فى زيارة لهم إلى مصر ومنذ عدة شهور وجه وفد من نواب الكونجرس الأمريكى سؤالًا للرئيس السيسى مفاده: ألا تخشى من مصير الرئيس السادات؟!
وبغض النظر عن إجابة الرئيس وبغض النظر أيضًا عن الغرابة والريبة فى توجيه السؤال، وبغض النظر عن كونه يبدو استفهاميًا، إلا أنه فى حقيقته تهديد مبطن!
إلا أن السؤال نفسه يحمل مغالطة كبرى، أظن أنها مقصودة، لتضليلنا أو لإخافتنا، أو ربما للاثنين معًا.
وذلك أن السؤال وجه للرئيس فى إطار الحديث عن العداوة الظاهرة بين الرئيس - أو بالأحرى، بين الدولة - من جهة، وبين الإخوان وأتباعها من الجماعات المنبثقة عنها من جهة أخرى، وهو ما يجعل محاولة اغتيال الرئيس من قبل تلك الجماعات واردًا، وهو بالفعل كذلك، إلا أن المغالطة الكبرى تكمن فى أنه لا يمكن القياس هنا على حالة الرئيس الشهيد - نحسبه - محمد أنور السادات - رحمه الله وعفا عنه وأسكنه فسيح جناته.
وذلك لأن الرئيس السادات - رحمه الله - لم يكن يعادى جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المنبثقة عنها كجماعة الجهاد أو الجماعة الإسلامية كما هو معروف ومقرر، ويعرفه الكافة بما يغنى عن تكراره هنا، فالرئيس السادات وباختصار شديد: عمد إلى الجنى، فأخرجه من قمقمه ظنًا منه - و بعض الظن إثم - أنه باستطاعته إعادته داخل القمقم متى شاء.
وسمح الرئيس السادات - عفا الله عنه - للإخوان وأذنابهم أن يعيثوا فى مصر الفساد، وأن يفعلوا ما شاءوا دون حساب أو عقاب بل وأن يتحدوا إرادة الدولة فى مواطن كثيرة ويكسروها.
وكان الدعم للإخوان وأذنابهم من قبل نظام السادات واضحًا وبينًا سواءً كان بطريقة مباشرة منه شخصيًا أو من وزير صناعته آنذاك - عثمان أحمد عثمان - أو من المحافظين وعلى رأسهم محافظ أسيوط والذى حول المحافظة إلى «الدولة العثمانية» يفعل الإخوان والسلفيون فيها ما شاءوا دون أن يكون للدولة عليهم من سبيل.
نعم لقد كان دعم الرئيس السادات للإخوان وذيولهم فى فترة حكمه بلا حدود، كما أنه كان دعمًا علنيًا غير خفى، كما كان أيضًا شهيرًا للدرجة التى لا يمكن لأى طرف أن ينكرها.
وعليه فقياس حالة الرئيس السيسى على حالة الرئيس السادات قياس مع الفارق بل هو قياس باطل، لأن الرئيس السادات - رحمه الله - لم تقتله تلك الجماعات المجرمة الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، لأنه كان على عداوة معهم، ولكن لكونه هادنهم بالأساس ورباهم فى حجره وترك لهم الحبل على الغارب، ليأكلوا له أعداءه فأكلوه هو بدلًا عن أعدائه.
لم يُقتل الرئيس السادات -رحمه الله- إلا لكونه حاول أن يدخل الجنى الذى أخرجه من قمقمه إلى داخل القمقم مرة أخرى.
أما الرئيس السيسى فجاء ليجد الجنى قد تحرر بالفعل وخرج من قمقمه ويحاول أن يأكل الأخضر واليابس وينتقم من الجميع.
لذلك نقول إن قياس الرئيس السيسى على الرئيس السادات مغالطة، ولكن لا يزال الخطر موجودًا، بسبب استنساخ جزء من الخطأ!
لأننا وإن كنا نقرر خطأ الرئيس السادات فى تحالفه مع الجماعات الإسلامية مع اعترافنا بكون مبرراته كانت قوية ومنطقية وظروف توليه للحكم، وما كان يحيط به ويحاك له من مؤامرات وخطط شيطانية، ومع هذا كله لا نقبل بحال أن نقر له بصحة فعل، مع كونه دفع حياته ثمنًا لذلك، فكيف يمكننا أبدًا أن نقر للرئيس السيسى أيضًا خطأه بترك ثعبان أقرع ووحش كاسر ينهش فى جسد الدولة المصرية ويكسر عظامها عن عمد.
نعم... يا سيادة الرئيس، إن حبنا لك وإيماننا بك ورغبتنا الجارفة فى أن تحقق لمصرنا أحلام أبنائها، لا يمنعنا أن نقدم لك النصيحة الصادقة والمخلصة - أو هكذا نحسب - بل إن ما تقدم هو ما يزيدنا إصرارًا فوق إصرارنا على أن نبين لك ما نعتقده صوابًا مهما كانت العواقب، دون مجاملة أو مواربة.
نعم... يا سيادة الرئيس، إنما مثلنا ومثل هؤلاء كمثل قوم بنوا سورًا عظيمًا حول بلدهم ليحموه من أعدائهم، إلا أنهم وفى خضم انشغالهم ببناء السور الذى يحميهم لم ينتبهوا لكونهم قد تركوا وحشًا عظيمًا داخل بلادهم فكان حالهم أنهم كلما ازداد بنيانهم عُلوًا وارتفاعًا ومتانة تحول بنيانهم هذا إلى سجن عظيم يسجنون فيه أنفسهم مع الوحش الذى يتربص بهم!
نعم إننا نربى وحشًا فى داخل بيتنا يوشك أن يلتهمنا جميعًا، نتركه يكبر وينمو داخل بلادنا دون أن نقاومه أو أن نعد العدة لمقاومته حين يقرر هو أن يهجم علينا.
ذلك الوحش الخبيث هو الكيان المسمى بــ«حزب النور السلفى» والذى هو الذراع السياسية لتنظيم إرهابى داعشى متطرف يدعى: «الدعوة السلفية بالإسكندرية»، والذى سمحت لهم الدولة والتى أنت رأسها - سيادة الرئيس - بالتواجد على الساحة وبقوة منذ المشهد الأخلد فى تاريخ مصر المعاصر فى اليوم الخالد ٣/٧/٢٠١٣ وإلى يوم الناس هذا.
سيادة الرئيس... إن صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك، ومن نصحك لا من نافقك، وإننى أنصحك نصيحة مشفق ومخلص: تخلص من بقايا أهل الشر - كما يحلو لك أن تسميهم - وأذيالهم قبل فوات الأوان.
سيادة الرئيس... رسالتى المخلصة إليك وبمنتهى الوضوح: اعتبر برأس السادات الطائر!
اللهم بلغتُ... اللهم فاشهدْ.
وبغض النظر عن إجابة الرئيس وبغض النظر أيضًا عن الغرابة والريبة فى توجيه السؤال، وبغض النظر عن كونه يبدو استفهاميًا، إلا أنه فى حقيقته تهديد مبطن!
إلا أن السؤال نفسه يحمل مغالطة كبرى، أظن أنها مقصودة، لتضليلنا أو لإخافتنا، أو ربما للاثنين معًا.
وذلك أن السؤال وجه للرئيس فى إطار الحديث عن العداوة الظاهرة بين الرئيس - أو بالأحرى، بين الدولة - من جهة، وبين الإخوان وأتباعها من الجماعات المنبثقة عنها من جهة أخرى، وهو ما يجعل محاولة اغتيال الرئيس من قبل تلك الجماعات واردًا، وهو بالفعل كذلك، إلا أن المغالطة الكبرى تكمن فى أنه لا يمكن القياس هنا على حالة الرئيس الشهيد - نحسبه - محمد أنور السادات - رحمه الله وعفا عنه وأسكنه فسيح جناته.
وذلك لأن الرئيس السادات - رحمه الله - لم يكن يعادى جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المنبثقة عنها كجماعة الجهاد أو الجماعة الإسلامية كما هو معروف ومقرر، ويعرفه الكافة بما يغنى عن تكراره هنا، فالرئيس السادات وباختصار شديد: عمد إلى الجنى، فأخرجه من قمقمه ظنًا منه - و بعض الظن إثم - أنه باستطاعته إعادته داخل القمقم متى شاء.
وسمح الرئيس السادات - عفا الله عنه - للإخوان وأذنابهم أن يعيثوا فى مصر الفساد، وأن يفعلوا ما شاءوا دون حساب أو عقاب بل وأن يتحدوا إرادة الدولة فى مواطن كثيرة ويكسروها.
وكان الدعم للإخوان وأذنابهم من قبل نظام السادات واضحًا وبينًا سواءً كان بطريقة مباشرة منه شخصيًا أو من وزير صناعته آنذاك - عثمان أحمد عثمان - أو من المحافظين وعلى رأسهم محافظ أسيوط والذى حول المحافظة إلى «الدولة العثمانية» يفعل الإخوان والسلفيون فيها ما شاءوا دون أن يكون للدولة عليهم من سبيل.
نعم لقد كان دعم الرئيس السادات للإخوان وذيولهم فى فترة حكمه بلا حدود، كما أنه كان دعمًا علنيًا غير خفى، كما كان أيضًا شهيرًا للدرجة التى لا يمكن لأى طرف أن ينكرها.
وعليه فقياس حالة الرئيس السيسى على حالة الرئيس السادات قياس مع الفارق بل هو قياس باطل، لأن الرئيس السادات - رحمه الله - لم تقتله تلك الجماعات المجرمة الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، لأنه كان على عداوة معهم، ولكن لكونه هادنهم بالأساس ورباهم فى حجره وترك لهم الحبل على الغارب، ليأكلوا له أعداءه فأكلوه هو بدلًا عن أعدائه.
لم يُقتل الرئيس السادات -رحمه الله- إلا لكونه حاول أن يدخل الجنى الذى أخرجه من قمقمه إلى داخل القمقم مرة أخرى.
أما الرئيس السيسى فجاء ليجد الجنى قد تحرر بالفعل وخرج من قمقمه ويحاول أن يأكل الأخضر واليابس وينتقم من الجميع.
لذلك نقول إن قياس الرئيس السيسى على الرئيس السادات مغالطة، ولكن لا يزال الخطر موجودًا، بسبب استنساخ جزء من الخطأ!
لأننا وإن كنا نقرر خطأ الرئيس السادات فى تحالفه مع الجماعات الإسلامية مع اعترافنا بكون مبرراته كانت قوية ومنطقية وظروف توليه للحكم، وما كان يحيط به ويحاك له من مؤامرات وخطط شيطانية، ومع هذا كله لا نقبل بحال أن نقر له بصحة فعل، مع كونه دفع حياته ثمنًا لذلك، فكيف يمكننا أبدًا أن نقر للرئيس السيسى أيضًا خطأه بترك ثعبان أقرع ووحش كاسر ينهش فى جسد الدولة المصرية ويكسر عظامها عن عمد.
نعم... يا سيادة الرئيس، إن حبنا لك وإيماننا بك ورغبتنا الجارفة فى أن تحقق لمصرنا أحلام أبنائها، لا يمنعنا أن نقدم لك النصيحة الصادقة والمخلصة - أو هكذا نحسب - بل إن ما تقدم هو ما يزيدنا إصرارًا فوق إصرارنا على أن نبين لك ما نعتقده صوابًا مهما كانت العواقب، دون مجاملة أو مواربة.
نعم... يا سيادة الرئيس، إنما مثلنا ومثل هؤلاء كمثل قوم بنوا سورًا عظيمًا حول بلدهم ليحموه من أعدائهم، إلا أنهم وفى خضم انشغالهم ببناء السور الذى يحميهم لم ينتبهوا لكونهم قد تركوا وحشًا عظيمًا داخل بلادهم فكان حالهم أنهم كلما ازداد بنيانهم عُلوًا وارتفاعًا ومتانة تحول بنيانهم هذا إلى سجن عظيم يسجنون فيه أنفسهم مع الوحش الذى يتربص بهم!
نعم إننا نربى وحشًا فى داخل بيتنا يوشك أن يلتهمنا جميعًا، نتركه يكبر وينمو داخل بلادنا دون أن نقاومه أو أن نعد العدة لمقاومته حين يقرر هو أن يهجم علينا.
ذلك الوحش الخبيث هو الكيان المسمى بــ«حزب النور السلفى» والذى هو الذراع السياسية لتنظيم إرهابى داعشى متطرف يدعى: «الدعوة السلفية بالإسكندرية»، والذى سمحت لهم الدولة والتى أنت رأسها - سيادة الرئيس - بالتواجد على الساحة وبقوة منذ المشهد الأخلد فى تاريخ مصر المعاصر فى اليوم الخالد ٣/٧/٢٠١٣ وإلى يوم الناس هذا.
سيادة الرئيس... إن صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك، ومن نصحك لا من نافقك، وإننى أنصحك نصيحة مشفق ومخلص: تخلص من بقايا أهل الشر - كما يحلو لك أن تسميهم - وأذيالهم قبل فوات الأوان.
سيادة الرئيس... رسالتى المخلصة إليك وبمنتهى الوضوح: اعتبر برأس السادات الطائر!
اللهم بلغتُ... اللهم فاشهدْ.