الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

في الشعر الجاهلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

- عبارات طه حسين المهلكة.. التي فتحت أمامه أبواب الجحيم
- منهج الشك الديكارتي.. وتخلص الباحث من كل إيمان سابق.
- ثورة في مجلس النواب.. ومطالب بمصادرة وإعدام الكتاب.
- النيابة العامة تنتصر لحرية الفكر.. وتحفظ القضية إداريًا.
في أوائل العام 1926، نشر الدكتور طه حسين كتابًا يحمل عنوان: “,”في الشعر الجاهلي“,”، والدراسة العلمية المتخصصة لا تتجه إلى الجمهور العريض من القراء، ولا يُتاح التواصل معها إلا لطائفة محدودة محددة من العارفين بالأدب العربي القديم، والمطالعين للتراث الذي لا تخلو لغته من عسر وصعوبة، وتعز معرفته على العاديين من الناس، لكن الكتاب أثار ضجة هائلة، وفتح الباب واسعًا أمام معركة ذات أبعاد سياسية ودينية وثقافية متداخلة.
تعرض المؤلف الشاب، الذي لم يكن قد تجاوز عامه الخامس والثلاثين إلا بقليل، لعاصفة من النقد العنيف والاتهامات التي تشكك في صدق إيمانه الديني، وهي اتهامات لا ينجو منها عميد الأدب العربي حتى يومنا هذا، فما أكثر الذين يكفّرونه ويتطاولون عليه ويتصيدون له، وليس خافيًا أن بعض هؤلاء لم يقرأوا له حرفًا واحدًا، لكنهم قرأوا عنه!
لعنة الشك:
يذهب الدكتور طه حسين في كتابه المثير للزوابع إلى أن الأغلب الأعم مما نسميه بالشعر الجاهلي، لا ينتمي إلى العصر المعروف بالجاهلي، فهو يرى أن القصائد منتحلة بعد ظهور الإسلام، وتعبر في مضامينها وأفكارها ورؤاها عن حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم، أكثر مما تمثل صورة عن حياة المجتمع الجاهلي وقيمه وعاداته وتقاليده.
ويؤكد الدكتور طه أنه لا ينبغي الاستشهاد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية عند تفسير هذا الشعر: “,”أريد أن أقول إن هذه الأشعار لا تثبت شيئًا ولا تدل على شيء، ولا ينبغي أن تُتخذ وسيلة إلى ما اتخذت إليه من علم بالقرآن والحديث، فهي إنما تُكلفت واختُرعت ليستشهد بها العلماء على ما كانوا يريدون أن يستشهدوا عليه“,”.
لا شيء في السطور السابقة يدعو إلى استياء واحتجاج القراء العاديين البعيدين عن التخصص الدقيق، لكن الإعلان عن اتباع منهج الشك الديكارتي، الذي يجاهر المؤلف باتباعه، قد يكون مقدمة للانتباه وبداية للغضب، فالباحث الجرئ يفصل بين الدراسة العلمية والعقيدة الدينية، ويقول في وضوح سافر: “,”أريد ألا نقبل شيئًا مما قاله القدماء في الأدب وتاريخه إلا بعد بحث وتثبيت، إن لم ينتهيا إلى اليقين فقد ينتهيان إلى الرجحان“,”.
الحصيلة إذن هي رفض طه حسين لإضفاء القداسة على كل موروث منقول مستقر في الأذهان كأنه من الحقائق المطلقة التي لا تقبل الشك والجدل، ويؤكد الدكتور طه التزامه بالمنهج الديكارتي الذي لا يروق بالضرورة لفريق المحافظين ممن يؤثرون السلامة، ويميلون إلى نقل ما يقوله الأسلاف والدفاع عنه والتسليم بصحته دون إعمال للعقل: “,”سأسلك في هذا النحو من البحث مسلك المحدثين من أصحاب العلم والفلسفة فيما يتناولون من العلم والفلسفة. أريد أن اصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث، والناس جميعًا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوًّا تامًّا“,”.
إن التطبيق العملي لهذا المنهج لا يعترف بقداسة للدين والتراث والثوابت المسلم بها، وما يقوله طه حسين في مقدمة الكتاب يبدو خطيرًا مزعجًا لمن تعودوا على استقبال الأحكام سابقة التجهيز، وتجنب مناقشتها، والتسليم بكل ما فيها: “,”يجب أن نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه بأن ننسى قوميتنا وكل شخصياتها، وأن ننسى ديننا وكل ما يتصل به، وأن ننسى ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين، يجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح“,”.
بمثل هذا المنهج غير المسبوق في الدراسات التاريخية والثقافية العربية، من حيث الصراحة والجرأة، يبشر طه حسين بضرورة الفصل الكامل بين العلمي والديني، والعقلي والقلبي. لا توجد دعوة مباشرة إلى إنكار الدين أو إهماله والطعن في ثوابته، لكنه ينتصر للعقل والتمييز بين العلمي والمتغير والديني الراسخ، فمن حقائق البحث العلمي عنده أن نخاصم المسلمات، وندير الظهر للأحكام العاطفية التي لا تنهض على أساس عقلي معرفي.
تقوم فكرة طه حسين في كتابه ذي الصدى والتأثير، على أساس علمي لا يدرك أبعاده إلا المتخصصون وحدهم، فقد رأى أن بحوث المُنقبين في جنوب الجزيرة العربية قد كشفت عن لغة تختلف جذريًّا عن لغة أهل الشمال من بلاد العرب، ويرى أن الكثير من الشعر المنسوب إلى عرب الجنوب أقرب إلى لغة أهل الشمال، ولا يكاد يختلف عن لغة القرآن الكريم: “,”وعلى هذا يتفق الرواد، ولكنهم يتفقون على شيء آخر أيضًا، أثبته البحث الحديث، وهو أن هناك خلافًا قويًّا بين لغة حِمْيَر، وهي لغة العرب العاربة، ولغة عدنان، وهي العرب المستعربة، وقد رُوي عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقول: ما لسان حِمْير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا“,”.
ويضيف الدكتور طه: “,”ويتفق الرواد أن العرب ينقسمون إلى قسمين: قحطانية منازلهم الأولى في اليمن، وعدنانية منازلهم الأولى في الحجاز، وهم متفقون على أن القحطانية عرب منذ خلقهم الله فُطروا على العربية فهم “,”العاربة“,”، وعلى أن العدنانية اكتسبوا العربية اكتسابًا، وكانوا يتكلمون لغة أخرى هي العبرانية أو الكلدانية، ثم تعلموا لغة العرب.. وهم متفقون على أن هذه العدنانية المستعربة، إنما يتصل نسبها بإسماعيل بن إبراهيم، وهم يروون حديثًا يتخذونه أساسًا لكل هذه النظرة، خلاصته أن أول من تكلم العربية ونسي لغة أبيه إسماعيل بن إبراهيم“,”.
العبارة المهلكة:
لن يجد القارئ العادي في الأفكار التي تتضمنها السطور السابقة إلا جفافًا، يليق بمن لا يتعمق في دراسة التراث ومعطياته، فمثل هذه الأحاديث التاريخية اللغوية لا ينبئ ظاهرها المباشر عن شيء يمس العقيدة، لكن القارئ نفسه سوف ينتبه ويحتد ويحتج عندما يصل بعد صفحات قلائل إلى ما يمكن القول إنها “,”العبارة المهلكة“,” التي تمثل المنطلق الأساسي للثورة العاتية ضد طه حسين وكتابه: “,”للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضًا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها، ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعًا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى“,”.
أبو الأنبياء إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل، عليهما السلام، من الأنبياء الذين ينبغي الحديث عنهما بكل الأدب والاحترام والتوقير، لكن الباحث العلمي، كما يرى طه حسين، يتعامل معهما من منظور أنهما شخصيات تاريخية وليست دينية، ولا شك أن الفصل بين الديني والتاريخي، في هذا الشأن، ليس ميسورًا. التشكيك في الوجود التاريخي للأنبياء، ممن ورد ذكرهم في القرآن الكريم، يقود بالضرورة إلى الشك في الدين والطعن في القرآن الكريم.
الحديث عن “,”الحيلة“,” لإثبات الصلة بين اليهود والعرب، عند الحديث عن القرآن والإنجيل، يبدو صادمًا، وتزداد الصدمة بالنظر إلى ما يضيفه طه حسين على أرضية التحليل المادي الخالص، منقطع الصلة بالدين وثوابته: “,”ففي هذا العصر أخذ اليهود يستوطنون شمال البلاد العربية، ويبنون فيه المستعمرات، فنحن نعلم أن حروبًا عنيفة نشبت بين هؤلاء اليهود المستعربين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد، وانتهت بشيء من الملاينة ونوع من المحالفة والمهادنة، فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين وأصحاب البلاد هو منشأ هذه القصة التي تجعل اليهود والعرب أبناء أعمام، ولا سيما وقد رأى أولئك وهؤلاء أن بين الفريقين شيئًا من التشابه غير قليل، فأولئك وهؤلاء ساميون “,” .
ويأبى طه حسين إلا أن يزيد النار اشتعالاً، عندما يتطرق إلى الدوافع الدينية التي تفرضها ضرورات العصر وصراعاته: “,” إن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب، قد اقتضى أن تثبت الصلة الوثيقة المتينة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين، ديانة النصارى واليهود “,” .
هل كان الدكتور طه حسين باحثًا علميًّا يتمسك بالديكارتية بغية الوصول إلى شاطئ الحقيقة، أم أنه كان حريصًا –في الوقت نفسه– على استفزاز المشاعر وإثارة الجدل وتوجيه الصفعات إلى ثوابت مقدسة مستقرة في الثقافة الإسلامية؟ لقد أخضع القرآن الكريم للنقد والتحليل، وحول النبيين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى حكايات أسطورية لا وجود لها إلا في عقول صانعيها.
لن يفلت القارئ من شعور بأن الإسلام وليد تفاعلات مادية وصراعات سياسية وتجارية؛ بما يعني أنه إنتاج عربي يستهدف تحقيق التوازن في مواجهة اليهودية والمسيحية، وبتعبير المؤلف نفسه: “,” وأما الدين فهذه الكعبة التي كانت تجتمع حولها قريش ويحج إليها العرب المشركون في كل عام، والتي أخذت تبسط على نفوذ هؤلاء العرب المشركين نوعًا من السلطان قويًّا، والتي أخذ هؤلاء العرب المشركون يجعلون منها رمزًا لدين قوي، كأنه كان يريد أن يقف في سبيل انتشار اليهودية من ناحية والمسيحية من ناحية أخرى، فنحن نلمح في الأساطير شيئًا من المنافسة بين مكة ونجران، ونحن نلمح في الأساطير أن شيئًا من المنافسة الدينية بين مكة وبين الكنيسة التي أنشأها الحبشة في صنعاء هي التي دعت إلى حرب الفيل التي ذُكرت في القرآن “,” . ينساق طه حسين في تفسيره المادي فيتحول الدين إلى معطى بلا قداسة، وتخضع الرسالة الدينية إلى مفردات لا يقبلها العقل المسلم الذي يرفع راية الإيمان، ولا يرى في دينه تجسيدًا لصراعات سياسية وثقافية.
اشتعال المعركة
كان منطقيًّا أن يختلف الكثيرون مع آراء الدكتور طه حسين الصدامية، وظهرت عشرات الكتب والمقالات المضادة التي تفند وتسفه ما يذهب إليه صاحب كتاب « في الشعر الجاهلي » ، ولعل الأشهر والأهم من هذه الكتب ما أصدره محمد فريد وجدي: « نقد في الشعر الجاهلي » ، ومصطفى صادق الرافعي: « تحت راية القرآن » ، وغير هذين الكتابين كثير مما لا تتسع المساحة لاستعراضه.
ولم يتوقف صدى كتاب طه حسين عند الرد العلمي العنيف من خلال الكتب المتخصصة، فقد كلف شيخ الأزهر لجنة من العلماء لإعداد تقرير شامل عن الكتاب، وعلى ضوء التقرير قدم الإمام الأكبر بلاغًا إلى النائب العام، يطلب فيه اتخاذ الوسائل الناجمة: « ضد هذا الطعن على دين الله » .
ومن يعود إلى تقرير علماء الأزهر، سيجد سيلاً عاتيًا من الاتهامات الخطيرة التي تطول الدكتور طه حسين وكتابه، الموصوف بأنه مملوء بروح الإلحاد والزندقة، وينتهي التقرير بالإلحاح على شيخ الأزهر من أجل “,” وضع حد لهذه الفوضى الإلحادية، خصوصًا التي تُبث في التعليم، لهدم الدين بمعول الزندقة كل يوم “,” .
وسرعان ما تجاوزت الحملة أسوار الأزهر ومؤلفات العلماء إلى مجلس النواب، وتبارى بعض الأعضاء في التنديد بالكتاب وتسفيه محتوياته، واقترح النائب المحترم عبدالحميد أفندي البنان مجموعة من العقوبات:
أولاً: مصادرة وإعدام كتاب طه حسين المسمى « في الشعر الجاهلي ».
ثانيًا: تكليف النيابة العمومية برفع الدعوى على طه حسين.
ثالثًا: إلغاء وظيفته من الجامعة.
في التاسع عشر من أكتوبر سنة 1926، مثل الدكتور طه حسين أمام النيابة، وتولى التحقيق معه رئيس النيابة محمد بك نور، حيث وجه إلى صاحب الكتاب عدة اتهامات:
- إهانة الدين الإسلامي بتكذيب القرآن الكريم في أخباره عن إبراهيم وإسماعيل.
- التشكيك في القراءات السبع المجمع عليها.
- الطعن في كتابه على النبي صلى الله عليه وسلم، وإنكار أن للإسلام أولية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.
وقد أنكر الدكتور طه في التحقيقات كل ما نُسب إليه، وأكد أنه ذكر ما ذكر في سبيل البحث العلمي وخدمة العلم، غير مقيد بشيء آخر.
كما أشار الدكتور طه في تحقيق النيابة إلى أنه كمسلم لا يرتاب أو يشكك في وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: “,” لكنه كعالم مضطر إلى أن يذعن لمناهج البحث، فلا يسلم بالوجود العلمي التاريخي لإبراهيم وإسماعيل “,” .
وقد انتصرت النيابة لحرية البحث العلمي، وميزت بين الإيمان الديني وليد العاطفة، وضرورات البحث العلمي التي تخضع للعقل وحده، ويصل رئيس النيابة إلى أن طه حسين: “,” كتب ما كتب عن اعتقاد تام، وهو إن كان أخطأ فيما كتب إلا أن الخطأ المصحوب باعتقاد الصواب شيء، وتعمد الخطأ المصحوب بنية التعدي شيء آخر “,” .
وينتهى رئيس النيابة محمد نور إلى أن غرض المؤلف: “,” لم يكن مجرد الطعن والتعدي على الدين، بل إن العبارات الماسة بالدين التي أوردها في بعض المواضع من كتابه أوردها على سبيل البحث العلمي، مع اعتقاده أن بحثه يقتضيها.. وحيث أنه في ذلك يكون القصد الجنائي غير متوفر، فلذلك تُحفظ الأوراق إداريًّا “,” .
هل انتهت معركة كتاب « في الشعر الجاهلي » بالحفظ الإداري الذي قررته النيابة العامة؟! المسألة أعمق من ذلك بكثير، فالصراع في جوهره بين مدرستين متنافرتين في البحث والتفكير، وانحياز الأغلبية في الشارع إلى اتجاه بعينه لا يعني أنه الصواب، لكن المجتمع المصري في مرحلة التحول هذه لم يكن قد وصل بعد إلى حالة من النضج تؤهل لاستيعاب كل ما هو صادم وغير تقليدي.
لا تكمن القضية في الاتفاق أو الاختلاف مع الدكتور طه حسين، ولا يمكن اختزالها في تأثره بآراء المستشرق المعروف مرجليوث أو براءته من هذا التأثر، لكن الأمر يتعلق بمبدأ حرية البحث العلمي وحدود هذه الحرية، والحق في الاجتهاد ومدى تقيده بالثوابت والمقدسات الدينية.
جاءت معركة طه حسين بعد فترة قصيرة من معركة الشيخ علي عبدالرازق وكتابه عن « الإسلام وأصول الحكم » ، وفي المعركتين معًا خير تجسيد للمناخ الجديد الذي تعيشه مصر الليبرالية بعد ثورة 1919: تطلع إلى الحرية والتجديد، وقيود تفرضها قيم موروثة تأبى الاستسلام والإذعان. السؤال الآن: كيف يكون مستقبل مصر بعد سقوط مبارك وثورة 25 يناير؟! هل تتسع الحياة الفكرية لكل صاحب رأي يغاير السائد والمألوف، أم تتصدى تيارات الإسلام السياسي لحرية الفكر تحت مظلة الدفاع عن الدين وثوابته المقدسة؟ وإذا كان الدفاع عن الدين قيمة متفقًا عليها ولا تحتاج إلى الجدال، فإن الخلاف مطروح دائمًا حول تحديد هذه الثوابت والمسئول عن تحديدها.