راقبوا معى...
منذ ما يزيد على سنة، وتحديدا منذ قدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مقعد الحكم، والتحالفات السياسية الدولية تتغير على أرض الواقع، التابوهات العالمية تتكسر وتتفتت أمام تلك التغيرات المتسارعة التي تقترب وتتجه (في تقديرى) إلى تغيرات جذرية، قواعد اللعبة بين الدول العظمى تأخذ مناحى أخرى جديدة، مقلقة بالنسبة لمعسكر القوى القديمة، دول تصعد، وأخرى تُسحب من تحت اقدامها البساط، رغم ثقلها، ومصر وسط كل هذا تشق طريقها بقوة وثبات.
فبعد سنوات طويلة من الغطرسة وفرض السيطرة على العالم، واحتكار لعبة الحروب والتخطيط لتفتيت منطقة الشرق الأوسط، فجأة ودون مقدمات تحول حلف "الناتو" (أو حلف شمال الأطلسى، كما كان يطلق عليه في الماضى) إلى حلف "النونو الصغير المذعور" وذلك بعد دخول روسيا على الخط في محاربة "داعش" على الأراضي السورية، ووقوف الصين (الحليف الإستراتيجي لروسيا) معها، وإعلان كوريا الشمالية استعدادها الدخول في هذا التحالف بغية القضاء على تنظيم داعش الإرهابى نهائيا، تك التحركات العسكرية التي تهدد وتكسر رسوخ التحالفات الأمريكية يجعل الأخيرة وحلفاءها ترتعد فرائصهم خوفا ورعبا من مواجهة محتملة بين معسكر الغرب (بقيادة أمريكا وحلف الناتو) وبين تحالف الشرق الشرق (بقيادة روسيا والصين).
التحالف الشرقى لم ينبع من فراغ، فقد بدأ فعليا بعد ثورة 30 يونيو، التي خلّصت مصر من الإرهاب الأسود ومن جماعة الإخوان كانت تحاول السيطرة على البلاد تمهيدا لتحويلها إلى نموذج جديد من سوريا أو يمن أو ليبيا أو العراق، لكن الله سبحانه وتعالى سلّم، بعد أن ساند الجيش المصرى إرادة شعبه في الخلاص من هؤلاء الإرهابيون في 30 يونيو، ومن هنا، انطلقت مصر في خطوها نحو بوابة الشرق مرة أخرى، بعد عقود طويلة من الثبات، فاتجهت إلى روسيا رأسا، التي التقطت الخيط الرفيع من مصر، وراحت تغزل تواجدها في المنطقة من جديد، بمساندة من دول الشرق وصداقة مصرية متينة مبنية على الندية والتبعية.
لقد رأت روسيا أن حليفها الإستراتيجي في سوريا بدأ الانهيار والتأكل على يد ألاعيب وخدع الأمريكان، الأمر الذي شجع الصين هي الأخرى على أن تدخل في هذا التحالف الذي يُعدّل ميزان القوى في المنطقة، ويجعل الأمريكان وحلفاءهم من حلف "الناتو" أو "النونو" - كما يحلو للبعض أن يطلق عليه - في حالة فزع كالفأر!
فأمريكا تعرت أمام العالم بعد إعلانها العام الماضى الحرب على داعش، ثم ثبت أنها لم تفعل شيئا للقضاء على هذا التنظيم، بل، تساعده في التمدد والبقاء في المنطقة، من خلال خديعة التحالف الأمريكي المشبوه ودعواه بأنه يسقاط الأسلحة والذخائر للمعارضة السورية أو للمقاومة في العراق، في حين هو يسقطها في كل مرة لتنظيم داعش!، وكأن الأمريكان لا يعرفون في أي مكان يسقطون هذه الأسلحة، نفس الشىء حصل عندما قامت أمريكا بتدريب مجموعة من المعارضة السورية وأعطاتهم كميات من الأسلحة والذخائر والعربات المدرعة، وفور وصولها إلى الأراضى السورية، ذهب أكثر من نصف هذه الأسلحة إلى داعش، بينما اتجه ثلث المدربين طواعية للقتال في صفوف داعش، أو وقعوا في الأسر بين يدى داعش، وجند الإسلام!
الأغرب من ذلك أن الأمريكان الذين أعلنوا الحرب على داعش ومن قبل أعلنوا الحرب على تنظيم القاعدة في أفغانستان، هم أنفسهم من يساعدون "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا! تلك هي الحقيقة الواضحة، أمريكا وحلفاؤها لا يريدون للمنطقة العربية الأمن والأمان، هم يريدون أن تعم الحروب الداخلية دول المنطقة وأن يستمر الغليان حتى تتفتت الدول العربية إلى دويلات، لتبقى إسرائيل في المنطقة بأمان، وتظل أمريكا هي المهيمن على مقاليد الأمور في الشرق الأوسط، وتعزز من تجارتها للسلاح في مناطق النزاع والتي تقدر بالمليارات، كل من يريد شراء الأسلحة في المنطقة أمريكا في خدمته وتحت أمره طالما سيستخدم في الموت والدمار.
وهنا يحسب لمصر أنها أول من بدأت في هدم كل تلك المخططات، بعد أن قام شعبها وبمساندة جيشها بثورة 30 يونيو التي قطعت الطريق على المضى قدما في تلك الخطط المروعة، ولقد عدلت الثورة ميزان القوى في المنطقة وأعادت المعسكر الشرقى بقيادة روسيا ومساندة مصر إلى الظهور مرة أخرى في المنطقة، بعد إعلان الرئيس السيسى أن تعامل مصر مع الخارج يكون طبقا لمصالح مصر فقط، ما جعل الأمريكان يبكون حسرة على الماضى القريب.
وأعود لأكرر، إن دخول روسيا الحرب على الإرهاب في سوريا بقوة، اظهر الأمريكان وحلفاءها كالفئران المذعورة، محاولين الهرب إلى جحورهم.
كل هذه دلالات قوية على تغيير معايير القوى في العالم، الذي بدون التحرك المصرى الفاعل ما كان له أن يحدث، فالقاهرة لاعبا أساسيا في تلك التفاعلات، فمصر أول من أعلن الحرب على داعش، والرئيس السيسى أول من حذر دول العالم من هذا التنظيم الخطير، ونحن أول دولة في العالم اخذت خطوات فعلية في محاربة الإرهاب، الذي سوف ينتهى قريبا ــ إن شاء الله.
ستعود سوريا وليبيا والعراق واليمن السعيد إلى ما كانت عليه في الماضى، بمواصلة مصر السير في طريقها وخططها لإعادة ترميم ولمّ شمل المنطقة العربية في وجة التخريب الأمريكي، إن مصر والعرب باقون. والإرهاب إلى زوال، أما أمريكا وحلف "النونو" فسوف يذهبون عما قريب إلى الجحيم.
منذ ما يزيد على سنة، وتحديدا منذ قدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مقعد الحكم، والتحالفات السياسية الدولية تتغير على أرض الواقع، التابوهات العالمية تتكسر وتتفتت أمام تلك التغيرات المتسارعة التي تقترب وتتجه (في تقديرى) إلى تغيرات جذرية، قواعد اللعبة بين الدول العظمى تأخذ مناحى أخرى جديدة، مقلقة بالنسبة لمعسكر القوى القديمة، دول تصعد، وأخرى تُسحب من تحت اقدامها البساط، رغم ثقلها، ومصر وسط كل هذا تشق طريقها بقوة وثبات.
فبعد سنوات طويلة من الغطرسة وفرض السيطرة على العالم، واحتكار لعبة الحروب والتخطيط لتفتيت منطقة الشرق الأوسط، فجأة ودون مقدمات تحول حلف "الناتو" (أو حلف شمال الأطلسى، كما كان يطلق عليه في الماضى) إلى حلف "النونو الصغير المذعور" وذلك بعد دخول روسيا على الخط في محاربة "داعش" على الأراضي السورية، ووقوف الصين (الحليف الإستراتيجي لروسيا) معها، وإعلان كوريا الشمالية استعدادها الدخول في هذا التحالف بغية القضاء على تنظيم داعش الإرهابى نهائيا، تك التحركات العسكرية التي تهدد وتكسر رسوخ التحالفات الأمريكية يجعل الأخيرة وحلفاءها ترتعد فرائصهم خوفا ورعبا من مواجهة محتملة بين معسكر الغرب (بقيادة أمريكا وحلف الناتو) وبين تحالف الشرق الشرق (بقيادة روسيا والصين).
التحالف الشرقى لم ينبع من فراغ، فقد بدأ فعليا بعد ثورة 30 يونيو، التي خلّصت مصر من الإرهاب الأسود ومن جماعة الإخوان كانت تحاول السيطرة على البلاد تمهيدا لتحويلها إلى نموذج جديد من سوريا أو يمن أو ليبيا أو العراق، لكن الله سبحانه وتعالى سلّم، بعد أن ساند الجيش المصرى إرادة شعبه في الخلاص من هؤلاء الإرهابيون في 30 يونيو، ومن هنا، انطلقت مصر في خطوها نحو بوابة الشرق مرة أخرى، بعد عقود طويلة من الثبات، فاتجهت إلى روسيا رأسا، التي التقطت الخيط الرفيع من مصر، وراحت تغزل تواجدها في المنطقة من جديد، بمساندة من دول الشرق وصداقة مصرية متينة مبنية على الندية والتبعية.
لقد رأت روسيا أن حليفها الإستراتيجي في سوريا بدأ الانهيار والتأكل على يد ألاعيب وخدع الأمريكان، الأمر الذي شجع الصين هي الأخرى على أن تدخل في هذا التحالف الذي يُعدّل ميزان القوى في المنطقة، ويجعل الأمريكان وحلفاءهم من حلف "الناتو" أو "النونو" - كما يحلو للبعض أن يطلق عليه - في حالة فزع كالفأر!
فأمريكا تعرت أمام العالم بعد إعلانها العام الماضى الحرب على داعش، ثم ثبت أنها لم تفعل شيئا للقضاء على هذا التنظيم، بل، تساعده في التمدد والبقاء في المنطقة، من خلال خديعة التحالف الأمريكي المشبوه ودعواه بأنه يسقاط الأسلحة والذخائر للمعارضة السورية أو للمقاومة في العراق، في حين هو يسقطها في كل مرة لتنظيم داعش!، وكأن الأمريكان لا يعرفون في أي مكان يسقطون هذه الأسلحة، نفس الشىء حصل عندما قامت أمريكا بتدريب مجموعة من المعارضة السورية وأعطاتهم كميات من الأسلحة والذخائر والعربات المدرعة، وفور وصولها إلى الأراضى السورية، ذهب أكثر من نصف هذه الأسلحة إلى داعش، بينما اتجه ثلث المدربين طواعية للقتال في صفوف داعش، أو وقعوا في الأسر بين يدى داعش، وجند الإسلام!
الأغرب من ذلك أن الأمريكان الذين أعلنوا الحرب على داعش ومن قبل أعلنوا الحرب على تنظيم القاعدة في أفغانستان، هم أنفسهم من يساعدون "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا! تلك هي الحقيقة الواضحة، أمريكا وحلفاؤها لا يريدون للمنطقة العربية الأمن والأمان، هم يريدون أن تعم الحروب الداخلية دول المنطقة وأن يستمر الغليان حتى تتفتت الدول العربية إلى دويلات، لتبقى إسرائيل في المنطقة بأمان، وتظل أمريكا هي المهيمن على مقاليد الأمور في الشرق الأوسط، وتعزز من تجارتها للسلاح في مناطق النزاع والتي تقدر بالمليارات، كل من يريد شراء الأسلحة في المنطقة أمريكا في خدمته وتحت أمره طالما سيستخدم في الموت والدمار.
وهنا يحسب لمصر أنها أول من بدأت في هدم كل تلك المخططات، بعد أن قام شعبها وبمساندة جيشها بثورة 30 يونيو التي قطعت الطريق على المضى قدما في تلك الخطط المروعة، ولقد عدلت الثورة ميزان القوى في المنطقة وأعادت المعسكر الشرقى بقيادة روسيا ومساندة مصر إلى الظهور مرة أخرى في المنطقة، بعد إعلان الرئيس السيسى أن تعامل مصر مع الخارج يكون طبقا لمصالح مصر فقط، ما جعل الأمريكان يبكون حسرة على الماضى القريب.
وأعود لأكرر، إن دخول روسيا الحرب على الإرهاب في سوريا بقوة، اظهر الأمريكان وحلفاءها كالفئران المذعورة، محاولين الهرب إلى جحورهم.
كل هذه دلالات قوية على تغيير معايير القوى في العالم، الذي بدون التحرك المصرى الفاعل ما كان له أن يحدث، فالقاهرة لاعبا أساسيا في تلك التفاعلات، فمصر أول من أعلن الحرب على داعش، والرئيس السيسى أول من حذر دول العالم من هذا التنظيم الخطير، ونحن أول دولة في العالم اخذت خطوات فعلية في محاربة الإرهاب، الذي سوف ينتهى قريبا ــ إن شاء الله.
ستعود سوريا وليبيا والعراق واليمن السعيد إلى ما كانت عليه في الماضى، بمواصلة مصر السير في طريقها وخططها لإعادة ترميم ولمّ شمل المنطقة العربية في وجة التخريب الأمريكي، إن مصر والعرب باقون. والإرهاب إلى زوال، أما أمريكا وحلف "النونو" فسوف يذهبون عما قريب إلى الجحيم.