السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

أبزر المتنافسين على رئاسة التيار العوني يتنازل لصالح وزير الخارجية اللبناني

 وزير الخارجية اللبناني
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تدشين لأسرة سياسية جديدة في لبنان.. تنازل آلان عون ابن شقيقة العماد ميشال عون عن ترشحه في انتخابات رئاسة التيار الوطني الحر خلفا لعون لصالح وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل (زوج ابنة عون).
وقال عون، الذي يترأس أيضا "تكتل التغيير والإصلاح" بالبرلمان اللبناني - في كلمة لوفد من منسقي التيار الوطني الحر -"إن هذا التفاهم لا يعني نهاية انتخابات التيار فنحن لم نمنع أحدا من الترشح، ولن نمنع أحدا من الترشح.. أنا أشكل ضمانة للجميع، فمؤسس التيار يضمن الجميع، نحن نموت ولكن التيار يبقى".
وأضاف: لأننا على الرغم من جميع الشوائب التي اعترضتنا، نريد أن يكون التيار نموذجا للأحزاب الأخرى، كما نريد أن نجعل وطننا نموذجا يحتذى.
وأوضح "هناك عمل كثير ما بعد هذا الاستحقاق، إذ يجب تدريب القاعدة وتثقيفها على الديمقراطية، كما يجب ألا ينتهي العمل عند أي استحقاق، فحجم التيار من حجم الوطن، وبقاؤه من بقاء هذا الوطن".
ومن جانبه ، قال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون منافس باسيل في انتخابات التيار الوطني الحر، في بيان صحفي عقب انسحابه، "عندما قرّرت خوض انتخابات رئاسة التيار الوطني الحر، كنت أطمح من خلال هذا التنافس إلى تقديم رؤيتي لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة والسعي لتقديم ما أراه الأفضل والأنسب لمستقبل التيار انطلاقاً من تجربة العشر سنوات الأخيرة وما ينتظرنا من تحديات في المرحلة المقبلة، إلا أن مسار الأمور منذ انطلاق الحملة الانتخابية انحرف عن الأهداف المرجوّة وأظهر عدم نضوج الظروف الملائمة لحماية العملية الانتخابية الحزبية الديمقراطية وينذر بانقسام يشكل خطراً على وحدة التيار في المرحلة التي ستلي الانتخابات".
وأضاف آلان عون، في بيانه، أنه "نزولاً عند رغبة العماد عون وانطلاقاً من ثقتي المستمرّة بشخصه، وإدراكاً مني لخطورة التداعيات على وحدة التيار خاصة في تلك المرحلة التي يتعرّض فيها للاستهداف السياسي الكبير، أدعوكم جميعاً إلى تجاوز تلك المحطة والاستمرار في العمل سوياً يداً بيد لخير هذا التيار ومستقبله، شاكراً كل من عبّر لي عن تأييده ومحبته وثقته".
ومن الناحية الفعلية أصبح باسيل رئيسا للتيار في انتظار تتويجه رسميا في انتخابات التيار الشهر المقبل في ظل غياب أي منافسين حتى الآن، وخاصة بعد انسحاب آلان عون الذي كان يحظى بشعبية كبيرة وفقا لما قاله ميشال عون نفسه عنه ، كما أن عددا من قيادات التيار التف حوله أملا في منافسة باسيل.
وكان انطوان خوري أحد قيادات التيار الوطني الحر قد استقال أمس الأول من التيار احتجاجا على غياب الديمقراطية في الانتخابات.
وارتبط التيار الوطني الحر بمؤسسه العماد ميشال عون حتى وصف بالتيار العوني، ولاينتمي عون إلى عائلة لبنانية سياسية عريقة كآل جنبلاط والجميل بل كان قائدا للجيش خلال الحرب الأهلية ثم اضطر للهرب إلى فرنسا بعد انتهاء الحرب وسيطرة الجيش السوري على البلاد، إلا أنه عاد بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري عام 2005 ثم أصبح حليفا لحزب الله وسوريا.
ويقوم خطاب عون على مهاجمة مايعتبره فسادا للطبقة السياسية الحاكمة في لبنان والدعوة لاسترداد حقوق المسيحيين على أساس المناصفة.
ويرى عون أنه زعيم مسيحيي لبنان بل يصفه بعض مؤيديه وحلفائه بأنه زعيم مسيحيي الشرق ، ويرى أنه الأجدر بالرئاسة اللبنانية نظرا لأنه يمتلك أكبر كتلة مسيحية في البرلمان ، والتي بدروها تشكل ثانى أكبر برلمانية بعد كتلة تيار المستقبل.
وعلى مدار مئات السنين حكمت لبنان أسر سياسية تعود جذورها للنظام الإقطاعي في البلاد، فأسرة مثل أرسلان الدرزية تعود جذورها وفقا لبعض الروايات للمناذرة اللخميين وقد أقطعهم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الجبال المطلة على بيروت في القرن الثامن الميلادي لمواجهة الغزوات البيزنطية ثم توالت الأسر الحاكمة بعد ذلك على البلاد .
وكان التغير السياسي الأساسي في لبنان هو ظهور أسر سياسية وإقطاعية جديدة لتحل محل أسر قديمة في قيادة الطوائف الدينية ، بالإضافة إلى تغير موازين القوى بين الطوائف، ولكن النظام السياسي يقوم على الطائفية السياسية التي تقودها أسر حاكمة.
وبدأ الساسة اللبنانيون المخضرمون الحاليون توريث مناصبهم إلى خلفائهم وهم على قيد الحياة، فالرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل سليل أسرة الجميل العريقة التي قدمت للبلاد رئيسين تخلى عن رئاسة حزب الكتائب اللبنانية مؤخرا لصالح نجله سامي الجميل ، أما الزعيم الدرزي الشهير وليد جنبلاط فبدأ يؤهل ابنه لوراثته، وإن لم يتخل عن أي المناصب له حتى الآن.
بينما هناك عدد من القادة السياسيين البارزين الحاليين هم ورثة لأبائهم مثل سعد الحريري رئيس تيار المستقبل ، وسليمان فرنجية رئيس تيار المردة.
وتتم عملية التوريث عبر انتخابات حقيقية ونزيهة لأن المجتمع اللبناني نفسه يؤيد هذا التوجه ، والتوريث السياسي ينتشر حتى في أصغر المناصب السياسية في انتخابات البلديات وغيرها.