لم يكن بيان النفاق الذى أصدره حزب النور السلفى منذ أيام يهنئ من خلاله المصريين بذكرى انتصار أكتوبر المجيدة غريبًا، لكونه فقط يتناقض تناقضًا تامًا مع اعتقاد حزب النور ومن قبله أُمه وحاضنته الفكرية: تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية، وأنهما يعتقدان أن نصر أكتوبر المجيد كان نكسة وهزيمة ساحقة لهما ولكل التيارات الدينية، لكونه نكسة وهزيمة للمعسكر الذى ينتميان إليه وللخندق الذى يتخندقان فيه دائمًا.
كما أن اعتقاد أنصارهم الثابت أن معركة السادس من أكتوبر المجيدة لم تكن حربًا مقدسة، انتصر فيها أهل الحق على أهل الباطل، واستعاد فيها جيشنا المجاهد كرامتنا السليبة ولملم جراحنا النازفة، واسترد لنا أرضنا المسلوبة، وإنما اعتقادهم أنها حرب فوضوية، حارب فيها جيش طاغوتى مرتد كافر -ويعنون به جيش مصر العظيم «كبرت كلمة تخرج من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر»- جيشًا آخر ولكنه جيش كتابى من جيوش أهل الكتاب، وأن هذا الجيش الكتابى (جيش اليهود الإرهابي) أقرب إليهم من الجيش المرتد الطاغوتى الكافر!!
وبناءً عليه فهم يدعمون الجيش الأقرب إليهم (جيش اليهود) ويتمنون انتصاره على جيش مصر!
ولذلك حزنوا لانتصار جيش مصر فى حرب أكتوبر المجيدة، كما فرحوا من قبل لانتصاره فى يونيو من عام ١٩٦٧م.
ولذلك لم يشارك أحد من الجماعات الدينية جميعها (بما فيها الدعوة السلفية بالإسكندرية) مختارًا فى حرب أكتوبر المجيدة، ومن اشترك منهم مرغمًا، كأن يكون ضابطًا أو مجندًا وشارك على رغم أنفه، فإنه بعد عودته تقام له محكمة شرعية! ويعاقب على مشاركته فى الحرب بأشد أنواع العقاب!
لكن الحقيقة الثابتة أن كل ما مضى ليس هو الغريب فقط فى بيان حزب النور بتهنئة المصريين بذكرى النصر، والذى يعد الأول من نوعه بين التيارات الدينية، لأنهم يعتبرونه هزيمة لهم وللمعسكر الذى ينتمون إليه، فكيف يهنئون به، ولكن الأغرب من ذلك كله أن الدعوة السلفية التى انبثق منها حزب النور السلفى ليكون ذراعها السياسية، كانت على علم مسبق بكامل تفاصيل خطة اغتيال الرئيس الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات –رحمه الله- عقابًا له على الانتصار على اليهود، فكيف يهنئون المصريين بانتصاره عليهم؟!
بل نرى أنها –أى الدعوة السلفية بالإسكندرية- قد شاركت فى اغتياله، على أساس أنه: من علم ولم يبلغ فهو شريك فى الجريمة، فكيف بمن رضى وتابع؟!
وأصل القصة، أن محمد عبد السلام فرج، وهو واضع خطة اغتيال الرئيس السادات والمشرف على تنفيذها أراد أن يُعلم كل التيارات والتنظيمات الإسلامية الموجودة على الساحة حينئذ بتفاصيل خطته لاغتيال الرئيس ومن ثم الانقلاب العسكرى على الحكم، وقام بدعوة كل التيارات الدينية، وتم تنظيم مؤتمر كبير فى محافظة بنى سويف حمل عنوان حول مكافحة التطرف والإرهاب!!
وما كان هذا العنوان إلا نوعًا من التمويه والخداع لتوفير الغطاء اللازم لتنظيم الاجتماع السرى الذى حضره قادة من كل التنظيمات الدينية، وكانت الدعوة السلفية بالإسكندرية ممثلة بأعلى رأس فيها آنذاك وهو الدكتور: محمد إسماعيل المقدم! الذى استمع كغيره من القادة الحضور لتفاصيل خطة اغتيال السادات عقابًا له على الانتصار على اليهود، ثم الانقلاب العسكرى والسيطرة على الحكم فى مصر بدءًا من محافظة أسيوط فى صعيد مصر، ولم يمانع المقدم من ذلك أو يعترض عليه أو يعتبره أمرًا خارجًا عن الدين أو محرمًا فى الشريعة، أو سفكًا للدم الحرام بغير حله، وإنما اشترط لمشاركتهم فيه عمليًا انتظاره ليحصل على فتوى رسمية من مشايخ السعودية، وهو ما لم يكن يعنى عبد السلام فرج أو يهتم به، فلم ينتظر فتوى مشايخ السعودية فى ذلك!
أو بمعنى آخر أكثر وضوحًا لو أن عبد السلام فرج انتظر الدعوة السلفية ممثلة فى محمد إسماعيل المقدم حتى يستصدر فتوى رسمية تجيز اغتيال السادات –رحمه الله- لكانت الدعوة السلفية بالإسكندرية شاركت عمليًا فى اغتيال السادات كما وافقت نظريًا، وأقرت خطة اغتياله ولم تعترض عليها!!
ومع ذلك، فإن عدم مشاركتهم عمليًا لا يعنى براءتهم من دم الرئيس السادات –رحمه الله- إذ إنهم علموا بخطة اغتياله قبلها بمدة كبيرة، ومع ذلك لم يبلغوا عمن يعتزمون اغتياله، بل على العكس باركوا ذلك ورحبوا به وتمنوا نجاحه، وإذا كان الساكت عن الحق شيطانا أخرس، فإن الساكت عن الباطل والراضى به شيطان فاجر!
وهو ما يعنى أن قادة الدعوة السلفية بالإسكندرية، ومن ثم قادة حزب النور السلفى لا تزال أيديهم إلى الآن ملطخة بدم الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات!
كان السلفيون فى الإسكندرية يعلمون بخطة وطريقة ووقت وتفاصيل اغتيال الرئيس الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات –رحمه الله- وكانوا ينتظرون نجاح الخطة باغتيال الرئيس والقفز على كرسى الحكم ليعلنوا دعمهم لقتلته ومباركتهم له، ومن ثم يطالبون بنصيبهم فى السلطة لأنهم كانوا شركاء المعركة!
وهو ما يجعلنا لا نفهم بيانهم فى تهنئة المصريين بنصر أكتوبر المجيد بقيادة البطل الشهيد –نحسبه- أنور السادات، إلا فى إطار النفاق والخداع والغش، ولا يجعلنا ننظر إليهم إلا على أساس كونهم مجموعة من المنافقين والأفاقين والانتهازيين، الذين لا يستحقون سوى الطرد والإبعاد والإقصاء والنفى من مجتمع يناضل لبناء بلاده على أساس نظيف وشريف وقوى.
اللهم بلغتُ... اللهم اشهدْ.
كما أن اعتقاد أنصارهم الثابت أن معركة السادس من أكتوبر المجيدة لم تكن حربًا مقدسة، انتصر فيها أهل الحق على أهل الباطل، واستعاد فيها جيشنا المجاهد كرامتنا السليبة ولملم جراحنا النازفة، واسترد لنا أرضنا المسلوبة، وإنما اعتقادهم أنها حرب فوضوية، حارب فيها جيش طاغوتى مرتد كافر -ويعنون به جيش مصر العظيم «كبرت كلمة تخرج من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر»- جيشًا آخر ولكنه جيش كتابى من جيوش أهل الكتاب، وأن هذا الجيش الكتابى (جيش اليهود الإرهابي) أقرب إليهم من الجيش المرتد الطاغوتى الكافر!!
وبناءً عليه فهم يدعمون الجيش الأقرب إليهم (جيش اليهود) ويتمنون انتصاره على جيش مصر!
ولذلك حزنوا لانتصار جيش مصر فى حرب أكتوبر المجيدة، كما فرحوا من قبل لانتصاره فى يونيو من عام ١٩٦٧م.
ولذلك لم يشارك أحد من الجماعات الدينية جميعها (بما فيها الدعوة السلفية بالإسكندرية) مختارًا فى حرب أكتوبر المجيدة، ومن اشترك منهم مرغمًا، كأن يكون ضابطًا أو مجندًا وشارك على رغم أنفه، فإنه بعد عودته تقام له محكمة شرعية! ويعاقب على مشاركته فى الحرب بأشد أنواع العقاب!
لكن الحقيقة الثابتة أن كل ما مضى ليس هو الغريب فقط فى بيان حزب النور بتهنئة المصريين بذكرى النصر، والذى يعد الأول من نوعه بين التيارات الدينية، لأنهم يعتبرونه هزيمة لهم وللمعسكر الذى ينتمون إليه، فكيف يهنئون به، ولكن الأغرب من ذلك كله أن الدعوة السلفية التى انبثق منها حزب النور السلفى ليكون ذراعها السياسية، كانت على علم مسبق بكامل تفاصيل خطة اغتيال الرئيس الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات –رحمه الله- عقابًا له على الانتصار على اليهود، فكيف يهنئون المصريين بانتصاره عليهم؟!
بل نرى أنها –أى الدعوة السلفية بالإسكندرية- قد شاركت فى اغتياله، على أساس أنه: من علم ولم يبلغ فهو شريك فى الجريمة، فكيف بمن رضى وتابع؟!
وأصل القصة، أن محمد عبد السلام فرج، وهو واضع خطة اغتيال الرئيس السادات والمشرف على تنفيذها أراد أن يُعلم كل التيارات والتنظيمات الإسلامية الموجودة على الساحة حينئذ بتفاصيل خطته لاغتيال الرئيس ومن ثم الانقلاب العسكرى على الحكم، وقام بدعوة كل التيارات الدينية، وتم تنظيم مؤتمر كبير فى محافظة بنى سويف حمل عنوان حول مكافحة التطرف والإرهاب!!
وما كان هذا العنوان إلا نوعًا من التمويه والخداع لتوفير الغطاء اللازم لتنظيم الاجتماع السرى الذى حضره قادة من كل التنظيمات الدينية، وكانت الدعوة السلفية بالإسكندرية ممثلة بأعلى رأس فيها آنذاك وهو الدكتور: محمد إسماعيل المقدم! الذى استمع كغيره من القادة الحضور لتفاصيل خطة اغتيال السادات عقابًا له على الانتصار على اليهود، ثم الانقلاب العسكرى والسيطرة على الحكم فى مصر بدءًا من محافظة أسيوط فى صعيد مصر، ولم يمانع المقدم من ذلك أو يعترض عليه أو يعتبره أمرًا خارجًا عن الدين أو محرمًا فى الشريعة، أو سفكًا للدم الحرام بغير حله، وإنما اشترط لمشاركتهم فيه عمليًا انتظاره ليحصل على فتوى رسمية من مشايخ السعودية، وهو ما لم يكن يعنى عبد السلام فرج أو يهتم به، فلم ينتظر فتوى مشايخ السعودية فى ذلك!
أو بمعنى آخر أكثر وضوحًا لو أن عبد السلام فرج انتظر الدعوة السلفية ممثلة فى محمد إسماعيل المقدم حتى يستصدر فتوى رسمية تجيز اغتيال السادات –رحمه الله- لكانت الدعوة السلفية بالإسكندرية شاركت عمليًا فى اغتيال السادات كما وافقت نظريًا، وأقرت خطة اغتياله ولم تعترض عليها!!
ومع ذلك، فإن عدم مشاركتهم عمليًا لا يعنى براءتهم من دم الرئيس السادات –رحمه الله- إذ إنهم علموا بخطة اغتياله قبلها بمدة كبيرة، ومع ذلك لم يبلغوا عمن يعتزمون اغتياله، بل على العكس باركوا ذلك ورحبوا به وتمنوا نجاحه، وإذا كان الساكت عن الحق شيطانا أخرس، فإن الساكت عن الباطل والراضى به شيطان فاجر!
وهو ما يعنى أن قادة الدعوة السلفية بالإسكندرية، ومن ثم قادة حزب النور السلفى لا تزال أيديهم إلى الآن ملطخة بدم الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات!
كان السلفيون فى الإسكندرية يعلمون بخطة وطريقة ووقت وتفاصيل اغتيال الرئيس الشهيد –نحسبه- محمد أنور السادات –رحمه الله- وكانوا ينتظرون نجاح الخطة باغتيال الرئيس والقفز على كرسى الحكم ليعلنوا دعمهم لقتلته ومباركتهم له، ومن ثم يطالبون بنصيبهم فى السلطة لأنهم كانوا شركاء المعركة!
وهو ما يجعلنا لا نفهم بيانهم فى تهنئة المصريين بنصر أكتوبر المجيد بقيادة البطل الشهيد –نحسبه- أنور السادات، إلا فى إطار النفاق والخداع والغش، ولا يجعلنا ننظر إليهم إلا على أساس كونهم مجموعة من المنافقين والأفاقين والانتهازيين، الذين لا يستحقون سوى الطرد والإبعاد والإقصاء والنفى من مجتمع يناضل لبناء بلاده على أساس نظيف وشريف وقوى.
اللهم بلغتُ... اللهم اشهدْ.