الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الثورة البائسة (3)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواصل «موسى الموسوى» حديثه حول «الخمينى» وخيانته وعمالته للأمريكان، فيقول: نحن وإن كنا لا ندرى بالضبط تفاصيل المحادثات التى دارت بين الأمريكان وزمرة «الخمينى»، إلا أننا ندرى أنه التحق بـ«الخمينى» فى النجف، وقبل أن يغادرها بيوم واحد صديقه ومستشاره الدكتور «إبراهيم يزدى» الأمريكى الجنسية! وكان هذا الشخص فى رفقة «الخمينى» فى باريس ومن أقرب المقربين إليه.
و«اليزدى» هذا عُين فى أول وزارة شُكلت بعد نجاح الثورة برئاسة «بازركان» نائبًا لرئيس الوزراء فى شئون الثورة ومتابعتها ووزيرًا للخارجية فيما بعد.
ووجود مثل هذا الشخص الأمريكى الجنسية فى قلب النظام كان تعبيرًا بليغًا عن التعاون الحميم بين ثورة «الخمينى» وأمريكا! ناهيك عن المحادثات التى دارت رحاها فى باريس بين «الخمينى» و«رمزى كلارك» وزير العدل الأمريكى السابق، وكذلك المحادثات التى دارت بين زمرة «الخمينى» فى طهران مع الأمريكان، كما اعترف «بازركان» و«بهشتى» و«رفسنجانى» وغيرهم من أركان الزمرة الحاكمة واعترفوا فى الصحف والإذاعة والتليفزيون أنهم أجروا تلك الاتصالات بعلم «الخمينى» وبأمره!
ولم يكن «اليزدى» هو الأمريكى الوحيد فى الدولة بل كان كل من «أمير انتظام» وزير الدولة والناطق الرسمى باسمها و«د. جمران» وزير الدفاع على شاكلة «اليزدى» يحملان الجنسية الأمريكية.
وكان من الشائع أن «اليزدى» وزميليه عملاء مأجورون معروفون للمخابرات المركزية الأمريكية؛ ومع أن نشوة الانتصار حجبت عن الشعب تلك الجسور الممتدة بين «الخمينى» و«الأمريكان»، وكان يسمع «الخمينى» فى خطبه اليومية يردد: أن «الأمريكان» كانوا وراء كل ما لاقاه الشعب الإيرانى، وأنهم السبب الحقيقى لكل ما لاقته «إيران» فى ربع قرنٍ من الذل والهوان، ولكن بدأت تظهر على صفحات بعض الجرائد أسئلة حول وجود هؤلاء «الأمريكان» فى حكومة «بازركان»، ثم أسئلة أخرى تسأل «الخمينى» و«بازركان» عن عدم إلغاء المعاهدات العسكرية وعن صفقات أسلحة بآلاف الملايين، وعن الاتفاقات التجارية التى أبرمت بين نظام «الشاه» و«الأمريكان» طالما أن الثورة فى حقيقتها ضد السياسة الأمريكية فى «إيران»؟!
ولكن الشعب لم يسمع أجوبة مقنعة، وظلت العلاقات الأمريكية على أحسن ما يرام، فالأمريكان ومن منطلق مصالحهم لم يضحوا بالشاه فى سبيل «الخمينى» إلا ليكون الأخير صديقًا حميمًا قويًا جديدًا!
... سقوط الإمبراطور...!
ثم يواصل «الموسوى» فيقول: لقد تعاونتْ وتكاتفتْ فئاتٌ شتى لإسقاط الشاه، وقامت باستقطاب الجماهير فى كل مكان، ومن هذه الفئات:
الجبهة الوطنية التى كانت ترى الدكتور «مصدق» رائدًا لها.
ونهضة المقاومة الشعبية التى أسسها «الزنجانى» والمهندس «بازركان» بعد أن انشقا من الجبهة الوطنية، وكانت لهاتين المجموعتين نفوذ كبيرة فى الأوساط الجامعية وغيرها.
مجاهدى خلق وهو حزب أسسه «موسى خيابانى» و«مسعود رجوى» وغيرهما، وكانوا يقاومون مقاومة مسلحة.
وكبار رجال الدين الذين كانت لهم نفوذ واسعة بين صفوف الشعب، وكانوا على النقيض من «الخمينى» وزمرته فى أفكاره وسياسته، ولكن جمعتهم المصيبة فى خندق واحد ضد «الشاه».
جماعة الدكتور «شريعتى»، وكانوا كلهم من طلاب الجامعات.
لم يظن الشعب الإيرانى أبدًا أن زعيمًا دينيًا مثل «الخمينى» يكون بهذه الفصاحة أمام العالم، وعندما يصل إلى مأربه يجعل كل الوعود تحت قدميه!
ولم يكن الخمينى وحده فى ميدان الثورة، بل كان هنالك آخرون وهم على خلاف «الخمينى»، بل على طرف نقيض منه وهم: الإمام «الطالقانى» والإمام السيد «كاظم الشريعتمدارى» والإمام «القمى» والإمام «الزنجانى» وكان لكل واحدٍ منهم دورٌ عظيم فى نجاح الثورة، ثم عادوا إلى بيوتهم لا يسعون إلى السلطة ولا يتعاملون مع «الخمينى»، بل وعارضوا استيلاءه على السلطة هو وزمرته بالحديد والنار، واعتبروا الدستور مزورًا والانتخابات مزورةً، وأعلنوا أن كل ما بنى على باطلٍ فهو باطل.
ولم يظهر «الخمينى» فى الأيام الأولى بعد نجاح الثورة ما كان يضمره فى قلبه من جعل نفسه واليًا على العباد والبلاد!
بل عين المهندس «بازركان» رئيسًا للوزراء، وأطلق يده فى تعيين وزرائه، وعاد إلى «قُم» يستقبل جماهير الشعب كمرشدٍ للثورة، يُلقى فيهم الخطب اليومية، كلما اجتمع على بابه رهطٌ من الناس، ولكن فى الوقت نفسه استولت زمرته على أربعةٍ من أهم المرافق الحيوية فى البلاد هى:
الحرس الثورى الذى تم تشكيله منذ الأيام الأولى من نجاح الثورة.
اللجان الثورية التى شُكلت فى المساجد، وعلى رأس كل لجنة منها رجل من رجال الدين المحسوبين على «الخمينى».
المحاكم الثورية التى بدأت بتصفية المعارضين ورجال العهد الملكى فورًا.
الإذاعة والتليفزيون.
وفى الأسبوع الأول من العهد الجديد –عهد «الخمينى» التعيس- حدثت أحداث مثيرة جدًا، سنبينها فى الأسبوع المقبل –إن شاء الله-
فـــ...
للحديث بقية إن شاء رب البرية.