تعاني القري الفقيرة والبعيدة عن المدن الكبرى من الإهمال وعدم إلقاء الضوء والاهتمام في الأحوال العادية عامة، حيث تعاني من انتشار القمامة وعدم وجود شبكة صرف صحي وانقطاع الكهرباء والمياه.
ومع حلول الشتاء وهطول الأمطار بغزارة وصلت لحد السيول، زادت هموم هذه القري وتفاقمت مشاكلها بسبب محاصرة الأمطار لها من جانب، وعدم التفات المسئولين لها من جانب آخر.
يقول محمد عتمان، من عزبة أبوعلى أحد العزب التابعة لمركز محلي الحمراوي التابع لمركز كفر الشيخ، إننا سقطنا من حسابات مسئولي المجلس المحلي الذي لا يهتم سوي بالقرية الأم فقط، وترك باقي القري والعزب، تتعامل مع كارثة الأمطار بمعرفتها، فلا سيارات أو جرارات شفط ولا معدات نظافة للتعامل مع الأزمة والنتيجة أننا محاصرون بمياه المطر.
ويضيف على جمعة من عزبة فرج بمركز الرياض، منذ بداية الشتاء وبح صوتنا مع مسئولي الوحدة المحلية، بضرورة جلب معدات الوحدة للتعامل مع مياه المطر ولكن لا حياة لمن تنادي، مشيرًا أن القرية الأم التابع لها الوحدة المحلية غارقة أيضًا في الأمطار.
ويشير محمد منسي من قرية الجزيرة الخضراء، أن المسئولين نسوا أن موسم الشتاء على الأبواب رغم كل ما قيل من تحذيرات أن الشتاء الحالي سيكون قاسيًا والأعنف من نوعه منذ "33 سنة"، ولكن المسئولين تكاسلوا وتقاعسوا ولم يقوموا بتسليك القري التي يوجد بها صرف صحي ولم يعملوا حساب أيضًا للقري التي لا يوجد بها شبكات صرف صحي، الأمر الذي أدي لارتفاع مناسيب المياه بالشوارع لقرابة الـ30 سم و50 سم في بعض الشوارع، وأحدث مشاجرات بين الجيران للخلاف على تصريف مياه المطر، الأمر الذي أدي لمقتل شخص على يد جاره في ميت علوان بسبب مياه المطر.
وطالب حازم سرور من قرية دفريه بمركز كفر الشيخ المسئولين بالنظر بعين المساعدة للقري الصغيرة وعدم اقتصار المساعدات على القري الأم حتى لا نغرق ونموت كما حدث في قرى أخرى، كما طالب بوضع خطة إستراتيجية من الحكومة والمحليات للتعامل مع الأزمات والكوارث الطارئة وألا يكون الأمر بشكل عشوائي لأنه رب ضارة نافعة أي بمعني أننا نطور ونحسن الأداء بعد ذلك ونعمل لمثل هذه الأزمات بصورة مسبقة.