كانت الدعوة المريبة التى أطلقها الدكتور «سعد الدين إبراهيم»، مالك مركز ابن خلدون لتوريد الأنفار للعمالة فى أجهزة استخبارات الغرب والشرق، منذ أيام، يطالب خلالها الرئيس باستفتاء عام للمصريين بـ«نعم أو لا» على المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، كاشفة لعدة أشياء لعل أهمها أن مصر لا تزال فى عين العاصفة وأن العدو لم ييأس بعدُ وما زال يسعى- وبكل ما أُوتى من قوة ومكر وعملاء من الخارج ووكلاء من الداخل- إلى إعادة إحياء مشروعه القديم بالفوضى الخلاقة التى تؤدى- بلا شك- للحرب الأهلية والمجتمعية والطائفية والعرقية التى تفضى فى النهاية للتقسيم كحل وحيد ومقبول لإطفاء نار الحرب الأهلية المشتعلة.
وقد يكون غرض الدكتور «سعد الدين إبراهيم» مكشوفًا، كما أن دعوته تلك كانت أمرًا كاشفًا، ليس فقط لكون الدكتور «إبراهيم» يتحرك على حسب أهواء من يدفع أكثر أو بتعبيره من يمول أكثر، وهو أمر لا يُخفيه هو ولا يستحى منه، وإنما يعترف به بل ويتفاخر به، وهذا شأنه!
ولكن دعوته كانت أمرًا كاشفًا- وبشدة- لعورة حزب النور السلفى الذى يعيش بيننا فى مصر بجسده، بينما تسبح روحه مع الإخوان وإخوانها من الجماعات الإرهابية فى تركيا وقطر وغيرهما!
فلقد خرج الحزب بعد دعوة رئيس مركز ابن خلدون لتلقى التمويلات الأجنبية، ليعلن أنه لا يمانع من المصالحة مع الجماعة الإرهابية بشرط أن تتوقف عن ممارسة العنف وأن تعود إلى المسار السياسى!
بل وتمادى وأعلن أنهم كانوا قد دعوا من قبل مرات ومرات للمصالحة بين الدولة والإخوان وأن تقوم الدولة بأداء واجبها تجاه الدماء التى سالت فى رابعة!!!
وبغض النظر عن كون هذا أمرًا لا يعنى الحزب السلفى ولا يخصه، وبغض النظر عن كونهم لا يهتمون سوى بدماء إخوانهم من الإخوان، ويلتفتون إلى الدماء الزكية التى أراقتها أيديهم الغادرة على مدى العامين الماضيين، من أبناء المصريين جيشًا وشرطة ومدنيين، وأن كل الذى يعنيهم هو دماء إخوانهم الإخوان فى رابعة!
بغض النظر عن كل ما سبق، إلا أنه أمر يسوق إلى غيره، حيث يدفعنا هذا مباشرة إلى سؤال مهم وملح جدًا، بل وعليه يتأسس كل وجود للحزب فى السياسة المصرية بل وفى الحياة العامة فى مصر أصلًا!
والسؤال هو: هل يعتبر حزب النور السلفى جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا أم لا؟!
والحقيقة التى قد تكون صادمة للكثيرين من المصريين، هى أن الحزب السلفى الذى يمارس السياسة، ويشارك فى الانتخابات النيابية الحالية باعتباره من أبناء ٣٠ يونيو ومن المشاركين فى اليوم الأخلد فى تاريخ مصر المعاصر، يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ م، الحقيقة أن الحزب- وعلى المستوى الرسمى ومنذ تم اعتبار جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بل ومن قبل ذلك، ومنذ أن ارتفعت المطالبات باعتبارها كذلك- يرفض هذا الأمر بمنتهى القوة ويعارضه سرًا وعلنًا.
فقد أصدر الحزب منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا العديد من البيانات والتصريحات على لسان الناطقين الرسميين بلسانه، رفضه رفضًا باتًا باعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا محظورًا، وإنما يعتبر الحزب السلفى الإخوان، تيارًا إسلاميًا معتدلًا يمثل الإسلام الوطنى!! ولكنه معارض للنظام ليس إلا!
والحقيقة أنه- ولكون الإنصاف عزيزاً- لا بد من أن نعترف أن موقف الحزب السلفى من عدم اعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا هو الموقف الوحيد الذى يتسق فيه الحزب وقيادته مع أنفسهم، ومع معتقداتهم، إذ أن الواقع يقرر أنه لو حكم الحزب السلفى على الإخوان بكونها إرهابية، لكانوا قد حكموا على أنفسهم بالإرهاب ولا شك، إذ لا فرق بينهم وبين الإخوان من حيث المعتقد، والفكر والمنهاج، فجميعهم يعتقدون نفس المعتقد والفكر والمنهج، والفارق الوحيد فى طريقة تطبيق المعتقد والتعامل مع الواقع ليس إلا!
وهو ما دفع الحزب- وما يزال يدفعه- نحو رفضه لاعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بل ومطالبته للرئيس والدولة بمصالحة الإخوان وتعويضهم عن دمائهم التى سالت أثناء فض اعتصام رابعة!!
إلا أنه يبقى اليوم سؤال آخر مهم، لا يقل فى أهميته عن السؤال الفائت، مفاده: هل يعتبر حزب النور السلفى جماعة الإخوان الإرهابية جماعة خائنة للوطن، تعمل لصالح أعدائه وتحقق مصالحهم، وتعمل على تفتيت الوطن وتقسيمه لصالح إسرائيل ومشروعها الخبيث الموسوم بالشرق الأوسط الكبير؟!
والحقيقة والواقع أن الحزب السلفى لا يعتبر الإخوان جماعة خائنة للوطن، إذ إنه- أيضًا- لو حكم عليها بالخيانة لحكم على نفسه بها من باب أولى، إذ إن الحزب السلفى يمارس كل أفعال الخيانة التى تمارسها الجماعة الإرهابية وزيادة، ولقاءاتهم مع أجهزة استخبارات الغرب والشرق أشهر من أن تُنكر، وعملهم من أجل إعادة إثارة الفوضى الخلاقة فى المجتمع المصرى أوضح من أن تُفسر!
والخلاصة : أن حزب النور السلفى الذى لا يرى الإخوان جماعة إرهابية ولا يراها جماعة خائنة للوطن أو عميلة للغرب ومنفذة لمخططاته، إنما يعمل فى مصر منذ ٣/٧/٢٠١٣م على أن يكون الباحة الخلفية والباب الخلفى الذى تعود من خلاله الجماعة الإرهابية لحكم مصر مرة أخرى، وإن ادعى خلاف ذلك وإن سلك كل السبل الممكنة لخداع المصريين حتى لا يكشفوا حقيقته فيفسدوا مخططاته.
اللهم بلغتُ ... اللهم فاشهد
وقد يكون غرض الدكتور «سعد الدين إبراهيم» مكشوفًا، كما أن دعوته تلك كانت أمرًا كاشفًا، ليس فقط لكون الدكتور «إبراهيم» يتحرك على حسب أهواء من يدفع أكثر أو بتعبيره من يمول أكثر، وهو أمر لا يُخفيه هو ولا يستحى منه، وإنما يعترف به بل ويتفاخر به، وهذا شأنه!
ولكن دعوته كانت أمرًا كاشفًا- وبشدة- لعورة حزب النور السلفى الذى يعيش بيننا فى مصر بجسده، بينما تسبح روحه مع الإخوان وإخوانها من الجماعات الإرهابية فى تركيا وقطر وغيرهما!
فلقد خرج الحزب بعد دعوة رئيس مركز ابن خلدون لتلقى التمويلات الأجنبية، ليعلن أنه لا يمانع من المصالحة مع الجماعة الإرهابية بشرط أن تتوقف عن ممارسة العنف وأن تعود إلى المسار السياسى!
بل وتمادى وأعلن أنهم كانوا قد دعوا من قبل مرات ومرات للمصالحة بين الدولة والإخوان وأن تقوم الدولة بأداء واجبها تجاه الدماء التى سالت فى رابعة!!!
وبغض النظر عن كون هذا أمرًا لا يعنى الحزب السلفى ولا يخصه، وبغض النظر عن كونهم لا يهتمون سوى بدماء إخوانهم من الإخوان، ويلتفتون إلى الدماء الزكية التى أراقتها أيديهم الغادرة على مدى العامين الماضيين، من أبناء المصريين جيشًا وشرطة ومدنيين، وأن كل الذى يعنيهم هو دماء إخوانهم الإخوان فى رابعة!
بغض النظر عن كل ما سبق، إلا أنه أمر يسوق إلى غيره، حيث يدفعنا هذا مباشرة إلى سؤال مهم وملح جدًا، بل وعليه يتأسس كل وجود للحزب فى السياسة المصرية بل وفى الحياة العامة فى مصر أصلًا!
والسؤال هو: هل يعتبر حزب النور السلفى جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا أم لا؟!
والحقيقة التى قد تكون صادمة للكثيرين من المصريين، هى أن الحزب السلفى الذى يمارس السياسة، ويشارك فى الانتخابات النيابية الحالية باعتباره من أبناء ٣٠ يونيو ومن المشاركين فى اليوم الأخلد فى تاريخ مصر المعاصر، يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ م، الحقيقة أن الحزب- وعلى المستوى الرسمى ومنذ تم اعتبار جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بل ومن قبل ذلك، ومنذ أن ارتفعت المطالبات باعتبارها كذلك- يرفض هذا الأمر بمنتهى القوة ويعارضه سرًا وعلنًا.
فقد أصدر الحزب منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا العديد من البيانات والتصريحات على لسان الناطقين الرسميين بلسانه، رفضه رفضًا باتًا باعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا محظورًا، وإنما يعتبر الحزب السلفى الإخوان، تيارًا إسلاميًا معتدلًا يمثل الإسلام الوطنى!! ولكنه معارض للنظام ليس إلا!
والحقيقة أنه- ولكون الإنصاف عزيزاً- لا بد من أن نعترف أن موقف الحزب السلفى من عدم اعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا هو الموقف الوحيد الذى يتسق فيه الحزب وقيادته مع أنفسهم، ومع معتقداتهم، إذ أن الواقع يقرر أنه لو حكم الحزب السلفى على الإخوان بكونها إرهابية، لكانوا قد حكموا على أنفسهم بالإرهاب ولا شك، إذ لا فرق بينهم وبين الإخوان من حيث المعتقد، والفكر والمنهاج، فجميعهم يعتقدون نفس المعتقد والفكر والمنهج، والفارق الوحيد فى طريقة تطبيق المعتقد والتعامل مع الواقع ليس إلا!
وهو ما دفع الحزب- وما يزال يدفعه- نحو رفضه لاعتبار الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، بل ومطالبته للرئيس والدولة بمصالحة الإخوان وتعويضهم عن دمائهم التى سالت أثناء فض اعتصام رابعة!!
إلا أنه يبقى اليوم سؤال آخر مهم، لا يقل فى أهميته عن السؤال الفائت، مفاده: هل يعتبر حزب النور السلفى جماعة الإخوان الإرهابية جماعة خائنة للوطن، تعمل لصالح أعدائه وتحقق مصالحهم، وتعمل على تفتيت الوطن وتقسيمه لصالح إسرائيل ومشروعها الخبيث الموسوم بالشرق الأوسط الكبير؟!
والحقيقة والواقع أن الحزب السلفى لا يعتبر الإخوان جماعة خائنة للوطن، إذ إنه- أيضًا- لو حكم عليها بالخيانة لحكم على نفسه بها من باب أولى، إذ إن الحزب السلفى يمارس كل أفعال الخيانة التى تمارسها الجماعة الإرهابية وزيادة، ولقاءاتهم مع أجهزة استخبارات الغرب والشرق أشهر من أن تُنكر، وعملهم من أجل إعادة إثارة الفوضى الخلاقة فى المجتمع المصرى أوضح من أن تُفسر!
والخلاصة : أن حزب النور السلفى الذى لا يرى الإخوان جماعة إرهابية ولا يراها جماعة خائنة للوطن أو عميلة للغرب ومنفذة لمخططاته، إنما يعمل فى مصر منذ ٣/٧/٢٠١٣م على أن يكون الباحة الخلفية والباب الخلفى الذى تعود من خلاله الجماعة الإرهابية لحكم مصر مرة أخرى، وإن ادعى خلاف ذلك وإن سلك كل السبل الممكنة لخداع المصريين حتى لا يكشفوا حقيقته فيفسدوا مخططاته.
اللهم بلغتُ ... اللهم فاشهد