الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بعد خراب باريس فرنسا تنقلب على "داعش"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هكذا فجأة، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن شن مقاتلاتها "غارات مكثفة" على معاقل "داعش" فى مدينة الرقة السورية، مستقر التنظيم الإرهابى، 10 طائرات حربية فرنسية أفرغت غضبها وغلها فى الجلد السورى، من أجل الانتقام من تنظيم الدولة الإسلامية بعد هجمات باريس الدموية المفجعة.
لم يسأل أحد باريس، التى اختارت بعناية القنابل ذات الزنة الثقيلة، لتمطر بها مقرات تدريب وتجنيد القيادات الداعشية ومخازن أسلحتهم ـ لماذا لم تخلص العالم من شرور هؤلاء الإرهابيون قبل ذلك؟ طالما أن لديها خريطة واضحة ساكنة أدراج وزارة دفاعها، وتحوى مواقع وتحركات هذا التنظيم الإرهابى الخطر، هل كانت تجمع فرنسا تلك المعلومات لمحاربة الإرهاب أم لدعمه؟
أن فرنسا عضوا فى تحالف دولى لمحاربة "داعش" عسكريا لو تعلمون، "داعش" الآخذة فى التمدد يوما بعد يوم، بالتزامن مع تصريحات أمريكية تقول: إن الحرب على "داعش" يحتاج سنوات طويلة من أجل إجهاضه، فى حين عندما دخلت العسكرية الروسية على الخط، فضحت زيف هذا الكلام بتحقيقها خطوات عسكرية قوية على الأرض، وانهكت قوى "داعش" خلال أيام قليلة، لتقول للعالم: إن القضاء على "داعش" فى الإمكان، إن توفرت الإرادة، وإن تخلّى عنها حلفاؤها الغربيون!
كشفت فرنسا نفسها، افتضح أمرها، إذ لديها معلومات عن مواقع الإرهابيين ولا تضربهم! هى تعرف أماكنهم فقط لتسمنهم وتربى الوحوش والوحشية فيهم، ولما التهم هذا الوحش 130 فرنسيا، وروع باريس بل فرنسا بالكامل، بل أوروبا بحالها، بل الغرب قاطبة، عندها همّت فرنسا مسرعة لتضرب هذا الوحش الذى ربته، وتربيه، ولا أظن أنها صادقة فى حربها معه، إذ لم يمر عام على حادث "شارلى أبدو" وأعتقد أن ثأر من ماتوا لم يؤخذ لدرجة أن تعرف فرنسا مواقع إرهابيين وتتركهم، هذا لا يهم، باريس ليست مهتمة بشأن رعاياها، إذا بماذا تهتم يا ترى؟ سأقول لكم.
فرنسا لا تهتم سوى بالاتفاق والتآمر على مصر مع أمريكا وبريطانيا، هم محترفون فى تلفيق الاتهامات الجزافية ضد مصر وقياداتها من أجل إجهاض مشروعها النهضوى الكبير، فرنسا لا يهمها الفرنسيون هذه هى الحقيقة.
أن ما حدث فى فرنسا يؤكد، أن السهم المسموم الذى أطلقه الغرب تجاه الدول العربية، والمتمثل فى نشر الإرهاب، قد ارتد إلى حناجرهم بعد هجمات باريس الأخيرة، والتى تعد أكبر هجمات تشهدها فرنسا والدول الأوروبية على الإطلاق، ورغم ذلك فنحن فى مصر متعاطفون معهم، بدافع إنسانية، ولأن ديننا عظّم النفس التى حرم الله قتلها، إضافة إلى أننا جربنا الإرهاب الأسود سنوات وسنوات، واستطعنا التغلب عليه فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، وها نحن نتغلب عليه مجددا فى سيناء، وغيرها من المحافظات.
لكن، هل تتعظ دول أوروبا وأمريكا؟ هل تتوقف عن احتضان قيادات الجماعات الإرهابية الموجودة على أرضها؟ هل تقف وقفة حقيقية مع سوريا وليبيا والعراق واليمن من أجل تخليصها من الإرهاب؟ أم أنهم يقفون موقف المتفرج فقط؟ الإجابة طبعا يا سادة هى أن أمريكا ودول الغرب لا يريدون شىء سوى تدمير دول منطقة الشرق الأوسط من أجل أمن وأمان إسرائيل، حتى لو على جثة المنطقة العربية كلها، التى يخططون لتحويلها إلى دويلات صغيرة، مثلما يحدث فى العراق الآن ويجرى على قدم وساق فى اليمن وسوريا وليبيا، وفشلت تلك المحاولات مع مصر، لأن الله سلم، وجعل لمصر جيشًا يقف لهم ولخططهم الخبيثة بالمرصاد، وجعل من شعبها سندا لهذا الجيش العظيم.
فرنسا وأوروبا يكتويان الآن بنار الإرهاب، ما يؤكد أن حادث الطائرة الروسية لم يكن لمصر يد فيه، وأن جميع الاتهامات التى ساقوها من أجل التشكيك فى الاجراءات الأمنية بالمطارات تثبت الأحداث أنه كذب وافتراء، فالإرهاب يمكن أن يخترق أى جهاز أمنى، وإلا عليهم أن يقولوا لنا أين كان الجهاز الأمنى من حادث فرنسا، وأين كانت أجهزة المخابرات التى تعرف دبة النملة؟!
إنهم لا يخجلون من الكذب، على شعوبهم وعلى العالم، والمقصد الأول والأخير هو إضعاف مصر للإتيان عليها، لكن هذا لن يحدث أبدًا، مصر باقية، وستظل مصر مصر باقية، رغم أنف المتآمرين.