الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أنا مع مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمل الشعب المصري من توجيه الصفعات المتتالية لمن يتأمرون عليه ، ذكائه الفطري الحاد ناجح في قراءة ما يحاك ضد بلده ، هو يعلم جيدا اوضاعه ومشاكله الاقتصادية ، الفقر والعوز ليسا غريبان عليه ، قدرة على التعايش حافظت على استمرار جيناته عبر التاريخ ، اسهامه في الحضارة رغم ازماته كان كبيرا ، التاريخ يقول اننا من حمى اوروبا من التدمير على أيدى التتار الغزاة ، واليوم يحميها الجيش المصري من تمدد داعش ، الوحش الذى صنعه الغرب لمحاصرة ايران ثم ارتد على اوروبا بأكبر ازمة لاجئين تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية .
الشعب المصري عصى على التركيع ، لا يمكن عقابه جماعيا على نجاحه فى حل شفرة المؤامرة ، ولا تنطلي عليه الخدعة مرتين ، أشعل الإعلام المتآمر الميدان فى 25 يناير بقصة مفبركة عن ثروة مبارك التي تخطت ال70 مليار دولار ، فدفع البسطاء الى حساب نصيبهم من اموالهم المنهوبة ، وحينما نجحت الثورة ورحل مبارك ، اعترفوا انه لا يملك هذا المبلغ وما وجدته لديك رفضت تسليمة لمصر وتذرعت مرة بعد اخرى بأحكام القضاء ثم قطعت الطريق امام كل المحاولات لاستردادها دون وجه حق .
رسم مسارا للشعب المصري وطلب منهم ان يسيروا عليه ، فهو يحقق مصالحه ، وسار الشعب متصورا ان الديمقراطية المعلبة تحل ازمته الاقتصادية ، وانها تجلب الاستثمارات ، كان الحلم والامل في الديمقراطية المقدمة كبيرا ، ثم فاق المصريون على سراب أكبر ، وجدوا مرشدا لجماعة سرية ، وقطر وتركيا تقود مصر الى مصالحة ايران ، وتتامر على الجيش المصري في سيناء ، وحينما ثار المصريين ، رفض الغرب تحركهم ، وقرر معاقبتهم وما نراه اليوم عقب حادث الطائرة الروسية هو جزء من العقاب .
اصطفاف المصريين عقب تيقنهم من "المؤامرة " و"الجليطة " الانجليزية مع الرئيس السيسي الذى زار بريطانيا رغم كل التحذيرات ، حمل السيسي ملفاته وراح للإنجليز وفى ذهنه المصلحة ، لكن التآمر اكبر من المصلحة ، الانجليز اكبر مستثمر اجنبي ، يحظون بتعامل مميز من سنوات طويلة ، ورغم ذلك يتعاملون معنا بصلافة وتعالى لا يليق بعلاقات الدول .
خلال عامين تمكنت مصر من المناورة ، والعبور من ثقب ابرة ، نجحت الدولة رغم خسارتها الاقتصادية الفادحة ، في سداد الاتي :
6 مليارات دولار من ديون قطر في سنة ، 2.4 مليار دولار يون لنادي باريس الدولي في سنة ، 3.3 مليار دولار مستحقات لشركات البترول الاجنبية ف سنة ، 2.7 مليار دولار لشراء محطات كهربا مسبقة التجهيز في سنة ، بالإضافة الى جمع 60 مليار جنية من الشعب لحفر قناة سويس جديدة وتتجه لبناء عاصمة جديدة على احدث تصاميم مدن في العالم بفلوس و بأيدي مصرية ، وهو ما دفع مؤسسه دولية مثل "موديز" لرفع التصنيف الائتماني لمصر طوال السنة ويتوقع ان تصل نسبة النمو فى مصر الى 5% لمصر في سنة 2016 ، فيما توقع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2.6% .
انجزت الدولة المصرية المرحلة الاولى من الانتخابات دون شائبة تزوير واحدة ، وبحياد تام من جانب الدولة ، وتسير لإتمام الاستحقاق بأجراء المرحلة الثانية ، وبظهور البرلمان الجديد تنتهى اولى خطوات عوده الدولة ،لكن يجب ان توضع العصاة في العجلة ، غير مسموح لمصر ان تعبر وتعود قوه اقليمية حقيقية .
انا مع مصر ، هكذا رد المصريون على تأمر الخارج والداخل ، و على عودة وجوه ما بعد يناير القبيحة التي نشرت الاحباط والتشكيك واليأس ، واستغلت ثغرات الدولة المختلفة لتنفذ للشعب المصري وتذكره بمعاناته ، لتحاول ان تخلق ثورة جديده تستغل ذكرى يناير ، الذى تحول الى مشهد دموي يشبه الى حد بعيد تعذيب الشيعة لنفسهم في ذكرى كربلاء ، يعلمون ان الداخلية لازالت تعانى ، لماذا لا نضغط على اعصابها بالكر والفر فى الشوارع ، وبفيديوهات التعذيب ، وبعد ان ننتهى منها يأتي دور القوات المسلحة المستنفرة والمستنفذة فى مهام عسكرية ومدنية ، ليظهر الشباب التكفيري المسلح ويتبادل مع الجيش الكر والفر لتلحق بهم عناصر داعش القادمة من ليبيا والتي تعد نفسها للحظة اختراق الحدود المصرية ، ونشر الفوضى الكاملة تمهيدا لتدويل سيناء ليتحقق السيناريو الذى وضعته مؤسسات حقوقية مصرية ودولية فى الولايات المتحدة الشهر الماضي .
ما ذكرته ليس سيناريو يوم القيامة او فصل من رواية عز الدين شكري فشير صاحب باب "الخروج"، بل انه تحرك لا يخفى على احد ، اذهب لصفحة أي قيادي إخواني فى المنفى ستجده يكتب ذلك دون ذرة خجل او خوف ، بل ويذهب الى مقر الكونجرس ويطلب وقف المساعدات الامريكية لمصر ، هكذا ببساطة يستكمل الاخوان خطتهم لتركيع مصر اقتصاديا ، ولعل التحرك الاستباقى بالقبض على حسن مالك رجلهم الاقتصادي يؤكد رصد الدولة لهذه التحركات وبدء خطة مواجهتها خاصة وان كرة الثلج كبرت وضمت عناصر من مختلف الاتجاهات اتفقت على سيناريو الفوضى ، ولا ابالغ ان فيها رجال اعمال محسوبين على نظام مبارك اتفقوا مع عناصر اخوانية بعدما قررت الدولة سيناريو المواجهة الساخنة مع فسادهم .
انا مع مصر ، ليس مجرد هاشتاج عبر فيه المصريين عن تضامنهم مع مصر ، بل صرخة للجميع ، الدولة والقوى السياسية ، وحتى اطراف التآمر المحلى والدولي ، لن يتخلى المصري عن تراب بلده ، لن يتنازل عن حقه فى حياه كريمة مستقرة ، رافض لوصاية نشطاء يناير ومن يحركهم ، صرخة رفض لعودة الفوضى والخوف من المستقبل ، صرخة امل للبلد ، امل فيما هو قادم ، استعداد لمواجهة المصاعب والشدائد ، نعلم ان الرحلة طويلة ، لكن لن يفرط احد فى وطنه ، وما جرى مع دول أخرى لن يتم فى مصر .
انا مع مصر ..لا تنسوا ابدا ..هنا القاهرة