كل يوم يمر على الكيان الشيطانى المسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يثبت أنه لا علاقة له لا بالإسلام ولا بالمسلمين، إنما هو جزء من المؤامرة العالمية الموجهة ضد العرب والمسلمين، للتنكيل بالصورة الذهنية للإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد حركت الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى، من قبل جنود جيش الاحتلال الصهيونى، مشاعر كل مسلم ومسلمة في شتى بقاع الأرض، الغضب ملأ العروق، واحتقنت بالدماء الفائرة، غيرة على حرمة مقدساتنا الإسلامية، كل المسلمين غضبوا إلا فئة واحدة لم نسمع لها صوتا وسط كل هذا الغضب، ألا وهو التنظيم السرطانى "داعش"!!
فهذا الكيان السرطانى الخبيث، الذي انتشر في الجسد العربى، بعد أن استوطن منطقة العراق والشام، وإعلان (في خياله) قيام دولته المزعومة، لم يحركه اعتداء الصهاينة على قبلة المسلمين الأولى، فلم يدع أنصاره للاحتشاد على الحدود الإسرائيلية من الجانب السورى الذي يستوطنوه وينشروا فيه الخراب، لم نقرأ لهم بيان استنكار مما حدث أو وعيد وتهديد للجيش الصهيونى الذي يستبيح مقدساتنا بلا رادع أو تورع، لم يعلن "داعش" في بيان له أنه بصدد توجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل، لم يحركه تدنيس الجنود الإسرائيليين ساحة المسجد الأقصى، ولم يستفز نقطة دم واحدة في عروق أي داعشى، وهذا إن دل، يشير إلى أن تنظيم داعش ما هو إلا عملاء محترفون للدولة الصهيونية والأمريكان.
الدواعش ومن يمولوهم ومن يغذونهم بالسلاح، لا يجيدون سوى ذبح المسلمين والمسلمات، أنهم أسسوا لهذا الغرض، أنهم يمولون بمليارات الدولارات من أجل تفتيت عظام المنطقة العربية، التي تمثل معضلة للقوى الصهيونية في التمدد في الشرق الأوسط، فداعش، بكل هيلمانه الذي تداعية، لا يهمهم إلا جهاد النكاح واغتصاب نساء العرب من العراقيات والسوريات، المسيحيات منهن واليزيديات، حتى المسلمات الأكراد لم يسلمن من حقراء هذا التنظيم ووحشيته، فاغتصبوا نساء الشيعة والسنة، وكل من تقع تحت أيديهم تغتصب بدعوى أنها من سبايا الحرب.
هذا التنظيم يثبت كل يوم أنه إرهابى، ولا علاقة له بالإسلام، وأنه مؤامرة كبرى على الدين الإسلامي، فهو مرض خبيث يستهدف العروبة، والأحداث الأخيرة في القدس أكدت ذلك، ففى الوقت الذي ينتهك فيه بيت المقدس، نجد فرع داعش في مصر الذي يسمى نفسه بـ"تنظيم بيت المقدس" لم يحرك ساكنا، بل مشغول بتكسير عظام الدول العربية، ملقين بملف القضية الفلسطينية في بطن البحر، كما لو أن هذا الملف المهم لا يعنيهم في شيء!
على العرب والمسلمين الاتحاد من أجل التخلص من هذا التنظيم وتابعيه، حتى تعود القوة للأمة العربية والإسلامية، وقتها نستطيع أن نوقف الغطرسة الإسرائيلية، ونحرر المسجد الأقصى الأسير من دنس الصهاينة، الذين يعربدون في القدس، بعد أن زرعوا تنظيم داعش في المنطقة، فانشغل الجميع بمحاربة الإرهاب، ناسين حربهم الأصلية مع إسرئيل هذا الكيان المغتصب النسخة الدولية من داعش.
أن الفكر الداعشى هو نفس الفكر الصهيونى الذي تتبناه إسرائيل، وتعمل منذ عقود طويلة عليه، وقد تحقق ما خططت له بان ننشغل بمحاربة بعضنا البعض، وننسى قضية فلسطين، لكن مصر لم ترضخ لهذه الألاعيب الخسيسة، واستطاعت أن تكشف المؤامرة وتتصدى لكل المحاولات لدفن القضية الفلسطينة على مستوى الدولة، إلى جانب وقوفها بالمرصاد للإرهاب الذي سوف تقتلع جذوره، وتتخلص منه بإذن الله تعالى في القريب العاجل.