الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أحمد عبدالجواد: الصوفي ليس مشعوذًا ولا مجذوبًا وإنما متوكل ومتأمل

الشاعر أحمد عبد الجواد
الشاعر أحمد عبد الجواد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت عنوان "الصوفى دجالًا"، أقام الباحث والشاعر أحمد عبدالجواد ندوة حول الأشخاص الدجالين والذين يتمسحون في القدرة الدينية.
وتناول "عبدالجواد" الأمر من ناحية السحر، فالسحر في اللغة هو عمل أي شىء خارق للطبيعة، ونحن مجتمع بطبيعته يؤمن بالغيبيات فنحن شعب مقتنع مثلا أن ضرب القطط والكلاب ليلًا لا يجوز، وأن وضع مقص تحت الوسادة يمنع الكوابيس، وكذلك وجود كف يوضع على رأس الطفل يمنع عنه الحول إضافة إلى أشياء تراثية كالكف والعروس التي يتم خرقها وحرقها لمنع الحسد فمن هنا ظهر المشعوذون والدجالون وكثرت وقائعهم.
وعن علاقة التصوف بالسحر، قال: "علينا أولًا أن نقتنع أن بعض الأشخاص ليسوا بصوفيين هم مجرد دجالين ولكى يقنعوا من حولهم لا بد من استعمال السحر لإقناع المريدين، وعند وجود خرق لأحد قوانين الطبيعة فيكون من الله عز وجل فتكون إما لنبى فتكون معجزة وإما لولى فتكون كرامة وتوجد قصص مشهورة لذلك حدثت أيضًا للصحابة منهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وحدث هذا لعمر بن الخطاب لأن عمر كان يؤمن أن كل ما يحدث في الكون بقدر الله.
وعن أشهر الكرامات عند الصوفية هي المشى على الماء والطيران في الهواء ومعرفة موعد الموت وغيرها وعلينا أن نسأل هل هذه الأشياء حدثت بالفعل أم لا؟ فالأصل أن الكثير منها قد حدث والأمر مرتبط بقوة الإيمان وليس بالشخص ذاته، فتوجد قصص مشهورة عند بعض الصوفيين أنهم يكونوا على علم بموعد موتهم منهم الحسن الشاذلى أو سيدنا أبى بكر الصديق أو سيدنا عمر بن الخطاب.
والمعيار لمعرفة الشخص هل هو دجال أم من الأولياء هو عرض أمره على الكتاب والسنة فإذا اتفق الأمر مع الكتاب والسنة كان وليًّا وإن لم يكن فيكون من أولياء الشيطان، مثل من مشوا على النهر سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه في معركه القادسية وكلنا نعرف سيدنا الخضر بمعجزاته الكثيرة.
وأما عن الدراويش، فقال أحمد عبدالجواد، إن الدراويش هم من اخترعوا فكرة التكية، والدرويش في الصوفية هو السالك إلى الله.
ولكن في الإعلام ظهر الدرويش شخصًا يظهر بثياب ممزقة أو شخصًا يعانى مس من الجنون أو لديه مشكلة في الكلام، ولكن توجد أفلام تكلمت بشكل جيد عن الدراويش مثل فيلم بابا عزيز وهو فيلم تونسى وكذلك مسلسل الخواجة عبد القادر.
وتحدث "عبدالجواد" عن علم الأرقام، فقال إن الحروف الأبجدية أمام كل حرف منها رقم وأنه عند تجميع الحروف بما يقابلها من أرقام توضع الأرقام بشكل معين داخل المربعات فيظهر بعد التجميع من يقولون إنه من الممكن عند تجميع حروف الاسم يعرف الطالع الخاص بك، وهذا أمر غير صحيح لكن يوجد ما يسمى بالاستبصار وهو يحدث للأنبياء، والكرامة تأتى للأولياء بغرض تثبيته وأن الولى لا يفعل شيئًا إلا ويرى الله فيه.
ومعنى الصوفية أن يكون عين مراد العبد هو عين مراد الله، فالصوفى ليس هو المشعوذ ولا هو الدجال ولا هو المجذوب، ولكنه هو من يرى الله في كل شىء وهو المحسن لكل خلق الله والمتأمل دائما والودود وهو المتوكل دومًا على الله عز وجل وهو الذي يستطيع أن يقرأ الأشياء والذي يعلم أن لا حقيقة بدون شريعة وهو المتدبر للقرآن الكريم.