يحزننى أن أقول لكم، إن الفرح انتهى وغرق شبر مياه، وأن العروس ابتل فستانها بالطين، بعد أن سقط فى الوحل فى ليلة ممطرة.
أتحدث عن مدينة الإسكندرية، التى كانوا يطلقون عليها (عروس البحر الأبيض المتوسط) فى زمن ما قبل "المسيرى"، وقت أن كانت، العاصمة الثانية لمصر، مازالت محتفظة برونقها الذى خسرت منه الكثير.
أين عروس البحر؟ بلد الجمال والسحر الذى تغنى به الغريب قبل القريب؟ بلد المرسى أبوالعباس (شلله يا مرسى)، المدينة التى استمتع بها كل من زارها بدءًا من الفراعنة ثم الرومان والإنجليز والفرنساويين واليونانيين، حتى العرب والمصريين، كل من زارها تمنى أن يعود إليه، ليسكنها، فلا يريد أن يغادرها بعد أن يقع فى حبها بسرعة، حدث ذلك بداية من الإسكندر الأكبر وانتهاء بـ"المسيرى" الذى ترك مقعد محافظتها بخلع الضرس.
الإسكندرية، هى ذلك العبق الثقافى الفائح من جنباتها، والتى تعد مزارا سياحيا وفنيا واقتصاديا على مر العصور، تحولت بقدرة قادر إلى مدينة شائخة، عجوز، شمطاء، أصبح السير فى شوارعها لا يحتمل، بعد أن حوصرت معالمها الجميلة بتلال من القمامة، كورنيشها الذى كان قمة فى الجمال والإبداع تحول بقدرة غافل إلى أسوأ مكان يمكن أن تسير فيه، حتى كانت الكارثة الأخيرة بغرق شوارعها فى شبر مياه.
سيقول البعض أن حجم الأمطار وكثافتها كان كبيرا، سأوافقه، ولكن، هذا لا يبرر الجرم الذى حدث فى الإسكندرية، لقد غرقت فى شبر مياه خلال دقائق، إنها هى نفسها الإسكندرية التى كانت تستقبل الأمطار بصدر رحب، بالوعات صرفها مفتوحة على مصرعيها، تحضن المياه الهابطة من السماء بشراهة، فتمتص أكبر نسبة من الأمطار مهما كان حجمها.
تلك هى الإسكندرية التى نعرفها، التى تغيرت بفعل القائمين على المحافظة فى السنوات الأخيرة، بعد أن أهملوها ولم يعودون يهتمون بها، بل، وتركوا الحبل على الغارب لكل السلبيات هناك.
مَن يصدق أن الإسكندرية فى السنوات الخمس الأخيرة شيد بها 60 ألف مبنى مخالف؟ وصرفها الصحى أصيب بتصلب شرايين؟ وبالوعاتها انسدت بغير رجعة؟ وتحولت أحياؤها إلى ما يشبه الخرابات بعد أن أصيب جميع العاملين فى المحافظة بلامبالاة، فمحافظ الإسكندرية الذى تمت إقالته مسئول مسئولية تامة عما حدث فى هذه المدينة الجميلة، لكنه قطعًا ليس المسئول الوحيد عن كارثة الإسكندرية، هناك رؤساء الأحياء ومن يعملون معه شركاؤه فى هذه الجريمة، فلا نجد لهم أى تأثير وكأن الأمر لا يعنيهم.
أبناء الإسكندرية أيضا عليهم جزء كبير من المسئولية، بعد أن سكتوا طوال السنوات الماضية على هذا الإهمال الشديد فى المحافظة، وهم يعلمون جيدا أن آخر محافظ اهتم بالإسكندرية كان اللواء عبدالسلام المحجوب، وبعدها تحولت إلى مرتع للإهمال الشديد.
الإسكندرية عاصمة مصر الثانية تحتاج لحلول جذرية، تحتاج لإزالة فورية لجميع المبانى المخالفة، وإلى تحقيق موسع مع رؤساء الأحياء والعاملين فى الحكم المحلى، وتحتاج إلى محافظ فنان، يشعر بقيمة وأهمية هذه المحافظة، التى كانت فى الماضى أهم مدن البحر المتوسط، حتى أطلق عليها أنها جميلته وعروسه.
أنقذوا الإسكندرية!
أتحدث عن مدينة الإسكندرية، التى كانوا يطلقون عليها (عروس البحر الأبيض المتوسط) فى زمن ما قبل "المسيرى"، وقت أن كانت، العاصمة الثانية لمصر، مازالت محتفظة برونقها الذى خسرت منه الكثير.
أين عروس البحر؟ بلد الجمال والسحر الذى تغنى به الغريب قبل القريب؟ بلد المرسى أبوالعباس (شلله يا مرسى)، المدينة التى استمتع بها كل من زارها بدءًا من الفراعنة ثم الرومان والإنجليز والفرنساويين واليونانيين، حتى العرب والمصريين، كل من زارها تمنى أن يعود إليه، ليسكنها، فلا يريد أن يغادرها بعد أن يقع فى حبها بسرعة، حدث ذلك بداية من الإسكندر الأكبر وانتهاء بـ"المسيرى" الذى ترك مقعد محافظتها بخلع الضرس.
الإسكندرية، هى ذلك العبق الثقافى الفائح من جنباتها، والتى تعد مزارا سياحيا وفنيا واقتصاديا على مر العصور، تحولت بقدرة قادر إلى مدينة شائخة، عجوز، شمطاء، أصبح السير فى شوارعها لا يحتمل، بعد أن حوصرت معالمها الجميلة بتلال من القمامة، كورنيشها الذى كان قمة فى الجمال والإبداع تحول بقدرة غافل إلى أسوأ مكان يمكن أن تسير فيه، حتى كانت الكارثة الأخيرة بغرق شوارعها فى شبر مياه.
سيقول البعض أن حجم الأمطار وكثافتها كان كبيرا، سأوافقه، ولكن، هذا لا يبرر الجرم الذى حدث فى الإسكندرية، لقد غرقت فى شبر مياه خلال دقائق، إنها هى نفسها الإسكندرية التى كانت تستقبل الأمطار بصدر رحب، بالوعات صرفها مفتوحة على مصرعيها، تحضن المياه الهابطة من السماء بشراهة، فتمتص أكبر نسبة من الأمطار مهما كان حجمها.
تلك هى الإسكندرية التى نعرفها، التى تغيرت بفعل القائمين على المحافظة فى السنوات الأخيرة، بعد أن أهملوها ولم يعودون يهتمون بها، بل، وتركوا الحبل على الغارب لكل السلبيات هناك.
مَن يصدق أن الإسكندرية فى السنوات الخمس الأخيرة شيد بها 60 ألف مبنى مخالف؟ وصرفها الصحى أصيب بتصلب شرايين؟ وبالوعاتها انسدت بغير رجعة؟ وتحولت أحياؤها إلى ما يشبه الخرابات بعد أن أصيب جميع العاملين فى المحافظة بلامبالاة، فمحافظ الإسكندرية الذى تمت إقالته مسئول مسئولية تامة عما حدث فى هذه المدينة الجميلة، لكنه قطعًا ليس المسئول الوحيد عن كارثة الإسكندرية، هناك رؤساء الأحياء ومن يعملون معه شركاؤه فى هذه الجريمة، فلا نجد لهم أى تأثير وكأن الأمر لا يعنيهم.
أبناء الإسكندرية أيضا عليهم جزء كبير من المسئولية، بعد أن سكتوا طوال السنوات الماضية على هذا الإهمال الشديد فى المحافظة، وهم يعلمون جيدا أن آخر محافظ اهتم بالإسكندرية كان اللواء عبدالسلام المحجوب، وبعدها تحولت إلى مرتع للإهمال الشديد.
الإسكندرية عاصمة مصر الثانية تحتاج لحلول جذرية، تحتاج لإزالة فورية لجميع المبانى المخالفة، وإلى تحقيق موسع مع رؤساء الأحياء والعاملين فى الحكم المحلى، وتحتاج إلى محافظ فنان، يشعر بقيمة وأهمية هذه المحافظة، التى كانت فى الماضى أهم مدن البحر المتوسط، حتى أطلق عليها أنها جميلته وعروسه.
أنقذوا الإسكندرية!