قد تظن يا عزيزى أن هناك خطأ في العنوان والأصح أن نكتب «حريق الأوبرا»، ولكن العنوان صحيح وهو ليس من عندى، فلم أكن أعتقد أن إنسانا أيا كان يفكر في حرق هذا الصرح الذي تميز به بلدنا عن كل الدول المحيطة بنا قبل عام ١٩٧١، ولكن هذا عنوان فيلم قصير شاهدته يعرض على قناة «سي بي سي» بحضور مخرجه كمال عبدالعزيز والمذيع النابه محمد عبدالرحمن ولم أر الفيلم كاملا ولكن الجزء الأخير أثار شجونى وسرت جياء وذهابا وأنا أقول حسبنا الله ونعم الوكيل في المخربين واللصوص فقد قال المطرب العالمى جابر البلتاجى إنه شاهد «البرتاتورة» «وهى عبارة عن صفحات يكتب فيها المؤلف الموسيقى خطوطا تعزفها كل الآلات المختلفة وفى كل صفحة من ٤ إلى ٨ موازير فقط، ولكن لكل آلة سطر» تباع في نابولى وهى من مقتنيات الأوبرا المحروقة ويبلغ ثمنها ملايين لأنها بخط يد وتوقيع المؤلف العالمى العظيم «جوزيبى فيردى».
أيضا قال إن هناك شخصا مازال حيا ولا يريد ذكر اسمه إلا في الجهات الرسمية لو أعيد فتح التحقيق استقبله في روما وحاول مساعدته في حمل حقيبة منفاخ «لا أعرف ما هي الحقيبة المنفاخ» ففتح الحقيبة ورأى جابر فيها بعض مقتنيات الأوبرا أيضا، وقال وأيده في ذلك كثير من الشخصيات المحترمة والمايستروهات إنه كانت هناك نجفة عملاقة من نوع «إستراس» بحجم الصالة الكبرى وأنها اختفت قبل الحريق، وهذه النجفة لا تخرج من الباب لكبر حجمها إلا إذا تم فكها إلى قطع يسهل حملها وخروجها من الباب.
ولأننى لا اهتم بالشق الجنائى ولا أعلم إذا كان القانون المصرى يجيز فتح التحقيق إذا اكتشفت أدلة جديدة أم لا وبعد كم من الوقت ولكنى أُثمن شجاعة جابر البلتاجى وأترك للنائب العام والقانون المصرى هذا الشق.
وذكرياتى عن الأوبرا عندما أتيت إلى القاهرة للدراسة في كلية التربية الموسيقية وقال لى أحد الزملاء إننى أستطيع أن أحضر بروفات الأوركسترا بثمن مخفض لطلبة الجامعات وكان في هذا الوقت خمسة قروش في يوم الجمعة، وهذا أثر في مسيرتى الموسيقية أيما تأثير فالاطلاع على الريبرتوار العالمى ودقائقه وتفصيلاته وشرح المايستروهات المختلفين لهذه التفصيلات لم ولن تمحى من ذاكرتى.
ثم عندما عملت بالتدريس وكان في يدى مرتب شهرى صرت أرتاد الحفلات واستطعت أن أستخرج كارنيهًا لحضور البروفات بمبلغ شهرى لأنى تخرجت ولم أعد طالبا، وكنت أصطحب أختى معى وأشرح لها أن خامات الأوبرا من خشب الورد الذي كنا نشم رائحته الزكية والأحجار المنحوتة والحديد المشغول «الفيرفورجيه» قمة في الروعة وحسن الذوق وأن هذه الأوبرا بنيت بنفس طراز الأوبرا الملكية في فيينا.
وكلما ذهبت إلى جراج الأوبرا تحسرت على هذه الضربة الموجعة التي نالت من الفنون الرفيعة في مصر، ولسخرية القدر وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم لا أذكر اسمه عن باشا كان غائبا عن مصر وركب عربة حنطور وتجول في أحياء القاهرة التي كان يعرفها وبدا على وجهه علامات الاستياء الشديد للأغانى التي يسمعها وللدوشة التي تصك أذنه ولفوضى الألوان في المحال ولما حاول أن ينظر إلى الأوبرا عندما وصل إلى الميدان وضعت موسيقى تصويرية من نص مارش الانتصار في أوبرا عايدة، ولكنها معزوفة بآلات التنبيه في السيارات، وقد فوجئ المخرج ولكنه هنأنى فأنا من عدم المؤيدين لإقامة باركنج متعدد الأدوار بدلا من الأوبرا لأن من حرقها لم يستطع محوها من ذاكرة من ارتادها أو عمل فيها بل ومن مر أمامها أو من ذاكرة الأمة مهما فعل.
أيضا قال إن هناك شخصا مازال حيا ولا يريد ذكر اسمه إلا في الجهات الرسمية لو أعيد فتح التحقيق استقبله في روما وحاول مساعدته في حمل حقيبة منفاخ «لا أعرف ما هي الحقيبة المنفاخ» ففتح الحقيبة ورأى جابر فيها بعض مقتنيات الأوبرا أيضا، وقال وأيده في ذلك كثير من الشخصيات المحترمة والمايستروهات إنه كانت هناك نجفة عملاقة من نوع «إستراس» بحجم الصالة الكبرى وأنها اختفت قبل الحريق، وهذه النجفة لا تخرج من الباب لكبر حجمها إلا إذا تم فكها إلى قطع يسهل حملها وخروجها من الباب.
ولأننى لا اهتم بالشق الجنائى ولا أعلم إذا كان القانون المصرى يجيز فتح التحقيق إذا اكتشفت أدلة جديدة أم لا وبعد كم من الوقت ولكنى أُثمن شجاعة جابر البلتاجى وأترك للنائب العام والقانون المصرى هذا الشق.
وذكرياتى عن الأوبرا عندما أتيت إلى القاهرة للدراسة في كلية التربية الموسيقية وقال لى أحد الزملاء إننى أستطيع أن أحضر بروفات الأوركسترا بثمن مخفض لطلبة الجامعات وكان في هذا الوقت خمسة قروش في يوم الجمعة، وهذا أثر في مسيرتى الموسيقية أيما تأثير فالاطلاع على الريبرتوار العالمى ودقائقه وتفصيلاته وشرح المايستروهات المختلفين لهذه التفصيلات لم ولن تمحى من ذاكرتى.
ثم عندما عملت بالتدريس وكان في يدى مرتب شهرى صرت أرتاد الحفلات واستطعت أن أستخرج كارنيهًا لحضور البروفات بمبلغ شهرى لأنى تخرجت ولم أعد طالبا، وكنت أصطحب أختى معى وأشرح لها أن خامات الأوبرا من خشب الورد الذي كنا نشم رائحته الزكية والأحجار المنحوتة والحديد المشغول «الفيرفورجيه» قمة في الروعة وحسن الذوق وأن هذه الأوبرا بنيت بنفس طراز الأوبرا الملكية في فيينا.
وكلما ذهبت إلى جراج الأوبرا تحسرت على هذه الضربة الموجعة التي نالت من الفنون الرفيعة في مصر، ولسخرية القدر وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم لا أذكر اسمه عن باشا كان غائبا عن مصر وركب عربة حنطور وتجول في أحياء القاهرة التي كان يعرفها وبدا على وجهه علامات الاستياء الشديد للأغانى التي يسمعها وللدوشة التي تصك أذنه ولفوضى الألوان في المحال ولما حاول أن ينظر إلى الأوبرا عندما وصل إلى الميدان وضعت موسيقى تصويرية من نص مارش الانتصار في أوبرا عايدة، ولكنها معزوفة بآلات التنبيه في السيارات، وقد فوجئ المخرج ولكنه هنأنى فأنا من عدم المؤيدين لإقامة باركنج متعدد الأدوار بدلا من الأوبرا لأن من حرقها لم يستطع محوها من ذاكرة من ارتادها أو عمل فيها بل ومن مر أمامها أو من ذاكرة الأمة مهما فعل.