بين الصحفى والفنان أى صحفى وأى فنان رابطة لا يمكن أن تنفصم عراها بسهولة.. الفنان يبدع فى فنه.. والفنانون مادة محببة للصحفيين.. والصحفى يتابع أخبار الفنان وأعماله.. ويساهم بذلك فى رسم صورة ومكانة الفنان عن جمهوره.
وفى حياته لم يكن محمد التابعى أمير الصحافة كاتباً صحفياً تخصص فى الكتابة عن السياسة وقصور الملوك والحكام فقط.. كان التابعى منذ بدايته وحتى نهايته عاشقاً للكتابة الفنية.. وعلى علاقة وثيقة بالنجوم والمشاهير فى عالم الفن.
عرف التابعى أم كلثوم.. وكانت بينهما قصة حب مجهولة قصيرة.. وعرف أسمهان.. وكانت بينهما أيضا قصة حب طويلة.. لا أعتقد أنها انتهت بالنهاية المأساوية الحزينة.. بمصرع أسمهان.
وكان التابعى أمير الصحافة يعرف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وكتب عنه كثيراً.. وكان يحب عبدالحليم وكان العندليب يحبه ويحترم قلمه.. لكن فى عام ١٩٦٣ اختلف الاثنان حول بعض مقالات التابعى عن عبدالحليم حافظ.. وكان سبب الخلاف اعتقاد التابعى أن عمر الشريف كان وراء إجهاد عبدالحليم وزيادة حالته المرضية.
كان عبدالحليم حافظ قد بدأ يشكو من آلام المرض مع بداية الستينيات.. وسافر أكثر من مرة للعلاج فى لندن.. وفاجأ التابعى قراءه ذات يوم عندما كشف حقيقة مرض عبدالحليم حافظ.. وذلك بنشر رسالة شخصية بعث بها إليه عبدالحليم من مستشفى سان جيمس فى لندن..
وقال عبدالحليم حافظ فى رسالة للتابعى من لندن: إن كل ما جاء فى تقرير الأطباء عنى هنا.. أننى شديد الحساسية.. وهذا هو بيت الداء.. فأنا فعلاً أعيش بإحساسى.. وأنا أغنى.. وأنا أتكلم.. وأنا أفعل أى شيء.. ترانى أحسه بكل ما فىّ.. وأحياناً أحاول ألا أحس.. فأعرف بإحساسى أننى أحاول ألا أحس.
وأضاف عبدالحليم فى رسالته إلى أمير الصحافة: وعلتى أن إحساسى دائماً حزين.. وقد يقول البعض ما لشدة الحساسية التى قررها الأطباء وما لهذا الإحساس؟ وكما قلت أنت إن أى شخص يحس.. يعيش على أعصابه.. وأعصاب الإنسان تتحكم فيه وفى صحته كلها.. وأنا أعتقد أن كل شخص حساس.. لا بد أن يعانى من هذه «الحساسية الطبية»!
ولم يكن ذلك هو الخطاب الأول الذى يرسله عبدالحليم حافظ إلى التابعى من لندن.. كان التابعى قبلها قد كتب مقالاً عنوانه «الدجاجة التى تبيض ذهباً».. اتهم فيه أسرة عبدالحليم حافظ أنها المسئولة عن إرهاقه بالعمل.. فأرسل إليه عبدالحليم رسالة ينفى فيها هذه التهمة عن أسرته.
وقال للتابعى فى هذه الرسالة عن أسرته: «على العكس إنهم دائماً يحدثوننى عن راحتى.. وأننى لا بد لى من الراحة.. لكن الذى يعمل هو أنا.. والذى يسهر هو أنا.. لماذا؟ لست أدرى.. إنه ليس المال على كل حال.. لأننى لا أملك شيئاً والحمد لله.. وأنا لا أفكر فى المال أو فى جمعه». ومن جديد عاد محمد التابعى ليكتب عن عبدالحليم حافظ عندما سافر مرة أخرى للعلاج فى لندن.. وسمع التابعى أن عبدالحليم حافظ يواجه أخطر أزمة مرضية فى حياته.. واتهم التابعى عمر الشريف وكان موجوداً أيامها فى عاصمة الضباب بأنه وراء تدهور صحة عبدالحليم.. وأنه يأخذه من المستشفى ليسهر معه الليالى الطوال.. غير مهتم بأن العندليب مريض وفى حالة صعبة. وبعد أن كتب التابعى ذلك.. فوجئ برسالة عاجلة بعث بها إليه عبدالحليم من مستشفى سان جيمس.. ينفى فيها هذا الاتهام عن صديقه عمر الشريف ويدافع عنه بشدة.
وفى هذه الرسالة قال عبدالحليم حافظ للتابعى: «أستاذنا الكبير.. من فراشى بمستشفى سان جيمس بلندن.. أبعث لك تحياتى واحترامى وحبى.. راجياً من الله أن تكون متمتعاً بكامل الصحة والعافية..
أستاذنا الكبير.. أكتب لك هذا الخطاب بعد أن قرأت مقالك الذى كتبته عنى فى «آخر ساعة».. إنه إنذار كله رقة وحب.. ولكن هناك شيئا مهما نزع قلبى.. هذا الشيء هو ما جاء فى مقالك عن الصديق عمر الشريف.. أستاذنا الكبير.. أنت رجل عادل وكل ما تكتبه حقيقة.. وأنا أحب أن أبين لك حقيقة مهمة.. هى أن عمر الشريف لم يسهرنى.. بالعكس أنا الذى أجبرته على السهر معى فى تلك الليلة.. وقد حاول مراراً أن يذهب بى إلى المنزل.. ولكن كنت أرفض!
وأنا لا أكتب هذا دفاعاً عن عمر.. لكنها وأقسم لك الحقيقة.. وقد تسأل لماذا فعلت ذلك؟ لقد كنت فى ضيق نفسى فظيع.. لا أدرى له سبباً.. من أول النهار وأنا فى قلق غريب.. ذهبت إلى المسرح.. وذهبت للمشى حتى أحاول أن أهرب من هذا الضيق.. ولكنه ظل كما هو يعبث فى نفسى ويهز أفكارى.. واتصلت بأخى عمر الشريف عن طريق التليفون.. وهو صديق عزيز علىّ.. وأخ ورجل.. ومصرى مائة فى المائة.. وذهبت إليه وجلست معه.. نتناقش أحياناً.. ونلعب الورق أحياناً.. وكان عمر كأى صديق يحس بضيقى وقلقى.. وكان يقول لى: يا حليم.. كل شيء إن شاء الله حايبقى كويس.. خليك مع الله ولا تخف ولا تقلق.. بس حاول تحافظ على نفسك وعلى صحتك.. قوم بقى عشان تنام وتستريح!
وكنا نتكلم عن الفن وعن مصر.. إنه مصرى يا أستأذنا.. يحب مصر.. وأصدقاؤه كلهم من مصر.. لم يحاول أن يتنكر لأحد منهم.. وعمر سوف يحضر إلى القاهرة.. إنه فى الطريق إليها فعلاً.. أنها حرب عليه غرضها التقليل من قيمته الفنية.. التى يكنها له كل العاملين فى الحقل السينمائى العالمى.. إنه مصرى يعمل باسمه ولم يغيره.. يعمل من أجل أن يثبت للعالم.. أن الفن ليس قاصراً على أوروبا وأمريكا فقط.. وقد أثبت ذلك فعلاً..
أستاذى الكبير..
هذا هو عمر الشريف.. وهذا ما دار بينى وبينه فى تلك الليلة.. لقد أجبرته على السهر.. رغم أن عنده تعليمات بالنوم الساعة ١٢ على الأكثر.. ولكنه كان يحس بقلقى وضيقى.. نزلت من عنده حوالى الساعة الثانية صباحاً.. ورجعت أسير على قدمى فى الطرقات.. أحاول أن أنسى هذا القلق.. سرت.. وسرت.. وأخيراً ذهبت إلى النوم.. فلم أستطع.. أخذت منوماً وأنا أكرهه!
ولم أنم.. قلق.. قلق.. لا أدرى له سبباً.. غير أنه يعبث بكيانى.. وظللت إلى الصباح.. واستيقظ من معى.. وقلت لهم أن يتصلوا بالدكتور «تانر» فلم نجده.. وأخذت حقنة ونمت بعض الشيء».
ويمضى عبدالحليم حافظ قائلاً للتابعى فى رسالته:
«ثم جاء الأستاذ محمد عبدالوهاب وأيقظنى.. وتناولنا معاً الغداء.. وبعدها جاء عمر الشريف.. وقال لى: أنا جيت للاطمئنان عليك.. لأنك امبارح كنت مش عاجبنى أبدا.. وانصرف الأستاذ محمد عبدالوهاب وعمر الشريف.. وأحسست بالنزيف.. ونقلت إلى المستشفى.. وتم نقل دم لى.. وبعدها توقف النزيف.. وبكل جهد مع الأطباء هنا.. حاولت أن أعرف سبب هذا النزيف.. وعرفت أن الحقن التى يعالجوننى بها قد تسبب لى هذا أحياناً.. وأنهم ما كان يجب عليهم أن يخرجونى من المستشفى.. خصوصاً أننى أخذت كمية من الدواء فى المدة التى سبقت النزيف..
أستاذى..
إن غلطتى فعلاً أننى سمعت كلامهم.. وخرجت من المستشفى لأننى ساعة خروجى من المستشفى لم أكن طبيعياً.. كنت غير متمالك لنفسى.. فكان يجب علىّ أن أبقى وأنا أدرى الناس بنفسى.
أستاذى..
أطلت عليك.. ولكنى أعرف أنك دائماً تكتب الحق.. ولقد أردت أن تعرف الحقيقة منى.. وكل رجائى أن تنشر للناس هذه الحقيقة.. فلقد ظلم الناس عمر الشريف.. ولا أريد أن تظلمه أنت أيضاً.. أبقاك الله وأدامك لى ولبلدك الذى ترفع من شأنه بقلمك.. بجواري الصديق الحبيب كمال الطويل.. وقد عرف الحقيقة.. وهو يهديك السلام والحب.. وأنا أيضا..
التوقيع.. عبدالحليم حافظ».
وفى حياته لم يكن محمد التابعى أمير الصحافة كاتباً صحفياً تخصص فى الكتابة عن السياسة وقصور الملوك والحكام فقط.. كان التابعى منذ بدايته وحتى نهايته عاشقاً للكتابة الفنية.. وعلى علاقة وثيقة بالنجوم والمشاهير فى عالم الفن.
عرف التابعى أم كلثوم.. وكانت بينهما قصة حب مجهولة قصيرة.. وعرف أسمهان.. وكانت بينهما أيضا قصة حب طويلة.. لا أعتقد أنها انتهت بالنهاية المأساوية الحزينة.. بمصرع أسمهان.
وكان التابعى أمير الصحافة يعرف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وكتب عنه كثيراً.. وكان يحب عبدالحليم وكان العندليب يحبه ويحترم قلمه.. لكن فى عام ١٩٦٣ اختلف الاثنان حول بعض مقالات التابعى عن عبدالحليم حافظ.. وكان سبب الخلاف اعتقاد التابعى أن عمر الشريف كان وراء إجهاد عبدالحليم وزيادة حالته المرضية.
كان عبدالحليم حافظ قد بدأ يشكو من آلام المرض مع بداية الستينيات.. وسافر أكثر من مرة للعلاج فى لندن.. وفاجأ التابعى قراءه ذات يوم عندما كشف حقيقة مرض عبدالحليم حافظ.. وذلك بنشر رسالة شخصية بعث بها إليه عبدالحليم من مستشفى سان جيمس فى لندن..
وقال عبدالحليم حافظ فى رسالة للتابعى من لندن: إن كل ما جاء فى تقرير الأطباء عنى هنا.. أننى شديد الحساسية.. وهذا هو بيت الداء.. فأنا فعلاً أعيش بإحساسى.. وأنا أغنى.. وأنا أتكلم.. وأنا أفعل أى شيء.. ترانى أحسه بكل ما فىّ.. وأحياناً أحاول ألا أحس.. فأعرف بإحساسى أننى أحاول ألا أحس.
وأضاف عبدالحليم فى رسالته إلى أمير الصحافة: وعلتى أن إحساسى دائماً حزين.. وقد يقول البعض ما لشدة الحساسية التى قررها الأطباء وما لهذا الإحساس؟ وكما قلت أنت إن أى شخص يحس.. يعيش على أعصابه.. وأعصاب الإنسان تتحكم فيه وفى صحته كلها.. وأنا أعتقد أن كل شخص حساس.. لا بد أن يعانى من هذه «الحساسية الطبية»!
ولم يكن ذلك هو الخطاب الأول الذى يرسله عبدالحليم حافظ إلى التابعى من لندن.. كان التابعى قبلها قد كتب مقالاً عنوانه «الدجاجة التى تبيض ذهباً».. اتهم فيه أسرة عبدالحليم حافظ أنها المسئولة عن إرهاقه بالعمل.. فأرسل إليه عبدالحليم رسالة ينفى فيها هذه التهمة عن أسرته.
وقال للتابعى فى هذه الرسالة عن أسرته: «على العكس إنهم دائماً يحدثوننى عن راحتى.. وأننى لا بد لى من الراحة.. لكن الذى يعمل هو أنا.. والذى يسهر هو أنا.. لماذا؟ لست أدرى.. إنه ليس المال على كل حال.. لأننى لا أملك شيئاً والحمد لله.. وأنا لا أفكر فى المال أو فى جمعه». ومن جديد عاد محمد التابعى ليكتب عن عبدالحليم حافظ عندما سافر مرة أخرى للعلاج فى لندن.. وسمع التابعى أن عبدالحليم حافظ يواجه أخطر أزمة مرضية فى حياته.. واتهم التابعى عمر الشريف وكان موجوداً أيامها فى عاصمة الضباب بأنه وراء تدهور صحة عبدالحليم.. وأنه يأخذه من المستشفى ليسهر معه الليالى الطوال.. غير مهتم بأن العندليب مريض وفى حالة صعبة. وبعد أن كتب التابعى ذلك.. فوجئ برسالة عاجلة بعث بها إليه عبدالحليم من مستشفى سان جيمس.. ينفى فيها هذا الاتهام عن صديقه عمر الشريف ويدافع عنه بشدة.
وفى هذه الرسالة قال عبدالحليم حافظ للتابعى: «أستاذنا الكبير.. من فراشى بمستشفى سان جيمس بلندن.. أبعث لك تحياتى واحترامى وحبى.. راجياً من الله أن تكون متمتعاً بكامل الصحة والعافية..
أستاذنا الكبير.. أكتب لك هذا الخطاب بعد أن قرأت مقالك الذى كتبته عنى فى «آخر ساعة».. إنه إنذار كله رقة وحب.. ولكن هناك شيئا مهما نزع قلبى.. هذا الشيء هو ما جاء فى مقالك عن الصديق عمر الشريف.. أستاذنا الكبير.. أنت رجل عادل وكل ما تكتبه حقيقة.. وأنا أحب أن أبين لك حقيقة مهمة.. هى أن عمر الشريف لم يسهرنى.. بالعكس أنا الذى أجبرته على السهر معى فى تلك الليلة.. وقد حاول مراراً أن يذهب بى إلى المنزل.. ولكن كنت أرفض!
وأنا لا أكتب هذا دفاعاً عن عمر.. لكنها وأقسم لك الحقيقة.. وقد تسأل لماذا فعلت ذلك؟ لقد كنت فى ضيق نفسى فظيع.. لا أدرى له سبباً.. من أول النهار وأنا فى قلق غريب.. ذهبت إلى المسرح.. وذهبت للمشى حتى أحاول أن أهرب من هذا الضيق.. ولكنه ظل كما هو يعبث فى نفسى ويهز أفكارى.. واتصلت بأخى عمر الشريف عن طريق التليفون.. وهو صديق عزيز علىّ.. وأخ ورجل.. ومصرى مائة فى المائة.. وذهبت إليه وجلست معه.. نتناقش أحياناً.. ونلعب الورق أحياناً.. وكان عمر كأى صديق يحس بضيقى وقلقى.. وكان يقول لى: يا حليم.. كل شيء إن شاء الله حايبقى كويس.. خليك مع الله ولا تخف ولا تقلق.. بس حاول تحافظ على نفسك وعلى صحتك.. قوم بقى عشان تنام وتستريح!
وكنا نتكلم عن الفن وعن مصر.. إنه مصرى يا أستأذنا.. يحب مصر.. وأصدقاؤه كلهم من مصر.. لم يحاول أن يتنكر لأحد منهم.. وعمر سوف يحضر إلى القاهرة.. إنه فى الطريق إليها فعلاً.. أنها حرب عليه غرضها التقليل من قيمته الفنية.. التى يكنها له كل العاملين فى الحقل السينمائى العالمى.. إنه مصرى يعمل باسمه ولم يغيره.. يعمل من أجل أن يثبت للعالم.. أن الفن ليس قاصراً على أوروبا وأمريكا فقط.. وقد أثبت ذلك فعلاً..
أستاذى الكبير..
هذا هو عمر الشريف.. وهذا ما دار بينى وبينه فى تلك الليلة.. لقد أجبرته على السهر.. رغم أن عنده تعليمات بالنوم الساعة ١٢ على الأكثر.. ولكنه كان يحس بقلقى وضيقى.. نزلت من عنده حوالى الساعة الثانية صباحاً.. ورجعت أسير على قدمى فى الطرقات.. أحاول أن أنسى هذا القلق.. سرت.. وسرت.. وأخيراً ذهبت إلى النوم.. فلم أستطع.. أخذت منوماً وأنا أكرهه!
ولم أنم.. قلق.. قلق.. لا أدرى له سبباً.. غير أنه يعبث بكيانى.. وظللت إلى الصباح.. واستيقظ من معى.. وقلت لهم أن يتصلوا بالدكتور «تانر» فلم نجده.. وأخذت حقنة ونمت بعض الشيء».
ويمضى عبدالحليم حافظ قائلاً للتابعى فى رسالته:
«ثم جاء الأستاذ محمد عبدالوهاب وأيقظنى.. وتناولنا معاً الغداء.. وبعدها جاء عمر الشريف.. وقال لى: أنا جيت للاطمئنان عليك.. لأنك امبارح كنت مش عاجبنى أبدا.. وانصرف الأستاذ محمد عبدالوهاب وعمر الشريف.. وأحسست بالنزيف.. ونقلت إلى المستشفى.. وتم نقل دم لى.. وبعدها توقف النزيف.. وبكل جهد مع الأطباء هنا.. حاولت أن أعرف سبب هذا النزيف.. وعرفت أن الحقن التى يعالجوننى بها قد تسبب لى هذا أحياناً.. وأنهم ما كان يجب عليهم أن يخرجونى من المستشفى.. خصوصاً أننى أخذت كمية من الدواء فى المدة التى سبقت النزيف..
أستاذى..
إن غلطتى فعلاً أننى سمعت كلامهم.. وخرجت من المستشفى لأننى ساعة خروجى من المستشفى لم أكن طبيعياً.. كنت غير متمالك لنفسى.. فكان يجب علىّ أن أبقى وأنا أدرى الناس بنفسى.
أستاذى..
أطلت عليك.. ولكنى أعرف أنك دائماً تكتب الحق.. ولقد أردت أن تعرف الحقيقة منى.. وكل رجائى أن تنشر للناس هذه الحقيقة.. فلقد ظلم الناس عمر الشريف.. ولا أريد أن تظلمه أنت أيضاً.. أبقاك الله وأدامك لى ولبلدك الذى ترفع من شأنه بقلمك.. بجواري الصديق الحبيب كمال الطويل.. وقد عرف الحقيقة.. وهو يهديك السلام والحب.. وأنا أيضا..
التوقيع.. عبدالحليم حافظ».