستحق منه أن يدافع عنها وعن عرضها وشرفها ضد من يريد أن يغتصبها أو ينتهك حرمتها أو ينهش لحمها، لأنه لو دافع عنها فربما يتعرض هو - شخصيًا - للأذى أو للضرر فى نفسه أو ماله! وهو ما لا يقبله صاحبنا بحال!
ولهذا أباح «برهامي» لنفسه ولحزبه أن يترك زوجته وعرضه وشرفه فريسة سهلة ولقمة سائغة لكل كلاب السكك ممن يريد قضاء بعض الليالى الحمراء فى الحرام! فى مقابل أن ينجو هو بنفسه سالمًا غير مصاب فى جسده أو ماله، وإن كان قد فرط فى عرضه وشرفه!
فهل بعد هذا، يتوقع أحدٌ من شخصٍ يفرط فى عرضه وشرفه وبمنتهى السهولة ومن دون ممانعة، أن يدافع عن وطنه أو يضحى بنفسه من أجله أو يفتديه بنفسه أو حتى بماله؟!
أم أن المتوقع أن يبيعه ويفرط فيه كما يفرط فى عرضه؟
فما بالك إن كان سوف يحقق من وراء ذلك مكاسب مادية وسياسية لا تعد ولا تحصى؟!
وهذا كله مؤسس على كونه يعتبر مصر المحروسة وطنًا مفديا!
والحقيقة أن صاحبنا الــ«برهامي» لا يعتبر مصرنا وطنًا، ولا يحمل فى داخله أى مشاعر تجاهها سوى مشاعر الكره والبغض، والتى ملأ بها قلبه بعد اعتقاده الباطل، بكفر مصر وكفر أهلها!
فــ«برهامي» على العهد الأول، الطريق الذى مهده وسلكه إمامه وسيده الذى علمه التكفير وكراهية مصر من قبل: «سيد قطب» ومن قبله «حسن البنا» الذى نشأ «برهامي» وتربى على أفكارهما العفنة النتنة، وتشبع منهما، حتى خرج الكائن المشوه الذى ترونه، يعتقد ما يعتقده «قطب» و«البنا» من كون الوطن عامة ومصر خاصة ليسا إلا: «حفنة من التراب العفن والنجس»!
ولهذا تجد أن انحيازات «برهامي» كلها، مهما تتبعتها، واختياراته جميعها، ضد الوطن على طول الخط وتجده دائمًا فى خندق أعداء الوطن وخصومه!
ونتحدى «برهامي» وحزبه أن يأتونا بموقف واحد انحاز فيه للوطن ضد أعدائه، انحيازًا حقيقيًا!
ونضرب على ذلك مثالًا غاية فى الوضوح لا يمكنه أن ينكره، فنتساءل تساؤلًا بريئًا من كل غرض: هل انحاز «برهامي» فعليًا للوطن ضد العصابة الإجرامية الإرهابية والمعروفة بــ«جماعة الإخوان الإرهابية» أو انحاز للجماعة؟!
والحقيقة أن «برهامي» نفسه لا يستطيع أن ينكر أنه انحاز للإخوان وأنه وحتى لحظة خط القلم على الورق لكتابة هذه الكلمات، لم تخرج كلمة واحدة من فم «برهامي» الآثم –على كثرة ثرثرته- تدين الإخوان أو تجرمهم أو تعتبرهم جماعة إرهابية، وإنما كل ما عرف عنه وما صدر منه، هو دفاعه عن الإخوان وإرهابهم والتماسه لهم الأعذار الواهية، بل ومطالبته بالتصالح معهم وإخراج قادتهم المجرمين من السجون!
فهل بهذا يكون صاحبنا الــ«برهامي» قد انحاز للوطن أم انحاز للإرهاب؟!
أجيبونا أيها العقلاء!
وكذلك لم نسمع منه كلمة واحدة يستنكر فيها أفعال التنظيم الإرهابى القابع على جزء من أرض سيناء الغالية والطاهرة، فلم يتهم «برهامي» ما يسمى «أنصار بيت المقدس» بالإرهاب ولا شنع على أفعالهم وإجرامهم!
بل إن الحقيقة أننا وبسبر كل مواقفه لم نجده فى جميعها إلا منحازًا لأعداء الوطن وأرباب الإرهاب فى العالم، وانظر حولك وتأمل فيما يدور حولنا من خراب وإرهاب، وحيثما وجدت الإرهاب والخراب والدمار تجد تأييد «برهامي» ورضاه ودعمه حاضرة!
فتراه يدعم الخراب والفوضى والدمار لسوريا الحبيبة تحت غطاء ما يسمى بالثورة، وتراه يدعم الدمار فى ليبيا تحت مسمى محاربة الاستبداد وتراه يدعم الخراب فى العراق تحت زعم محاربة الشيعة، وهكذا لا تكاد تجده إلا كما تجد البعوض فوق الرمم!
بل لقد خرج «برهامي» كاشفًا عن سوءته ومبديًا عورته، وكأنما يقول للعالمين إنه جزء من هذا المخطط اللعين والمعروف بالشرق الأوسط الجديد، خرج وبمنتهى الصفاقة، ليعلن دعمه لواحد من أكبر القيادات فى هذا المشروع الخبيث، وهو ذلك المدعو «رجب طيب أردوغان» الذى هو فى الوقت نفسه يعد قيادة كبرى من قيادات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية الأم جماعة الإخوان الإرهابية!
فهل يبقى بعد هذه الانحيازات من بيان يكشف لكل ذى عينين أين يقف برهامى وفى خندق من يكون؟!
بل لم يستح هذا الــ«برهامي» وهو يعلن فى كل يوم انحيازه للتنظيم الإرهابى المتوحش صنيعة أجهزة الاستخبارات الغربية والشرقية والعبرية، والمعروف بــ«داعش» فى داخل الأراضى السورية والعراقية وغيرهما، ووقوفه ضد استئصالها عن طريق «روسيا»، مع كون مصر قد أعلنت رسميًا تأييدها للحرب الروسية على داعش!
وهو ما يدفعنا للتساؤل وبمنتهى الوضوح، ونترك الإجابة للقارئ المكرم: هل يا ترى لو أن تنظيم داعش الإرهابى أعلن أنه سوف يدخل الأراضى المصرية ليقاتل جيش مصر ويذبح شعبها، فإلى من سينحاز «برهامي»؟
أو لو أنه حدث العكس، بأن أعلنت مصر أنها سوف تشن حربًا على تنظيم داعش الإرهابى على الأراضى الليبية أو العراقية أو السورية أو غيرها، فإلى من سيكون انحياز «ياسر برهامي».. هل سيكون انحيازه إلى مصر ضد داعش، أو سيظل على عهده وطريقته وينحاز لداعش ضد مصر؟!
أجيبونى أنتم معشر العقلاء!.