الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

ناخبون لا "يعرفون" المرشحين

حائرون بين المقاطعة والعزوف والمشاركة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن المرحلة الثانية من الانتخابات، سوف تعانى من نفس الارتباك الذى عانت منه المرحلة الأولى، وهذه حقيقة لا تدع مجالًا للشك فحتى إعلانات اللجنة العليا للانتخابات التى تبثها قنوات التليفزيون بهدف دعم المشاركة، تؤكد أن لا أحد يعلم شيئا، فالسؤال يبدأ من فرد لينتهى عند نفس الفرد دون الحصول على الإجابة.
وبالتالى فإن المشكلة الأساسية التى واجهت المرحلة الأولى وتواجه المرحلة الثانية أيضا هى عدم معرفة الناخبين بالمرشحين، فكثيرا ما اعتمدت الانتخابات البرلمانية على القبليات والمعارف، لكن هذه المرة ومع دخول الكثير من الوجوه الجديدة، فالناخبون لا يعرفون المرشحين.
وقد استفاد البعض من التجربة السابقة فى المرحلة الأولى، ففى المرحلة الثانية نشهد نزول أفراد واختلاطهم بالناخبين، هؤلاء الأفراد مرشحون على قوائم، لكن بهدف معرفة الناخب للقوائم التى سينتخبها.
ففى دائرة مدينة نصر نزل محمد مصطفى السلاب ابن عضو مجلس الشعب السابق مصطفى السلاب لأهالى عزبة الهجانة، ليعدهم بحل مشاكلهم على الرغم من أنه مرشح على قائمة «فى حب مصر» حيث تعهد بالبحث عن حلول عاجلة لأزمات التعليم والصرف الصحى والبنية التحتية ورصف الطرق فى المنطقة، ووعد ببحث إنشاء مجمع للمدارس يقدم للطلاب المستوى التعليمى المأمول، ويرجع هذا التصرف نظرا لشدة المنافسة بين القوائم، وخاصة قائمة المستشارة تهانى الجبالى، والتى يرجح كثير فوزها فى المرحلة الثانية حتى لا تسيطر «فى حب مصر» على الأغلبية فى المرحلتين.
أيضا حرصت القوائم على إبراز مرشحيها فى لافتات المرحلة الثانية. فالناخبون فى المرحلة الأولى كانوا يعانون من الارتباك الشديد، نظرا لتشابه أسماء القوائم وعدم معرفتهم بالأشخاص المرشحين على رأس القوائم.
مشاركة
ومع ذلك لا يزال الموضوع صعبًا لدى كثير من الناخبين، هنا تقول ريهام مراد من المعادى: الدائرة يتنافس فيها ٢٣ مرشحا على مقعد واحد وهو أمر صعب بالنسبة لى كى أحسم قرارى، فأنا لا أعرف منهم سوى اثنين واحد أراه كثيرا فى التليفزيون، والآخر نعرفه جميعا، لأنه كان رمزا من العصر البائد، والمعادى ليست كما يظن البعض أنها دائرة هادئة راقية بل بها الكثير من المشاكل فى مناطق الطروات وزهراء المعادى والمحاجر ويوجد لدينا مشاكل عديدة، ولدينا كثير من العقارات غير مرخصة وتهدد ساكنيها بالخطر.
وتوضح ريهام: سأشارك فى الانتخابات، فالمقاطعة ليست حلًا والبرلمان سيكتمل سواء قاطعت أو شاركت، لذلك سأؤدى واجبى وأدلى بصوتى وأكثف مجهودى حاليًا فى البحث عن الأفضل، وسألت ريهام عن مصادر بحثها عن المرشحين، فقالت: الإنترنت والتليفزيون وسؤال الأصدقاء.
أما ثريا الهوارى فأكدت أنها ستشارك فى الانتخابات، وقد اعتادت من بعد ثورة ٢٥ يناير أن تشارك فى كل انتخابات، ثريا تشير إلى أنه قبل ٢٥ يناير لم يكن لديها بطاقة انتخابية، ولم تدل بصوتها مرة واحدة، وكانت ترى أن الذهاب للانتخابات مضيعة للوقت، وأن لا شيء سيتغير لكن بعد ٢٥ يناير أصبحت حريصة ولا تجد معاناة فى الإدلاء بصوتها بل تحرص على الاستيقاظ مبكرا فى أول يوم، لتكون من أوائل المشاركين فى التصويت، وتتابع فى التليفزيون باقى توابع يومى الاقتراع، وتؤكد ثريا أن عدد المرشحين كبير جدا فى دائرتها مدينة نصر، لكنها لم تشتت نفسها بينهم جميعا، فاختارت من تجده أقرب لأفكارها ومن سمعته يتحدث فى التليفزيون واهتمت بقراءة الملصقات التى تتواجد فى مداخل العمارات فالدعاية أمر مهم ليتعرف الناخبون على المرشحين.
وتقول ولاء الشنوانى بدائرة مدينة السلام: اطلعت على المرشحين فى الدائرة التى أتبعها وكلهم إما فلول الحزب الوطنى أو تجار خردة وعاملات نظافة وغيرها من المهن التى لا تمت بصلة لمهام مجلس الشعب الأساسية.
وولاء ضد المقاطعة وضد إبطال الصوت وتقول: مجلس الشعب أصبح واقعا والمرحلة الأولى تمت واستخرج النواب الكارنيهات وإبطال الصوت أو المقاطعة ليس الحل، بل يجب التعامل مع الأمر بذكاء وبذل مزيد من الجهد لاختيار الأفضل، لذلك بحثت فى دائرتى وتوصلت لاسم مرشح قد يكون الأفضل من وجهة نظرى، فهو مرشح مثقف على دراية بمهام البرلمان، فأنا مع انتخاب المثقفين وأصحاب المؤهلات العليا، لأنه فى حال حدوث مشكلة تخص الدائرة سيكون هو الأقدر على توصيلها ونستطيع نحن الطبقة الوسطى الحديث معه، وشرح مشاكلنا له، لكنى بصراحة لا أستطيع التواصل مع تاجر خردة أو بائع أو غيرها من المهن التى يريد أصحابها الوصول للبرلمان بالمال فقط والرشاوى الانتخابية، وسأدلى بصوتى لمن هو أصلح وأقدر على التعامل مع مشاكل الناس بالعلم والثقافة وليس المال.
المتجهون للإبطال
وقالت دعاء شيبوب من دائرة مدينة نصر: سأبطل صوتى فأنا غير مقتنعة بجميع المرشحين، وأعرف أن هدفهم فقط هو الوصول لمقعد البرلمان، وبعد ذلك لا يهتمون بأهالى الدائرة، وتؤكد دعاء أن مدينة نصر تشهد تدهورا فى الخدمات، وتفتقد للكثير لكنها غير مقتنعة بأن الحل فى مجلس النواب، لأنه سيكون مجلس مصالح لن يحل مشاكل أهالى الدائرة فأين هو من البطالة والفساد؟.
أما محمد عصمت من دائرة عين شمس فيقول: يتنافس على مقعد الدائرة ١٥ مرشحا منهم الفران وتاجر الخردة والخراط، ومنهم أيضا وجوه جديدة لا نعرف عنها شيئا، ومنهم من شباب الحزب الوطنى المنحل لذلك سأذهب لإبطال صوتى، فلا أحد من ضمن المرشحين أجده يستحق الوجود تحت قبة البرلمان، فالبرلمان ليس وجاهة اجتماعية وليس مجرد حصانة برلمانية، لأن له مهمة أساسية وهى التشريع، وكل المرشحين الحاليين لا أجد فيهم من يستطيع تحمل هذا العبء، ويطالب محمد برفع الحصانة عن النواب خارج القبة، لأنها مفسدة، فالنائب لابد أن تكون حصانته تحت القبة فقط، ويتمنى أن يرى نوابًا لهم خلفية سياسية وقانونية كبيرة كى يتمكنوا من التشريع وحماية حقوق المواطنين.
ويشير إلى أن جميع المرشحين فى دائرته وزعوا دعاية انتخابية وعلقوا كثيرًا من اللافتات ولا لافتة منها عليها برنامج انتخابى، بل كلها مجرد أسماء المرشحين ورموزهم، وكان الأولى بهذه الأموال خدمة أهالى الدائرة مثل تطوير مستشفى يخدم أهالى الدائرة، حتى ولو النائب خسر يكون له عمل خدمى موجود.
عزوف وتقصير
دينا الحداد تقول: لست مهتمة بأمر الانتخابات وغير مشغولة بالبرلمان ولا أعرف له دورا محددا حتى الآن، البعض يقول إنه يساعد الناس فى إيجاد فرص عمل، وإن النائب المسئول عن المنطقة يتولى أمرها ومشاكلها والبعض يقول إن دوره تشريعى للقوانين فقط، فى النهاية أنا لا أعرف أيًا من المرشحين الذين أجد صورهم تملأ الشوارع وملصقاتهم على أعمدة الإنارة والحوائط، فلماذا أذهب وأقف فى طابور وأنتخب أحدا لا أعرفه ولا أعرف له دورا؟.
وتقول هبة عبد المنعم دائرة مصر الجديدة : لن أذهب للإدلاء بصوتى، لأني لا أعرف أيًا من المرشحين، وأخشى أن أذهب وأنتخب أحدا بالصدفة يكون من التيارات الإسلامية، ولا أعطى أمانا فى أن أسأل صديقاتى عمن سينتخبنه، لأن كل واحدة منا لها توجهاتها السياسية المختلفة عن الأخرى.
وسألت هبة: هل التقصير من الناخبين أم المرشحين؟ فأجابت: من الدولة وأردفت: من يستطيع أن يصل للناخبين هم المرشحون الأكثر مالًا هم من سينفقون على الدعاية، ويتواصلون مع الناس بالرشاوى العينية والمادية، وأغلبهم إما بقايا الإخوان أو الحزب الوطنى، وكان المفروض على الدولة أن تعطى جميع المرشحين فرصة وصولهم لدوائرهم الانتخابية مهما كانت الدائرة، وأيًا كان المرشح، فالتليفزيون المصرى كلنا نعرف حجم خسائره المادية الفادحة، وبه من العمالة الزائدة التى تمثل عبئًا على الدولة فلماذا لم تخصص قناته ساعة أو ساعتين فى اليوم لعرض برامج المرشحين ولتعريفهم بالناخبين، خاصة من لا يملك منهم تكاليف الدعاية؟.
وتشير هبة إلى أنها مقتنعة بأن لكل مواطن مصرى شريف الحق فى الترشح حتى وإن كان لا ينتمى للثورتين، ومن حقه على الدولة أن تقف بجانبه وتدعمه، فأين وزارة الشباب من المرشحين الشباب ولماذا لم تدعمهم فى حملتهم الانتخابية؟، ومن استطاع أن يصل للناخبين هو صاحب المال فقط لذلك أعتقد أن المرشحين خسروا الطبقة الوسطى المثقفة والتى لا يستطيع أحد شراءها بزجاجة زيت أو ورقة بمئتى جنيه، وكان الأفضل هو الوصول لها بالبرنامج الانتخابى والحوار، وتتوقع هبة أن يكون برلمان ٢٠١٦ صورة طبق الأصل من برلمان ٢٠١٠ وأنه سيواجه نفس المصير.