الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

كيف نكتشف الاضطراب النفسي في أطفالنا ؟.. "مجدي": التبول اللا إرادي وصعوبة التركيز والتأخر الدراسي وفرط الحركة أكثر أعراض الاضطراب.. "البسيوني": عند ظهوره لا بد من الحل قبل التحول لمشكلة أكبر

دكتور ابراهيم مجدى
دكتور ابراهيم مجدى استشارى الطب النفسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرًا ما يتعرض أبناؤنا في سن الطفولة أو سن المراهقة للانطواء والعزلة وصعوبة التركيز في الدراسة، وقد يتعرض الأطفال للتبول اللا إرادى إلى جانب سوء السلوك مثل العنف والسرقة والكذب، فهل كل هذه الاضطرابات عادية في حياة أبنائنا؟ واذا ظهرت عليهم فجأة فهل هي طبيعية أم أن هناك مشكلة ما في حياتهم وعلينا التدخل لإنقاذهم؟ أطباء الأطفال والصحة النفسية والطب النفسى سألناهم كيف نتعرف على المرض النفسي أو الاضطراب النفسى لدى الأطفال والمراهقين؟
قال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس: إن الأمراض النفسية في الأطفال والمراهقين تختلف أعراضها عن الكبار، مضيفًا أن أكثر الأمراض النفسية للأطفال شيوعًا تجعل أهاليهم يترددون على عيادات الأطباء في مصر هي التبول اللا إرادى، واضطراب صعوبة التركيز والتأخر الدراسي وفرط الحركة، بجانب سوء السلوك مثل العنف والسرقة والكذب.
وأضاف مجدى، أنه في بعض الأحيان يكون التبول اللا إرادي علامة عن عدم رضا الأطفال وغضبهم من أسرتهم نتيجة الإهمال، أو نتيجة تعرضهم لتحرش جنسي وخوفهم من الاعتراف والبوح لأهلهم، أما صعوبة التركيز فبعض الأحيان تكون نتيجة أمراض عضوية كالصرع والأنيميا واضطرابات المناعة، فلابد عند الشك في مرض الطفل نفسيًا أن نجرى له تحليل دم وبول واختبار ذكاء واختبارات تحدد فرط الحركة وصعوبة التركيز بجانب التاريخ المرضي للطفل، وهل كانت هناك مشاكل في الولادة أم لا لأن مشاكل الحمل والولادة تؤثر على الأطفال، مضيفًا أنه في بعض الأحيان العنف وسوء السلوك يكون علامة من علامات الاكتئاب عند الأطفال.
فيما قال الدكتور تامر البسيونى، نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية: إن المرض النفسى مرض عضوى مثل أي مرض آخر من الممكن أن يصيب الطفل والمراهق كما يحدث للكبار بالضبط، فالطفل من الممكن أن يكون شقى أو يغضب أو يتشاجر مع صديقه أو يتوتر عند حدوث شيء ما فهذا كله شيء طبيعى في حياته، ولكن غير الطبيعى هو أن تلازمه حالة طول الوقت مثل أن يكون زعلان طول الوقت وينطوى، ويجلس مع نفسه طول الوقت كما أن يحدث تغير كبير في نومه وأكله أو يشكو من صداع ومغص بذلك يكون لديه أعراض الاكتئاب، ولو كان الطفل عنيدًا طول الوقت ويكذب ويسرق ويتأخر خارج المنزل ويهرب من المدرسة فهذا يسمى اضطراب المسلك، متابعًا: إذا كان الطفل حركته زائدة ولا يجلس في مكانه كما أنه مندفع يقع ويتخبط كثيرًا ولا يركز في دروسه ولا في كلام والديه في المنزل وينسى حاجاته فيسمى هذا الاضطراب فرط حركة ونقص انتباه.
أضاف البسيونى، أنه من الممكن أن نلاحظ أن الطفل طول الوقت قلقان وعضلاته مشدودة يتخض من أقل شيء، وأصبح يخاف من أشياء كان لا يخاف منها، وعاد يتبول لا إراديًا على نفسه، وأصبح متعلقا بأمه، ولا يستطيع أن يبتعد عنها فكل هذه أعراض لاضطرابات القلق، وعندما يتأخر الطفل في الكلام، ولا يستطيع التواصل مع أي شخص حتى أمه، ولا ينظر لعينيها وهى تكلمه، ولا يلعب مثل الأطفال ولديه حركات ثابتة يفعلها بشكل متكرر، فهذا الاضطراب يسمى بالتوحد، وعندما يفعل الطفل تصرفات غريبة ويهمل في نفسه ونظافته الشخصية، ويقول كلامًا غير مفهوم، وتلاحظ عليه أن يكلم أحدًا غير موجود، فهذا يسمى مرض الفصام، مؤكدًا أن كل الحالات السابقة لا تدل أن الطفل لديه مرض نفسى، لكن لديه مشكلة بالفعل، ولو لم تحل سيكون اضطرابًا ومرضًا؛ ولذلك لا بد من طبيب نفسى متخصص يكشف على الطفل.
وأشارت الدكتورة إيمان جابر مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية، أنه ليس بالضرورة أن يكون في العائلة شخص لديه مرض نفسى، فالمرض النفسى يحدث عندما يكون الطفل لديه الاستعداد الجينى للمرض، وممكن يتعرض لعوامل حوله تساعد على ظهور الاضطراب الجينى، بالإضافة للسمات الشخصية وقدرات الطفل على التكيف مع هذه العوامل، مضيفة أن العوامل التي يتعرض لها الطفل كثيرة منها يكون خارج عن إرادة الوالدين، فالوالدان غير مسؤولين عن تعبه لكنهم مسؤولون عن علاجه، وكثير من الآباء والأمهات يرفضون العلاج النفسى لأبنائهم بدعوى أنها مخدرات، فهذا اعتقاد خاطئ تمامًا لأن الاضطرابات لدى الأطفال نبدأ بها بعلاج نفسى أولا عن طريق جلسات فردية للطفل أو مع مجموعة من الأطفال، وهناك كثير من الأطفال لا يحتاجون علاجا نفسيا بالأدوية.