تمارس جماعة الإخوان نوعا جديد من تناقضاتها بعد إعلانها عن تدشين حملة اسمتها "أوقفوا الإعدامات في مصر". واستغلت الجماعة اليوم العالمي لإلغاء عقوبة الإعدام، والذي وافق أمس السبت، للتنديد بما اعتبرته توجهات رسمية بإعدام أعداد كبيرة من أنصار الإخوان. وأوضحت أن الحملة ستستمر حتى خمسة أيام قادمة. وطالبت الجماعة من خلال بيان لها إلى تدشين المؤتمرات حول الأوضاع في مصر في العواصم العالمية، والمشاركة في حملات إلكترونية بأكثر من لغة حتى توصل صوتها، علاوة على تنظيم وقفات أمام الهيئات والسفارات المعنية في كل دول العالم، لمناشدة المجتمع الدولي بالضغط على مصر.
ودعت الحملة كل المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني، والنشطاء الحقوقيون، والرموز السياسية، بالإضافة لرموز حزبية وطلابية بالمشاركة على أن تكون الحملة على كل المستويات الهيكلية بالجماعة.
وتثير الحملة موجة من التساؤلات حول مدى قناعة جماعة الإخوان بمطلب إلغاء عقوبة الإعدام التي تحيي يومه، حيث اتفق خبراء ورجال دين على إن الجماعة تستغل اليوم من أجل التقليب على النظام، في حين أن أفكارها جميعها لا تتفق مع المطلب بل هي تعارضه أصلًا.
وقال طارق البشبيشي، القيادي بجماعة الإخوان السابق، إن الفكر الإخواني لم يصل لدرجة المطالبة بإلغاء الإعدام، مشيرًا إلى أن الجماعة تتبني الرأي الشرعي الرامي إلى رفض إلغاء العقوبة.
وأوضح إن الإخوان يحاولون من خلال الحملة إلى ممارسة طريقتها في الإزدواجية، حيث استغلال اليوم فقط من أجل مطالبهم حتى لو لم يكونوا على قناعة به.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها جماعة الإخوان بالازدواجية، مشيرًا إلى أن الحملة لن يكون لها تأثير داخليًا أو خارجيًا.
وشدد على إن كل ما تقوم بها الجماعة الآن من تحركات هدفه حفظ ماء وجهها، مستبعدًا أن يكون لها أي تأثير على النظام في مصر.
ولفت إلى أن الازدواجية التي تمارسها الجماعة تؤدي إلى فقد ما تبقى لها من شعبية، حيث سيفكر الإخوان كيف تحيي يوم المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام في حين أن الجماعة لا تفوت مناسبة وهي تتحدث عن دفاعها عن الإسلام.
من جانبه قال الشيخ سيد عبود، وكيل وزير الأوقاف، لـ"البوابة نيوز" إن كل رجل دين يعرف أن فكر الإخوان أبعد ما يكون عن إلغاء عقوبة الإعدام. وقال إن الجماعة بهذا الأمر تدخل في باب الكذب وادعاء مواقف ليست لها.
وشدد على إن هذا يضمن فشل حملتها، مشيرًا إلى أن ما بني على باطل فهو باطل.
