مؤخرًا اشتركت وفرقة المصريين فى الندوة الثقافية الفنية الأولى التى عقدتها وزارة الثقافة، تحت رعاية السيد وزير الثقافة حلمى النمنم والسيد اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا فى رحاب جامعة المنيا، وبحضور الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس هيئة قصور الثقافة، والسيد الدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا، ولفيف من المثقفين ونجوم الفن مثل الأستاذ الفنان الكبير طارق الدسوقى والأستاذ الشاعر ومنظم الندوة أشرف عامر والدكتورة كريمة الحفناوى التى تعمل فى مجال السياسة وتنمية الطاقات البشرية.
وفى رأيى المتواضع أن هذه الخطوة مهمة جدًا فى الاتجاه الصحيح، فقد ألقى الشاعر أشرف عامر بعضًا من شعره الذى قابله الطلبة والأساتذة بالتصفيق الحاد، وأيضا تكلم الفنان الكبير طارق الدسوقى، والذى عرف عنه عدم الاشتراك فى أى عمل متدنٍ مهما كانت الإغراءات، وكانت نصائحه للشباب من وجهة نظر تبعد عن النمطية والكلام المكرر المعاد، ولذلك اقترب من الشباب ومن أفكارهم بصورة أقل ما يقال عنها إنها إيجابية خاصة أن ما يقوله ينفذه على أرض الواقع.
ولما تحدثت الدكتورة كريمة الحفناوى قائلة «أنا مش جاية أكلمكو أو أديكو مواعظ، أنا جايه نتحاور»، ولذلك كانت كل أسئلة الطلبة والطالبات لهذه الدكتورة المفوهة التى تجاوب بكل صراحة وموضوعية.
والجديد فى الأمر أنك تكتشف طاقات لا يتم استغلالها عند بعض رموز المجتمع، فالدكتور محمد أبو الفضل رضوان يقبض بشدة على ناصية اللغة العربية بلاغة ونصاعة فى توضيح الأفكار، وأظن أن هذه الطاقة يجب أن تستغل فى الحديث إلى الناس عمومًا.
ولما جاء دورنا ورأيت تجاوب الشباب الذى فسره لى الأستاذ أحمد مسئول العلاقات العامة فى الجامعة، بأن هؤلاء الشباب محرومون من الحفلات سواء الغنائية أو الاجتماعية وبعض الأنشطة الرياضية والتى رأى رئيس الجامعة أن يغيرها، وأن يضيف هذه النشاطات من أجل بناء الشخصية وليس فقط التعليم.
وقد تكلمت عن «السلفية الموسيقية» وكيف أنها كانت ضد أى تقدم، ومَنْ رأى فيلم «أماديوس» وكيف أن «سالييرى» الذى يؤمن بأن «موتسارت» يخرب الموسيقى، لأنه لا يتبع ما وضعه الأسلاف من قواعد حاكمة يعرف أيضا أن السلف الموسيقى، يؤمن بأن ما سبق من الموسيقى هو الصحيح وأى شيء آخر خطأ، ويمجد فيما سبق ويحتقر كل محاولات التجديد، أيضا يظن أنه على حق وكل الآخرين على باطل، وأن لا مجال للمناقشة لأنها تضيع الوقت، وأظن أن كل الموجودين من الأساتذة والطلاب قد استوعبوا ما جُوبهت به فرقة المصريين عندما ظهرت فى السبعينات من القرن الماضى، لأنها كانت رائدة فى تغيير الموسيقى النمطية وإدخال العلوم الموسيقية والتقنيات الحديثة، وأعطيت أمثلة على ذلك بالغناء.
وبعد أن انتهت الفقرة الفنية، التف حولنا الشباب للتصوير «سيلفى» خاصة مع سارة الهوارى عضوة الفرقة التى أبدعت فى الغناء القديم مثل «أهواك» والحديث مثل «ماتحسبوش يابنات إن الجواز راحة»، والتى أعتبرها أنا من التراث الموسيقى، وسأحاول فى الأيام القادمة أن أثور على ما فعلته من قبل حتى لا أقع فى شباك السلفية، بتمجيد ما فعلته فى الماضى، ورفض الحديث.
أيضا التف الجمهور حول المطرب إسلام عطية للتصوير السيلفى وتبادل أرقام التليفونات، لأنهم أحسوا أنه أحد المطربين الذين سينجحون فى القريب العاجل، وقد كان التصفيق له يرج القاعة كما كان الهتاف «سارة.. سارة» يدوى فى جنباتها.
هذه الخطوة فى الاتجاه الصحيح، تذكرنى بخطوة عملاقة لم يتحدث عنها الإعلام كثيرا، وهى مفاعل الضبعة النووى، فأنا أرى أنها ليست مجرد خطوة عملاقة، بل وجاءت فى التوقيت الحرج الصحيح لتثبت للعالم أن العلاقات المصرية الروسية، لم تتأثر بحادث طائرة شرم الشيخ، أيضا ستمضى عشر سنوات، حتى يكتمل بناء وتشغيل المفاعلات الأربعة، وهذا يعنى أن الرئيس السيسى يعمل من أجل المستقبل والوطن بنية خالصة لأنه حسب الدستور المصرى سيكون خارج السلطة بعد عامين ونصف العام، أو حتى إذا أعيد انتخابه، فنحن نتكلم عن ست سنوات ونصف السنة، وهى مازالت أقل من المدة المطلوبة لاستكمال وتشغيل المحطات الأربع المتفق عليها مع الجانب الروسى.