نكمل اليوم رحلة صديقى أحمد يونس بإسبانيا لا بد أن الحب كان أول الدروس التى استوعبها جيداً فها هو ينطلق ذات صباح مع صديقته الإسبانية الجميلة كريستى إلى حي الصاغة فى قلب قرطبة، حيث السياح من كل العالم، يرقصان ثم يستريحان فى مقهى، تقول له الحسناء الإسبانية عندما تلحظ شروده: كفاك تفكيرا أيها العاشق العربى. الظاهر أنك تعلمت الحب أخيراً فى هذه البلاد.
يرد عليها ساخراً: بل إن الجميع هنا يا صغيرة تعلموه على يدي، أنا الذى ألقيت البذرة الأولى فأنبتت كل هذه الحلاوة المشاكسة فى عينيك البدويتين!
صهرت الأندلس هذا الشاب المصرى وصنعت من حياته تكوينا خاصا عجيبا جعلت حياته كدفتر التليفون مليئة بالأسماء والأرقام والعناوين. جعلت حياته خطوط عرض وطول. ومفاتيح مدن وخرائط. وتوقيتات مختلفة. جعلت حياته صفحات خضراء وصفراء وحمراء. لمئات المطاعم الفاخرة والرخيصة. والملاهى الليلية الأنيقة والمبتذلة. وحانات الصيع والمساح وبيوت الدعارة بالموانئ بالمكتبات العامة وفنادق الدرجة الأولى والثانية والثالثة والعاشرة. وبنسيونات الضواحى ومداخل الجراجات والكنائس حيث ينام المتسولون. والعاهرات اللائى لم يدخرن لشيخوختهن سوى التجاعيد. والسكارى وكلاب الشوارع!
فى عام ١٩٨١ يعود الشاب أحمد يونس إلى الوطن. يسبق اسمه لقب دكتور بعد أن حصل على رسالة الدكتوراه من جامعة مدريد. ليعمل كاتبا صحفيا فى جريدة الأهرام القاهرية، ويفاجئ الناس فى مصر بأسلوبه الذى يتدفق حياة ومفرداته السريعة كنبضات قلبه المتحفز!
ويقول عنه الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس إنه موسيقار المعنى المتدفق. أما الفيلسوف زكى نجيب محمود فيقول: انتظرنا طويلاً حتى يظهر كاتب بهذه القدرة!
وتبدأ صداقتنا عندما يترك أحمد يونس «الأهرام» ليصبح أحد كبار كتاب دار «أخبار اليوم». ويسكن عموده الأسبوع «بين قوسين» الذى مازال ينشر حتى اليوم.
لكن الكتابة الصحفية لم تكن تكفى هذا الفارس الذى يعيش فى الظلام. لكن كل حروفه شموع تضيء لمن عميت أعينهم عن الرؤية، ويقتحم مشاكل مجتمعه وأكثرها إيلاما يدخل أحمد يونس على قدميه عالم المعوقين فى مصر. يذهب إليهم فى بيوتهم فى دور المكفوفين والمشلولين فى الشوارع وعلى النواحى. يتعرف إلى كل واحد منهم بالاسم. يستمع فى صبر أيوب. ويتعاطف بقلب كالمحيط. ويبدأ فى الحرب من أجل مشاكلهم. ويطلق عليه المعوقون لقب «كاباكا». ورغم أنه لا يعرف معناه. إلا أنه أحب الأسماء إلى نفسه.
وتوطدت الصداقة بينى وبين أحمد يونس. بعد أن عرفته قلبا كبيرا يمشى على قدمين. وعرفه وأحبه آخرون غيرى. نخبة من الأصدقاء تجمعت حوله. الموسيقار عمار الشريعى صديق صباه. الراحل الدكتور أحمد قدرى، رئيس هيئة الآثار الأسبق. الذى تعلم أحمد يونس منه الفروسية. الفنان الراحل أحمد زكى الممثل الموهوب، محمود عبدالعزيز، الإعلامية القديرة الراحلة سامية الأتربى. والجميلة آثار الحكيم.
وفوق شهرته ككاتب صحفى متميز تعرف الملايين فى مصر أحمد يونس صاحب الأفكار والمشروعات المصرية الجميلة. هو صاحب الدعوة للاحتفال بيوم وفاء النيل وكان يفضل أن يسميه «يوم الاعتذار إلى النيل». احتفال رائع كان أحمد يونس ينظمه لهذه المناسبة لسنوات. مهرجان جميل تمضى فيه المراكب الشراعية الملونة. ويحمل أحدها دمية فتاة جميلة هى عروس النيل. وقد قامت طائرات الهليوكبتر أكثر من مرة بتصوير هذا الاحتفال المصرى الخالص.
وأحمد يونس أيضا صاحب «القمح» وضرورة احتفال المصريين به هو نفسه صاحب مقولة «إن من لا يملك خبزة لا يملك حريته» واليوم يقول: «ومن لا يملك حريته أيضًا لا يملك خبزه!».
هذه هى صورة صديقى أحمد يونس.
ألا ترى معي كم هي رائعة؟!
يرد عليها ساخراً: بل إن الجميع هنا يا صغيرة تعلموه على يدي، أنا الذى ألقيت البذرة الأولى فأنبتت كل هذه الحلاوة المشاكسة فى عينيك البدويتين!
صهرت الأندلس هذا الشاب المصرى وصنعت من حياته تكوينا خاصا عجيبا جعلت حياته كدفتر التليفون مليئة بالأسماء والأرقام والعناوين. جعلت حياته خطوط عرض وطول. ومفاتيح مدن وخرائط. وتوقيتات مختلفة. جعلت حياته صفحات خضراء وصفراء وحمراء. لمئات المطاعم الفاخرة والرخيصة. والملاهى الليلية الأنيقة والمبتذلة. وحانات الصيع والمساح وبيوت الدعارة بالموانئ بالمكتبات العامة وفنادق الدرجة الأولى والثانية والثالثة والعاشرة. وبنسيونات الضواحى ومداخل الجراجات والكنائس حيث ينام المتسولون. والعاهرات اللائى لم يدخرن لشيخوختهن سوى التجاعيد. والسكارى وكلاب الشوارع!
فى عام ١٩٨١ يعود الشاب أحمد يونس إلى الوطن. يسبق اسمه لقب دكتور بعد أن حصل على رسالة الدكتوراه من جامعة مدريد. ليعمل كاتبا صحفيا فى جريدة الأهرام القاهرية، ويفاجئ الناس فى مصر بأسلوبه الذى يتدفق حياة ومفرداته السريعة كنبضات قلبه المتحفز!
ويقول عنه الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس إنه موسيقار المعنى المتدفق. أما الفيلسوف زكى نجيب محمود فيقول: انتظرنا طويلاً حتى يظهر كاتب بهذه القدرة!
وتبدأ صداقتنا عندما يترك أحمد يونس «الأهرام» ليصبح أحد كبار كتاب دار «أخبار اليوم». ويسكن عموده الأسبوع «بين قوسين» الذى مازال ينشر حتى اليوم.
لكن الكتابة الصحفية لم تكن تكفى هذا الفارس الذى يعيش فى الظلام. لكن كل حروفه شموع تضيء لمن عميت أعينهم عن الرؤية، ويقتحم مشاكل مجتمعه وأكثرها إيلاما يدخل أحمد يونس على قدميه عالم المعوقين فى مصر. يذهب إليهم فى بيوتهم فى دور المكفوفين والمشلولين فى الشوارع وعلى النواحى. يتعرف إلى كل واحد منهم بالاسم. يستمع فى صبر أيوب. ويتعاطف بقلب كالمحيط. ويبدأ فى الحرب من أجل مشاكلهم. ويطلق عليه المعوقون لقب «كاباكا». ورغم أنه لا يعرف معناه. إلا أنه أحب الأسماء إلى نفسه.
وتوطدت الصداقة بينى وبين أحمد يونس. بعد أن عرفته قلبا كبيرا يمشى على قدمين. وعرفه وأحبه آخرون غيرى. نخبة من الأصدقاء تجمعت حوله. الموسيقار عمار الشريعى صديق صباه. الراحل الدكتور أحمد قدرى، رئيس هيئة الآثار الأسبق. الذى تعلم أحمد يونس منه الفروسية. الفنان الراحل أحمد زكى الممثل الموهوب، محمود عبدالعزيز، الإعلامية القديرة الراحلة سامية الأتربى. والجميلة آثار الحكيم.
وفوق شهرته ككاتب صحفى متميز تعرف الملايين فى مصر أحمد يونس صاحب الأفكار والمشروعات المصرية الجميلة. هو صاحب الدعوة للاحتفال بيوم وفاء النيل وكان يفضل أن يسميه «يوم الاعتذار إلى النيل». احتفال رائع كان أحمد يونس ينظمه لهذه المناسبة لسنوات. مهرجان جميل تمضى فيه المراكب الشراعية الملونة. ويحمل أحدها دمية فتاة جميلة هى عروس النيل. وقد قامت طائرات الهليوكبتر أكثر من مرة بتصوير هذا الاحتفال المصرى الخالص.
وأحمد يونس أيضا صاحب «القمح» وضرورة احتفال المصريين به هو نفسه صاحب مقولة «إن من لا يملك خبزة لا يملك حريته» واليوم يقول: «ومن لا يملك حريته أيضًا لا يملك خبزه!».
هذه هى صورة صديقى أحمد يونس.
ألا ترى معي كم هي رائعة؟!