الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

محاسن الحلو رائدة ترويض الأسود

محاسن الحلو
محاسن الحلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ابن الوز عوام».. مثل قديم انطبق على «محاسن الحلو»، أسماها الأمريكان المرأة الحديدية، وهى أول امرأة عربية تروض الحيوانات المفترسة.. بدأت صداقتها مع الحيوانات المفترسة فى الرابعة من عمرها، حيث كانت تعمل مساعد مدرب الأسود خارج القفص.
ولدت محاسن عام ١٩٣٣، لتجد نفسها محاطة بالأسود والنمور الصغيرة، تطلق على كل أسد منها اسمًا، تلعب معهم كأنهم دمى صغيرة لا خوف منها.. «هاملت، أندرو، توتة، راموا، فرنسوا».. بعض الأسماء التى أطلقتها «محاسن» على أطفالها الأسود، التي تتراوح أعمارها بين الرابعة والخامسة والنصف، وهي السن المناسبة للعمل فى السيرك.
حصلت على لقب أول امرأة عربية تروض الأسود، وهى فى سن التاسعة عشرة من عمرها، ولم يكن هذا أمرًا طبيعيًا حينها، لهذا حرصت على الاحتفاظ بالريادة واكتشاف أساليب جديدة فى ترويض الأسود، فاستحقت لقب المرأة الحديدية خلال تقديمها لأحد العروض فى ولاية نيويورك الأمريكية.
لم تكن محاسن لتتزوج شخصًا أقل منها، فتزوجت رجلًا حقت له الريادة، لكن فى مجال آخر غير السيرك وهو «محمد كوتة»، أول من أدخل الملاهى إلى مصر، وأنجبت منه «مدحت ومنال».. مدحت سار على نهج والدته وأصبح مدربا للأسود بالسيرك القومي، وتقدم فقرته مذيعة السيرك شقيقته منال، ولم يتوقف الإبداع فى ترويض الأسود عند نجليها، وإنما محاسن الحلو هى جدة «أنوسة كوتة»، مدربة الأسود الشهيرة.
تحمل محاسن الحلو مشاعر للأسود والنمور، بدرجة لا تجعلها تفرق بينهم وبين أبنائها، تتواصل معها بالنظرات، ومن النظرة الأولى تنفذ ما يطلب منها، إلا أن هذا الحب لم يمنع أحد أسودها من الهجوم عليها، هى ونجلها مدحت كوتة فى أحد العروض التابعة للسيرك القومى بمدينة الإسكندرية، وبعدها خرجت الحلو تطالب بالتأمين على حياة المدربين الذين يحملون أرواحهم على أيديهم، ليشعروا الجمهور بالسعادة بينما دقات قلوبهم بلغت الحناجر من شدة القلق.
عاشت متعددة المواهب، فلعبت الأكروبات وروضت الأسود، وكذلك شاركت فى ثلاثة أفلام سينمائية هم «أشجع رجل فى العالم عام ١٩٦٨، عليش دخل الجيش عام ١٩٨٩، وديل السمكة عام ٢٠٠٣».
فى الثانى عشر من ديسمبر عام ٢٠٠٦، ودعت محاسن الحلو أبناءها وأسودها ونمورها، وصعدت روحها إلى السماء، تاركة تاريخًا حافلًا من حبس الأنفاس والبهجة فى كل محافظة فى مصر وخارجها.