الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

نرصد تربيطات "اللحظات الأخيرة" فى جولة الإعادة.. «أولاد العم» يشعلون الصراع في الفيوم.. و«المال السياسي والرشاوى الانتخابية» أسلحة نواب «الوطنى» في قنا.. و«النور» يتمسك بشعرة الأمل

مع دخول "الصمت الانتخابى"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب: إسلام نصير وسمير عثمان ودينا بهاء وسمارة سلطان وفاطمة جابر وإسلام نبيل وأمل أنور ومصطفى عبدالله

عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات، النتائج النهائية من المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت وقائعها يومى الأحد والإثنين الماضيين، والتي لم ينجح فيها سوى أربعة نواب فقط، من إجمالى المرشحين على المقاعد الفردية، بدأت التربيطات والتحالفات بين المرشحين الحزبيين والمستقلين، في دوائر مختلفة على مستوى الجمهورية للاستعداد لحسم المعترك الانتخابى بجولة الإعادة المزمع إجراؤها يومى ٢٧ و٢٨ من شهر أكتوبر الجارى.

البداية من دائرة العمرانية بالجيزة، والتي تضم ٢٥٧ ألف ناخب، في جولة الإعادة من المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، إذ يتنافس ٤ مرشحين من مدارس سياسية مختلفة، للحصول على مقعدى الدائرة، وذلك في مشهد يغيب فيه مرشحو الإسلام السياسي عن المنافسة.
ويأتى محمد فؤاد، الخبير الاقتصادى، ومرشح حزب الوفد، على المقاعد الفردية، في صدارة المنافسة في الدائرة، إذ حصل على أعلى نسبة أصوات في المرحلة الأولى والتي بلغت ١٥٨١٤ صوتا انتخابيا.
كما يتنافس على مقعد دائرة العمرانية، المهندس إيهاب منصور بسطاوى، مرشح حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والذي حصل على ١٢٣٢٢ صوتا، ليأتى في المرتبة الثانية، بين منافسيه.
ويعتمد منصور في الحشد على الشباب، والحركات الشبابية والثورية، باعتباره من رموز ثورة يناير، وأيضا دعم الأصوات القبطية بالدائرة،
وبدا جليا التحالف بين كل من «فؤاد» مرشح حزب الوفد، و«بسطاوى» مرشح حزب المصرى الديمقراطى، بعد الاتصالات التي جرت بين الدكتور السيد البدوى والدكتور محمد أبوالغار للتحالف بينهما ضد المرشحين المستقلين في جولة الإعادة.
بينما بدأت أسماء الحكيم، أول سيدة تصل إلى جولة الإعادة، والحاصلة على ١٠٣٦٣ صوتا انتخابيا بالمرحلة الأولى، في عقد التحالفات الانتخابية مع منافسيها، والتي سعت فيها للتحالف مع مرشحى حزب الوفد والمصرى الديمقراطى، ولكن محاولاتها باءت بالفشل، لتنجح في التحالف مع اللواء أحمد عبدالباسط، المرشح الرابع في جولة الإعادة.

أما في دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة، والتي تحوى كثافة سكانية كبيرة، وتحتل أكبر الدوائر من حيث عدد المقاعد في البرلمان القادم، وتضم ٥٦٠ ألف ناخب، ولها ٤ مقاعد تنافس عليها في الجولة الأولى ٤٧ مرشحا ١٥ منهم ينتمون لأحزاب «الوفد، والمصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والصرح المصرى الحر، والمحافظين، ومصر الحديثة، والسلام الديمقراطى، والشعب الجمهورى، والتحالف الشعبى»، إضافة إلى ٢٩ مرشحًا مستقلًا، و٣ سيدات، و٣ من الأقباط، إذ أسفرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، عن الإعادة بين ٨ مرشحين منهم ٥ من مرشحى الأحزاب، ويخوض «المصريين الأحرار»، جولة الإعادة بمرشحيه أحمد عيد وأشرف عجيب، ورومانى خليفة مرشح حزب مستقبل وطن، ونشوى الديب مرشحة الحزب الناصرى، و٣ مستقلين هم شادية محمد، وطارق سعيد حسانين، نائب رئيس غرفة الصناعات، وإيهاب الخولى المرشح المستقل، ونائب رئيس حزب المحافظين السابق، بينما يحاول مرشحو المصريين الأحرار، التحالف مع نشوى الديب والتي حصدت أعلى الأصوات في الجولة الأولى ليضمنوا على الأقل مقعدا في الدائرة المخصص لها ٤ في البرلمان المقبل.

وتشير المصادر لـ«البوابة»، إلى رصد ما يزيد على ٣ ملايين جنيه لكل مرشح من مرشحى «المصريين الأحرار» في الإعادة لصعوبة المعركة القادمة، خاصة بعد حصول «عيد وعجيب» على أقل من ١٥٪ من أصوات الناخبين وتناقص فرصهما في الفوز بمقعدين من ضمن الأربعة.
كما كشفت مصادر داخل حزب مستقبل وطن، الذي يرأسه محمد بدران، عن حجم الأموال المقرر صرفها، على جولة الإعادة في الـ ١٤ محافظة، على مرشحى الحزب الذين تعدى عددهم ٤٠ مرشحًا بواقع مليونى جنيه لكل مرشح.
وأكدت المصادر لـ«البوابة»، أن رجال الأعمال الذين يدعمون الحزب، عقدوا اجتماعًا بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، مع رئيس الحزب والقيادات الشبابية، من أجل وضع الخطة المقرر البدء فيها في جولة الإعادة.
صراع الكبار بالجيزة
ومن أبرز الدوائر، التي تشهد جولة الإعادة، صراعًا قويًا فيها، الدائرة الأولى بالجيزة «دائرة الجيزة»، والتي لم ينجح فيها أي مرشح في الجولة الأولى، ومن المتوقع أن تشهد منافسة كبيرة بين ٤ مرشحين على مقعدين.
وتزداد المنافسة، بعد دخول ٤ مرشحين أقوياء لسباق الإعادة، وحصولهم على نسب متقاربة، وهم محمد بدوى دسوقى الذي حصل على ١٧٦٦٤ صوتًا، فيما حصل منتصر رياض على ١٣٣٩٢ صوتًا، بينما حصل بدر محروس مرشح المصريين الأحرار على ٨٠١٣ صوتًا، كما حصل البرلمانى السابق محمود عز العرب السقا على ٤٥٠٠ صوت، من إجمالى الأصوات الصحيحة التي بلغت ٣٩.٢٦٥ صوت، من إجمالى من لهم الحق في التصويت والبالغ عددهم ٢٣٥.٥٨٥.
ويسعى بدر شعراوى، إلى التنسيق مع المرشح الأوفر حظًا، والأكبر في عدد الأصوات، محمد بدوى دسوقى، الذي يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، وذلك في مقابل، أن يقوم محروس، ممثلًا لحزب المصريين الأحرار، إلى دعم بدوى ماديًا، في دعاية جولة الإعادة، آملًا أن يحصل على نسبة الأصوات التي تؤيد دسوقى.

كما تشهد دائرة الطالبية، الإعادة على مقعدين يتنافس عليهما ٤ مرشحين، ويتنافس فيها محمد على عبدالحميد السيد وحصل على ١٣.٢٧٤ صوت، وهو المرشح الذي يخوض الانتخابات للمرة الثانية، عقب خروجه من جولة الإعادة في انتخابات ٢٠١١، فيما حصل المرشح أحمد سميح جلال الدين، على ٦.٨١٦ صوت، كما حصل علاء الدين رأفت شلتوت على ١٩.٦٩٪، وهو ابن عائلة الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، والتي تملك روابط عائلية وشعبية قوية بالدائرة، وأيضًا حصل حسين محمد على شحاتة على ٥.٥٦٤ صوت، لتبدأ جولة الإعادة وسط تكتلات قوية، يسعى كل من المرشحين، إلى استقطاب المرشح الأوفر حظًا.
ومن المرشحين الذين قاموا بتربيطات بينهم، المرشح الحاصل على العدد الأكبر في الأصوات، وهو محمد على، وعلاء الدين شلتوت، إذ يتمتع شلتوت بقبول بين العائلات الكبرى، في الوقت الذي يتمتع فيه على بتأييد من أهالي وعائلات الصعيد بمنطقة الطالبية.

أما دائرة ٦ أكتوبر فتشهد أيضًا، صراعا من نوع خاص، بعد دخول مرشح المصريين الأحرار، أيمن أبوالعلا، وياسر القاضى النائب السابق لجولة الإعادة، ينافسهما فيها أحمد سمير ورجب بدوى.
والاتجاه الغالب لدى أبوالعلا والقاضى، هو التنسيق للحصول على مقعدى الدائرة، من المرشحين الأضعف وهما سمير وبدوى، وهو ما كشفت عنه العديد من تحركات القاضى وأبوالعلا بالدائرة، ومطالبتهما الناخبين بالتصويت لهما، خلال جولة الإعادة.

أسفرت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في قنا، عن إجراء جولة الإعادة بين ٣٠ مرشحًا في ٧ دوائر انتخابية بالمحافظة، وسط العديد من المشاحنات والتربيطات بين المرشحين لحسم الصراع على حصد مقاعد البرلمان، ففى دائرة نجع حمادى، شمال قنا والتي يخوض فيها جولة الإعادة كل من «خالد خلف الله، ومحمد عبدالعزيز الغول، وفتحى قنديل، وصلاح سليم، والسيد المنوفى، وأحمد تقى».
جرت التربيطات بين المرشحين في جولة الإعادة بالدائرة، بين اللواء خالد خلف الله، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، وفتحى قنديل، البرلمانى السابق عن الحزب الوطنى، وكلاهما يمثلان أحد كبار قبيلة الهوارة، فيما يظهر من بعيد المرشح محمد عبدالعزيز الغول نجل شقيق البرلمانى الراحل عبدالرحيم الغول، الذي يسعى للتحالف معهما خلال جولة الإعادة، بعد ظهورهم في أكثر من مناسبة متكاتفين خلال الفترة الماضية داخل الدائرة،
وفى الدائرة نفسها، يعقد المرشح صلاح سليم تحالفًا مع المرشح السيد المنوفى، أحد كبار قبيلة «العرب» فيما يغرد المرشح أحمد تقى بشكل منفرد بجولة الإعادة بالدائرة، مرشح حملة «الشباب يقدر»، بعيدًا عن أي تحالفات انتخابية حتى الآن.
على الجانب الآخر، تشهد دائرة دشنا، بمحافظة قنا، صراعًا قويًا بين المرشحين، الذين يخوضون جولة الإعادة، والمتمثلون في حسين فايز، البرلمانى السابق، ومرشح حزب مستقبل وطن، الذي حصل على أعلى الأصوات بالدائرة ١٧٠١٣ صوتا، وينافسه محمد كمال موسى، المرشح المستقل، الذي حصل على ١٠٧٧١ صوتا، ومرشح المصريين الأحرار، اللواء سيف الله نصر الدين، وحصل على ٩٠٨٣ صوتا، وأخيرًا مرشح حزب النور محمد جاب الله، الذي استطاع دخول المنافسة بالدائرة السابعة بقنا، بإجمالى أصوات ٩٧٢٩.
وتشتد المنافسة بالدائرة، خاصة بعد خروج أحد المرشحين لجولة الإعادة، من الجولة الأولى، وهو أحمد مختار، أحد المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ، ولكنه حتى بعد خروجه من ماراثون الانتخابات، يدعم بشكل كامل المرشح للإعادة حسين فايز، مرشح مستقبل وطن، فيما يسعى مرشح المصريين الأحرار اللواء سيف الله نصر الدين، إلى الدخول في تحالف مع فايز، وذلك عن طريق قادة الحزب، بحيث يتم إقناع فايز، من قِبل محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، بالتحالف مع مرشح حزب ساويرس، وهو الأمر الذي قد لا يلقى قبولا لدى قطاع كبير من أبناء الدائرة المؤيدين لفايز، وهو الذي يعتبره البعض، الرجل الأفضل بالدائرة.
أما مرشح حزب النور، فيقوم بالتواصل مع العائلات، من أجل الحصول على نسبة تصويتية أكبر من تلك التي حصل عليها في الجولة الأولى، فضلًا عن قيامه بالتواصل مع قادة ومشايخ السلفية، من أجل دعمه عن طريق شباب السلفيين، وأئمة المساجد التابعين لهم بمحافظة قنا، وذلك عن طريق حشدهم للتصويت للمرشح.

في محافظة الفيوم، وفور إعلان نتائج الجولة الأولى للانتخابات، ودخول جميع دوائر المحافظة في جولة الإعادة، أعلن جميع المتنافسين حالة الطوارئ استعدادا لجولة الحسم، إذ بدأت التربيطات في محاولة من مرشحى الإعادة للحصول على أصوات من الخاسرين في الجولة الأولى.
وتعتبر دائرة مركز إبشواى، من أشرس دوائر الفيوم خلال جولة الإعادة، وذلك بعد دخول ٦ مرشحين لجولة الإعادة للفوز بـ٣ مقاعد، وزاد من اشتعال الصراع وصول أبناء العم يوسف الشاذلى والحسين مصطفى محمد تلك الجولة ومن المعروف أنهما غير متحالفين، وكان دخول الحسين مصطفى للانتخابات نكاية في ابن عمه وصهره يوسف الشاذلى الذي صمم على خوض الانتخابات بدلا من شقيقه على الشاذلى الذي اختارته العائلة فتم الدفع بالحسين مصطفى لمنافسته لتكون المفاجأة دخول الإثنين مرحلة الإعادة.
ويحاول المرشحان عمل تحالفات انتخابية مع المرشح الأوفر حظًا لحسم أحد المقاعد الثلاثة ربيع أبولطيعة الذي حصل على أعلى الأصوات في المرحلة الأولى، يليه محمد طه الخولى ابن قرية النصارية ثم المرشح المستقل علاء العمدة يليه مرشح حزب «الوفد» الدكتور صابر عطا.
أما في دائرة مركز الفيوم، التي يتنافس فيها ٤ مرشحين في جولة الإعادة للتنافس على مقعدين، فظهر المال السياسي والرشاوى الانتخابية بقوة، إذ بدأ كل مرشح من الأربعة حشد المواطنين للتصويت لصالحه عن طريق تقديم الهدايا والأموال فضلا عن الوعود التي أطلقها كل مرشح في حال نجاحه. وفى دائرة بندر الفيوم، بدأ أحد المرشحين الأربعة الذين دخلوا جولة الإعادة والذي يخوض الانتخابات لأول مرة في طبع اسمه ورمزه الانتخابى على أوراق مالية من فئة الـ١٠٠ والـ٢٠٠ جنيه، وتوزيعها على بعض أهالي الدائرة خصوصًا في الأماكن والمناطق الشعبية الفقيرة، وهو ما تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى بتدشين «هاشتاج» بعنوان «نحن لسنا للبيع».