لأننا ولأول مرة ننتخب نواب الشعب، ونعرف أن لصوتنا قيمة، ونثق فى أن الحكومة لن تتدخل لا بالتزوير ولا بإعلان النتائج التى تريدها، ولأننا لأول مرة نمارس الحرية فوجب أن نلاحظ الآتي:
جميع برامج التوك شو التى أتت بمرشحين أو بأحزاب وعلى الجانب الآخر معارضين لهذه الأحزاب أو هؤلاء المرشحين، فقد اكتشفنا أن الجميع يتكلم فى نفس الوقت والجميع ينفعل والجميع لا يقدم الحجج العقلية التى تعين المشاهد على فهم الحقيقة، ومهما فعل مقدم أو مقدمة البرنامج أو حاول السيطرة على الموقف، لا يفلح خاصة إذا كانت هناك مداخلة تليفونية تتهم ضيوف الحلقة أو بعضهم فلا نسمع المداخلة ولا المعارضين ولا من يمثل الحزب، وتكون الحلقة عبئًا على أسماعنا وعقلنا وفى العادة أنتقل إلى محطة أخرى أو إلى فيلم أو أغنية لأريح عقلى وأذني من هذا الضجيج الإعلامى والذى أصبحت السوق أقل ضوضاء منه وأكثر تفاهما بين الناس.
وإذا اردت رأيي المتواضع فالبيت يسبق المدرسة فى إرساء قواعد المناقشة فإذا كان الأب هادئ الطبع، ويتحدث مع الأم بصوت منخفض وهى تبادله الرأى بنفس الصوت الخفيض، وإذا علا صوت أحد الأبناء بالاحتجاج أو الرفض أو المناقشة، وبادر الأهل بتنبيهه بخفض صوته لكان حالنا أحسن كثيرا، وأزعم أنى أسمع كل مكالمات جيرانى لأنهم لا يثقون أن صوتهم سيبلغ الطرف الآخر (من فى سنى ولدوا وتربوا وقت أن كان التليفون يحتاج إلى الصراخ فى السماعة حتى يبلغ صوتك إلى الطرف الآخر) أزعم أيضا أن الأهل لا ينبهون أطفالهم وشبابهم إلى عدم الحديث من الشارع إلا الأدوار العليا، لأن هذا أحد أضلاع مثلث التلوث.
أما فى المدرسة فالموضوع أشد، فهناك الهورن الذى يذيع الأغانى أو تعليمات الناظر والتلاميذ يتحدثون بصوت عالٍ، أما فى الفصل فحاول أن تدخل بين الحصص بل وفى الحصص لا أحد يسمع الآخر، والكل يتحدث فى نفس الوقت والمدرس يقول بس بلاش كلام واللي هيتكلم هاطلعه بره بصفة مستمرة يذكرنى بالحلاق الذى يقص بالمقص عشر مرات فى الهواء ومرة فى الشعر.
ولأننا ولأول مرة نتطلع إلى برلمان «تشريعى ورقابى»، ولم نتعود أن نفحص بدقة برامج المرشحين، ولأن البرلمان القادم لن يكون خدميًا بالطريقة السابقة، ولأن النائب يعلم جيدا أنه إذا لم يعمل بجد لإصلاح البلد وبناء مستقبله لن يعاد انتخابه فى المرات القادمة، خاصة أن الإنترنت بكل وسائل الاتصالات الاجتماعية سيف مسلط على هذا البرلمان، فالتويتات قد أدت إلى القبض على وزير، ولأول مرة أيضا الفيس بوك والشير سيؤدى إلى رأى عام ضاغط على النائب أيضا سيفضح ما يقوم به النائب من تجاوزات إذا جرؤ عليها.
ونحن كشعب نشكر التقدم العلمى والتكنولوجى الذى يمكننا من متابعة الأنباء على التليفون المحمول فى نفس الوقت الذى يحدث فيه النبأ، وإذا تمت تلفزة جلسة مجلس الشعب، فعلى الأقل نسبة كبيرة من المواطنين ستعلم بوقائع الجلسة، ومن كان له ملحوظات قيمة على مشاريع القوانين ومن أهدر الوقت، ومن لم يتحدث ولم يبال أيضا من حاسب، وهل كان الحساب لمصلحة الشعب أم لمصلحة شخصية؟.
وأخيرا أيها النائب المحترم والنائبة المحترمة الذين شرفهم شعب مصر بالحديث نيابة عنه، لا أحسدك على ما أنت فيه، فالمهمة شاقة والمطلوب كثير وسقف التوقعات عالٍ، فضع عزيزى النائب وعزيزتى النائبة نصب عينيك أن هذا المركز لأول مرة بلا تزوير ولا وصاية من أحد، ولكن تحت سيف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى لن ترحمك ولن ترحم رجال الأعمال الذين قد يوحون لك بمشاريع قوانين فيها أدنى ضرر للمجتمع وأنصحك من الآن أن تسمع أغنية «أول مرة تحب يا قلبى».
جميع برامج التوك شو التى أتت بمرشحين أو بأحزاب وعلى الجانب الآخر معارضين لهذه الأحزاب أو هؤلاء المرشحين، فقد اكتشفنا أن الجميع يتكلم فى نفس الوقت والجميع ينفعل والجميع لا يقدم الحجج العقلية التى تعين المشاهد على فهم الحقيقة، ومهما فعل مقدم أو مقدمة البرنامج أو حاول السيطرة على الموقف، لا يفلح خاصة إذا كانت هناك مداخلة تليفونية تتهم ضيوف الحلقة أو بعضهم فلا نسمع المداخلة ولا المعارضين ولا من يمثل الحزب، وتكون الحلقة عبئًا على أسماعنا وعقلنا وفى العادة أنتقل إلى محطة أخرى أو إلى فيلم أو أغنية لأريح عقلى وأذني من هذا الضجيج الإعلامى والذى أصبحت السوق أقل ضوضاء منه وأكثر تفاهما بين الناس.
وإذا اردت رأيي المتواضع فالبيت يسبق المدرسة فى إرساء قواعد المناقشة فإذا كان الأب هادئ الطبع، ويتحدث مع الأم بصوت منخفض وهى تبادله الرأى بنفس الصوت الخفيض، وإذا علا صوت أحد الأبناء بالاحتجاج أو الرفض أو المناقشة، وبادر الأهل بتنبيهه بخفض صوته لكان حالنا أحسن كثيرا، وأزعم أنى أسمع كل مكالمات جيرانى لأنهم لا يثقون أن صوتهم سيبلغ الطرف الآخر (من فى سنى ولدوا وتربوا وقت أن كان التليفون يحتاج إلى الصراخ فى السماعة حتى يبلغ صوتك إلى الطرف الآخر) أزعم أيضا أن الأهل لا ينبهون أطفالهم وشبابهم إلى عدم الحديث من الشارع إلا الأدوار العليا، لأن هذا أحد أضلاع مثلث التلوث.
أما فى المدرسة فالموضوع أشد، فهناك الهورن الذى يذيع الأغانى أو تعليمات الناظر والتلاميذ يتحدثون بصوت عالٍ، أما فى الفصل فحاول أن تدخل بين الحصص بل وفى الحصص لا أحد يسمع الآخر، والكل يتحدث فى نفس الوقت والمدرس يقول بس بلاش كلام واللي هيتكلم هاطلعه بره بصفة مستمرة يذكرنى بالحلاق الذى يقص بالمقص عشر مرات فى الهواء ومرة فى الشعر.
ولأننا ولأول مرة نتطلع إلى برلمان «تشريعى ورقابى»، ولم نتعود أن نفحص بدقة برامج المرشحين، ولأن البرلمان القادم لن يكون خدميًا بالطريقة السابقة، ولأن النائب يعلم جيدا أنه إذا لم يعمل بجد لإصلاح البلد وبناء مستقبله لن يعاد انتخابه فى المرات القادمة، خاصة أن الإنترنت بكل وسائل الاتصالات الاجتماعية سيف مسلط على هذا البرلمان، فالتويتات قد أدت إلى القبض على وزير، ولأول مرة أيضا الفيس بوك والشير سيؤدى إلى رأى عام ضاغط على النائب أيضا سيفضح ما يقوم به النائب من تجاوزات إذا جرؤ عليها.
ونحن كشعب نشكر التقدم العلمى والتكنولوجى الذى يمكننا من متابعة الأنباء على التليفون المحمول فى نفس الوقت الذى يحدث فيه النبأ، وإذا تمت تلفزة جلسة مجلس الشعب، فعلى الأقل نسبة كبيرة من المواطنين ستعلم بوقائع الجلسة، ومن كان له ملحوظات قيمة على مشاريع القوانين ومن أهدر الوقت، ومن لم يتحدث ولم يبال أيضا من حاسب، وهل كان الحساب لمصلحة الشعب أم لمصلحة شخصية؟.
وأخيرا أيها النائب المحترم والنائبة المحترمة الذين شرفهم شعب مصر بالحديث نيابة عنه، لا أحسدك على ما أنت فيه، فالمهمة شاقة والمطلوب كثير وسقف التوقعات عالٍ، فضع عزيزى النائب وعزيزتى النائبة نصب عينيك أن هذا المركز لأول مرة بلا تزوير ولا وصاية من أحد، ولكن تحت سيف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى لن ترحمك ولن ترحم رجال الأعمال الذين قد يوحون لك بمشاريع قوانين فيها أدنى ضرر للمجتمع وأنصحك من الآن أن تسمع أغنية «أول مرة تحب يا قلبى».