الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

معالم شارع المعز "9".. تراث عمره قرون بلا حارس.. ماذا نفعل وأين نخفي وجوهنا حين يدق ملوك الزمن الغابر أبواب القاهرة للاطلاع على تراثهم وما آلت إليه ممتلكاتهم؟

شارع المعز
شارع المعز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تراث عمره قرون بلا حارس، ومبان لم تكمل سنين بعد، يحيطها الحماة من كل جانب، فماذا نفعل وأين نخفي وجوهنا حين يدق ملوك الزمن الغابر أبواب القاهرة للاطلاع على تراثهم وما آلت إليه ممتلكاتهم. 
ظلت القاهرة الفاطمية على مدى ألف عام راسخة مبهرة وتاجًا على أرض المحروسة، تفخر بها الأمة المصرية ويشدو بها ضيوفها، عامًا بعد عام والتاريخ يسجل سطورًا وسطورًا من العطاء الأثري الذي يمنحه الشارع لكل رائي ومار وعابر بأروقه شوارعها وزقاقها ومبانيها.
فعلى مدى كل هذا التاريخ سجل الشارع أيضًا تعديات وتجاوزات بشوارع القاهرة الفاطمية وخاصة في شارع المعز، الذي احتوى على عدد من المساجد والعشرات من الأسبلة والمدارس والكتاتيب، وتعددت الجهات المسئولة من جهات حكومية وسكنية أو تجارية، مما وضع الشارع في بوتقة الخطر تحت وطأه تلك التعديات، لذا قررنا عمل جولة هناك لتبين الوقائع المرتكبة بعيون الزائر والمار..
وبقيام "البوابة نيوز" بجولة في المدرسة الكاملية، وهي تقع الغرب من شارع النحاسيين، أنشأها السلطان الكامل عام 622 هـ/ 1225م، وكانت في الأصل عبارة عن إيوانين (بنائين) بينهما صحن مكشوف، إلا أنها هدمت ولم يبق منها إلا الإيوان الغربي..
وتُعد ثانى مدرسة لتدريس الحديث بعد المدرسة التي أنشأها الملك العادل نور الدين زنكي في دمشق ولكن الآن هي ليس إلا شكل خارجي وبمجرد تخطي الباب هي منهارة تماما من الداخل..
وبقيام "البوابة نيوز" بجولة في مدرسة الظاهر بيبرس البندقداري، تأسست المدرسة خلال العصر المملوكي عام 660-662 هجريًا، في شارع المعز ملاصقة لمدفن الصالح نجم الدين أيوب، بواسطة الظاهر بيبرس البندقداري..
وتُعد المدرسة من أكبر المدارس في العصر المملوكي، حيث كانت تتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة وفي الأركان الأربعة للصحن أربعة مداخل تؤدي إلى السبيل الملحق بالمدرسة ودورات المياه وحجرات الطلبة.
ولم يتبقَّ منها حاليًا سوى الإيوان الشمالي الشرقي وحجرة السبيل، ولها شباكان يعلو كل منهما عتب ثم عقد عاتق به حفر لشكل الببر وهو رنك الظاهر بيبرس ويعلوه عقد من الصنجات المعشقة المزخرفة بالحفر البارز بالزخارف الهندسية والنباتية.
وقالت" داليا طه"، مفتشة آثار بمنطقة الجمالية، إن شارع المعز والآثار التي تقع بداخله لها تاريخ، ولكن جميع المدارس الأثرية والآثار في شارع المعز تغلق بعد الساعة 5، مشيرة إلى أن الحفلات والمهرجانات تقام في بيت السحيمي وقصر بشتاك ومسرح أمام بيت القاضي فقط دون الاهتمام بباقي الآثار في شارع المعز.
وبدخول "البوابة نيوز" مسجد وسبيل سليمان أغا السلحدار فهنا تقبع مصر الفاطمية آصاله وعراقة وواقع مكسو بالغبار، فالمسجد ذا واجهة متميزة تشهد لتاريخ أصيل، أما الواقع فتدركه حين تقترب بعيناك من أبواب متآكلة ومياه بارزة البصمة على الحوائط، حتى المزروعات هناك لا تسر الناظرين بعد الإهمال الذي لاقته عند تلك النقطة تحديدا ولا داعي للإسهاب عن فوضى الواقع التي تشهده آثار مصر الفاطمية عند تلك البقعة من الأرض.
وعند إلقاء نظرة عن المكانة التاريخية التي احتلها الجامع نجد أنه أمر ببنائه الأمير سليمان أغا السلحدار، واستغرق البناء سنتين هو والجامع، الذي يقع حاليًا في شارع المعز لدين الله، معلق تحته مدرسة وحوانيت تجاريّة يُصرف ريعها على إقامة الشعائر بالجامع وصيانته. واجهة السبيل مستديرة مكسوة بالرخام المذهب، وبه أربعة شبابيك من النحاس، توجد لوحة تأسيسية من الرخام على باب الجامع ولوحة أخرى على واجهة السبيل مكتوبتان باللغة التركية تسجلان تاريخ إنشاء الجامع واسم المنشأ ووظيفته وعبارات مدح له، والجامع كائن عند مدخل حارة برجوان في شارع المعز لدين الله بالجماليّة.
سمّي كلٌ من السبيل والمسجد على اسم الرجل الذي أمر ببنائه وهو سليمان أغا السلحدار أحد مساعدي محمد على، ويقع هذا المسجد الجميل في شارع المعز في القاهرة ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1893
وقال "خالد مصطفى"، أستاذ الاقتصاد المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وحفيد الأمير سليمان أغا السلحدار، تخصيص دعم مالي لإجراء الصيانة اللازمة والنظافة الدورية لمسجد وسبيل وكتاب جده الأكبر "سليمان السلحدار"، وذلك بالتنسيق مع المسئولين بوزارة الآثار.
وطالب مصطفى، خلال جولته بمجموعة السلحدار الأثرية في شارع المعز بالجمالية، بوضع مجموعة السلحدار الأثرية على قائمة السياحة العالمية والإسلامية لما تمثله من أهمية أثرية تحكي عن تاريخ حقبة زمنية من أهم العصور التي مرت بها مصر، وتكشف عن روعة التخطيط وجمال الزخارف.
وأضاف أن الخبراء أكدوا أن المهندس المعماري الذي أنشأ المجموعة أبدع في تصميمها محاولا تحقيق أقصى استفادة من المساحة، حيث نجح في إقامة منشأة ضخمة على مساحة ضيقة، كما أن أسقف المجموعة تعد من الأسقف النادرة في جمالها وزخارفها.