السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

في عيدها الثمانين.. "جارة القمر" أيقونة جمعت اللبنانيين والعرب

الفنانة اللبنانية
الفنانة اللبنانية فيروز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل في هذه الأيام، الذكرى الثمانون وتحديدا في 21 من نوفمبر، لميلاد هذا الصوت النقي وذاك الإحساس الشجي، إنها "جارة القمر، وقيثارة السماء، وياسمينة الشام، وصوت لبنان"، إنها السيدة نهاد رزق وديع حداد أو "فيروز".. من غير الممكن بل من المستحيل أن تمر في أي من شوارع وممرات بيروت ولا تسمع صوت أغاني فيروز يصدح من المحالات والكافيتريات ومن السيارات.. عشق لسيدة استطاعت بصوتها أن توحد اللبنانيين في وقت كانت لبنان تعج فيه بالحرب الأهلية، هذه الحرب التي فقدت فيها فيروز ابنتها، فمن منا لا يذكر أغنية "شادي" التي جسدت مأساة الحرب الأهلية في كلمات بسيطة ومركزة كانت أقوى من طلقات الرصاص.
ولم تنس فيروز أمتها العربية فغنت لأغلب الدول العربية ونذكر منها على سبيل المثال،"مصر عادت شمسك الذهب، وشط إسكندرية"، كما غنت لسوريا "نسمت من صوب سوريا الجنوب، ويا شام عاد الصيف"، وغنت للمملكة العربية السعودية "غنيت مكة"، وكانت القضية الفلسطينية في قمة أولويات السيدة فيروز فغنت لفلسطين الكثير من الأغاني منها "أنا لا أنساك فلسطين، وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة، والقدس العتيقة وزهرة المدائن"، وغيرها من الأغاني التي استطاعت بها الفيروز أن تتلمس قلوب الشعوب العربية برقة وعمق وشجن وإحساس لا يمكن تصويره إلى عبر صوت فيروز.
وقد بدأت الاحتفالات بالذكرى الثمانين لميلاد فيروز في لبنان مبكرا.. حيث تم منذ أيام افتتاح مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية الفنية، واستهل المهرجان افتتاح دورته الأولى بعرض فيلم "فيروز"، الذي يتناول في 52 دقيقة مسيرة فيروز الفنية، ويسلط الضوء على حياة "جارة القمر".. وكان هذا الفيلم الذي أخرجه الإعلامي الفرنسي فريديريك ميتران، قد عرض للمرة الأولى في عام 1998، ويتطرق إلى أهم مراحل حياة الفنانة اللبنانية الأشهر، وذلك من خلال مقابلة أجريت معها وبعرض صور أرشيفية توثق هذه المراحل، وأغان تتخلل الفيلم الذي يحمل اسمها.
وتقول مديرة مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية الفنية آليس مغبغب، إن المهرجان يهدف "إلى دعم إنتاج الأفلام الوثائقية التي تتناول القضايا الثقافية والفنية في لبنان.. فمن غير "فيروز" يليق به أن يفتتح هذا المهرجان الطموح الذي له أهداف ثقافيّة".
ولدت فيروز في حي "زقاق البلاط" في مدينة بيروت في عام 1935.. بدأت الغناء وهي في عمر الخمس سنوات ولاقت رواجا واسعا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم وهي من أقدم فناني العالم المستمرين إلى اليوم..بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية "كورس" في الإذاعة اللبنانية عندما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية.. وألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها، وكانت انطلاقتها الحقيقية عام 1952 حينما قدمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخيه منصور الرحباني المعروفين بالأخوين رحباني العديد من الأغاني والأوبرتات.. حيث كانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كل القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت.
وقدم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة التعبير وفي عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت للحب والأطفال، والقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وتم تقديم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني أيضا وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
إنها "فيروز" أو "جارة القمر" كما يحلو للبنانيين أن يطلقوا عليها، وستبقى بفنها وصوتها العذب السارق للأفئدة.. برصيد بلغ أكثر من 40 ألبوما غنائيا و23 من الاسكتشات الغنائية و15 مسرحية وثلاثة أفلام سينمائية، إضافة إلى رصيد من الحفلات لا حصر له، ورصيد هائل من الأوسمة والجوائز والتكريمات، كان أخرها تحويل منزلها في "زقاق البلاط" ببيروت، والذي شهد مولدها ونشأتها إلى متحف.