ذات صباح مشرق في العام 2006، كان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين آنذاك مهدى عاكف، على موعد مع خبر سعيد، فقد تمكنت ياسمين حسين الإخوانية زوجة وائل مصباح القيادي في التنظيم الدولي من الحصول على وظيفة قيادية في منظمة العفو الدولية تمكنها من التأثير المباشر على تقارير المنظمة ورؤيتها لتيار الإسلام السياسي حول العالم، هذا المنصب الرفيع والهام دفع المرشد إلى التمتمة بكلمات أغنية شادية الشهيرة في مسرحية ريا وسكينة "وناسبنا الحكومة" مع تغيير كلمة الحكومة بالعفو الدولية.. أكبر المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان حول العالم.
يعلم "لوبى" الإخوان الدولي جيدًا أهمية منظمات حقوق الإنسان الدولية، فهذه المؤسسات وتقاريرها تصلح دائمًا لتبييض وجه الجماعة وإخفاء هدفها الحقيقي عن الغرب، ومكنها هذا التواجد الواسع من حصار الدولة المصرية وصنع مظلومية الإخوان الجديدة عقب ثورة 30 يونيو، فلا يمر يوم دون بيان أو تقرير حقوقي يدين أي تحرك تقوم به الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، وخطتهم فى العمل واضحة وهى تشوية الدولة المصرية وتكريس فكرة القمع وغياب الديمقراطية.
كانت العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، لسنوات عديدة، هى خط الدفاع الدولي الأول للجماعة في مواجهة أجهزة الدولة، دون أن يكشف أحد العلاقة الخفية بينها، فمع كل حملة أمنية ضد أفرادها كانت تصدر التقارير والتحذيرات الدولية المنحازة للإخوان، دونما التحقق من صحة الاتهامات الموجهة ضد الجماعة، حتى بعثاتها الوافدة لمصر كانت تشن هجومًا حادًا على الدولة مستندة إلى المعلومات التي توفرها لها الجماعة دون الاعتداد بما تقوله الدولة، وهو ما كشفته جريدة التايمز فى تحقيقها عن ياسمين الإخوانية التي حضرت إلى مصر فى مهمة خلال رئاسة مرسى، وباتت ليلة في منزل مستشارة حسن القزاز ثم اجتمعت بأحد مسئولي الحكومة فى اليوم التالي قبل أن تعود إلى لندن.
استعدت الجماعة منذ زمن بعيد لمعركتها الكبرى مع الدولة عبر جناحين أحدهما عسكري يتبع خيرت الشاطر، والآخر حقوقي دولي يتولاه كل من عصام الحداد وحسن القزاز واعتمد على السيطرة على مراكز أبحاث فى الولايات المتحدة مثل "كارنيجى" وبروكنجز الذى تدعمه دولة قطر سنويًا بعشرة ملايين دولار، وافتتح مؤخرًا فرعًا له في الدوحة، بالإضافة إلى مؤسسات الإغاثة الدولية وحقوق الإنسان عبر زرع عناصرهم داخل كل من العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومقر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وغيرها من المؤسسات التى تمكنوا من اختراقها، وكانت الجماعة حريصة على إخفاء تلك العلاقة حتى لا يتسببوا في إحراج هذه المؤسسات.
ما كشفته التايمز البريطانية عن عميلة الإخوان في العفو الدولية لم يكن جديدًا في حد ذاته، لكن الجديد أن الإعلام البريطاني قرر مواجهة الإخوان في بريطانيا وكشف تحركاتهم وعلاقتهم بالجماعات المتطرفة، رغم رفض الحكومة البريطانية تصنيفها كجماعة إرهابية، إلا أن كشف علاقتها السرية بالمؤسسات المدنية في لندن ومتابعة حركة أموالها أصاب الجماعة بالفزع، فكشف المخفي سيشل حركة الجماعة وتوغلها في المجتمع البريطاني كما سيكشف علاقتها الخفية بالتنظيمات الإرهابية النشطة سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا.
تصنيف زوج ياسمين كإرهابي مشتبه به خلال محاكمة جنائية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيارتها لمصر خلال حكم مرسى، ومبيتها في منزل حسن القزاز خلال مهمة خاصة لمنظمة العفو فى القاهرة، كانت أول الخيط الذى كشف المستور والإشارة الخضراء إلى البحث خلف علاقة العفو الدولية والجماعة.
ووفقًا لما هو معلوم عن تحركات الجماعة في مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الدولية، البداية تأتى دائمًا من منظمة الإغاثة الإسلامية، فياسمين وصلت إلى الأمم المتحدة والعفو الدولية عبر عملها في الإغاثة الإسلامية عبر العالم في منصب مدير الاتصالات والعلاقات الخارجية والدفاع، حيث كانت مسئولة عن التعامل مع جهود الإغاثة الطارئة والتنمية، وتطوير استراتيجية الدعوة العالمية والضغط على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومات، ووصل نفوذها إلى درجة تواجدها ضمن قائمة أكثر 100 آسيوى نفوذًا في بريطانيا.
وتعتبر مؤسسة الإغاثة الإسلامية الأقوى بين 13 مؤسسة خيرية ومالية كبرى، يتحكم فيها قيادات التنظيم الدولي، وكان عصام الحداد مستشار مرسى هو مدير "المنظمة الإسلامية للإغاثة" أو «ISLAMIC RELIEF WORLDWIDE» ابتداء من عام 1992 وصولًا إلى 12 يوليو 2013، وكان الحداد مسئولًا عن التنسيق بين 64 جمعية في الخارج، وهذا المنصب كان يتطلب عدم الظهور على السطح، وتحت غطاء هذا المنصب التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية فى 8 ديسمبر 2012، وهى الواقعة الشهيرة التى التقى أيضًا فيها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وطلب منه المساعدة في مواجهة المؤسسة العسكرية.
ووفقًا للسجلات البريطانية، فإن مؤسسة الإغاثة الإسلامية أُنشئت عام 1989 فى 28 دولة، يترأس إدارتها بجانب "الحداد" مجموعة من قيادات الإخوان، على رأسهم أحمد كاظم الراوى، عراقى الجنسية، وهو شقيق الدكتور عصام الراوى، أحد أقطاب تنظيم الإخوان بالعراق، إضافة إلى آخرين، من بينهم الدكتور هانى عبدالجواد البنا المنصورى، الذى ينفى دائمًا خلال حواراته فى صحف أجنبية وعربية وجود أى صلة له بعائلة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، لكن المفاجأة كانت فى نهاية مايو 2013 عند ظهوره الأول فى مصر كمتحدث رسمى باسم مؤتمر "تكامل"، وهو المؤتمر الذى دعا له الرئيس المعزول لجمعيات المجتمع المدنى فى مصر، بحضور 250 جمعية، منها جمعيات تابعة لتنظيم الإخوان، جمدت الحكومة المصرية أموالها فى الفترة الماضية.
ويكشف ستيفن إمرسون، الصحفي الأمريكي المتخصص فى شئون مكافحة الإرهاب، فى إحدى دراساته عن الإخوان، مؤسسة الإغاثة الإسلامية وجميع المنظمات التابعة لها الموزعة على شكل جمعيات ومنظمات وهيئات مستقلة هدفها التأثير في الجوانب الثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية، وهى في مجموعها واجهات إخوانية تشارك في صياغة تيار عالمي له أبعاد سياسية مدروسة تسعى لتمكين الجماعة من حكم دول عديدة حول العالم.
ولعل قصة ياسمين الإخوانية تجيب عن السؤال الذى طرحته الأسبوع الماضي، وهو لماذا لم تدين الجماعة قرار العفو الدولية بعدم تجريم الدعارة؟.. والإجابة أنه لا يمكن أن يدين الشريك شريكه وهما في معركة واحدة يتحدد فيها مصير أحدهما حتى لو تبنى الشريك مفاهيم تعارض الشريعة الإسلامية التي يسعى الآخر لتطبيقها.. وفى ذلك تأكيد صارخ على "ميكافيلية" الجماعة التى يمكن أن تدوس على مبادئها من أجل الوصول إلى السلطة.
يعلم "لوبى" الإخوان الدولي جيدًا أهمية منظمات حقوق الإنسان الدولية، فهذه المؤسسات وتقاريرها تصلح دائمًا لتبييض وجه الجماعة وإخفاء هدفها الحقيقي عن الغرب، ومكنها هذا التواجد الواسع من حصار الدولة المصرية وصنع مظلومية الإخوان الجديدة عقب ثورة 30 يونيو، فلا يمر يوم دون بيان أو تقرير حقوقي يدين أي تحرك تقوم به الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، وخطتهم فى العمل واضحة وهى تشوية الدولة المصرية وتكريس فكرة القمع وغياب الديمقراطية.
كانت العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، لسنوات عديدة، هى خط الدفاع الدولي الأول للجماعة في مواجهة أجهزة الدولة، دون أن يكشف أحد العلاقة الخفية بينها، فمع كل حملة أمنية ضد أفرادها كانت تصدر التقارير والتحذيرات الدولية المنحازة للإخوان، دونما التحقق من صحة الاتهامات الموجهة ضد الجماعة، حتى بعثاتها الوافدة لمصر كانت تشن هجومًا حادًا على الدولة مستندة إلى المعلومات التي توفرها لها الجماعة دون الاعتداد بما تقوله الدولة، وهو ما كشفته جريدة التايمز فى تحقيقها عن ياسمين الإخوانية التي حضرت إلى مصر فى مهمة خلال رئاسة مرسى، وباتت ليلة في منزل مستشارة حسن القزاز ثم اجتمعت بأحد مسئولي الحكومة فى اليوم التالي قبل أن تعود إلى لندن.
استعدت الجماعة منذ زمن بعيد لمعركتها الكبرى مع الدولة عبر جناحين أحدهما عسكري يتبع خيرت الشاطر، والآخر حقوقي دولي يتولاه كل من عصام الحداد وحسن القزاز واعتمد على السيطرة على مراكز أبحاث فى الولايات المتحدة مثل "كارنيجى" وبروكنجز الذى تدعمه دولة قطر سنويًا بعشرة ملايين دولار، وافتتح مؤخرًا فرعًا له في الدوحة، بالإضافة إلى مؤسسات الإغاثة الدولية وحقوق الإنسان عبر زرع عناصرهم داخل كل من العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومقر المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وغيرها من المؤسسات التى تمكنوا من اختراقها، وكانت الجماعة حريصة على إخفاء تلك العلاقة حتى لا يتسببوا في إحراج هذه المؤسسات.
ما كشفته التايمز البريطانية عن عميلة الإخوان في العفو الدولية لم يكن جديدًا في حد ذاته، لكن الجديد أن الإعلام البريطاني قرر مواجهة الإخوان في بريطانيا وكشف تحركاتهم وعلاقتهم بالجماعات المتطرفة، رغم رفض الحكومة البريطانية تصنيفها كجماعة إرهابية، إلا أن كشف علاقتها السرية بالمؤسسات المدنية في لندن ومتابعة حركة أموالها أصاب الجماعة بالفزع، فكشف المخفي سيشل حركة الجماعة وتوغلها في المجتمع البريطاني كما سيكشف علاقتها الخفية بالتنظيمات الإرهابية النشطة سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا.
تصنيف زوج ياسمين كإرهابي مشتبه به خلال محاكمة جنائية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيارتها لمصر خلال حكم مرسى، ومبيتها في منزل حسن القزاز خلال مهمة خاصة لمنظمة العفو فى القاهرة، كانت أول الخيط الذى كشف المستور والإشارة الخضراء إلى البحث خلف علاقة العفو الدولية والجماعة.
ووفقًا لما هو معلوم عن تحركات الجماعة في مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الدولية، البداية تأتى دائمًا من منظمة الإغاثة الإسلامية، فياسمين وصلت إلى الأمم المتحدة والعفو الدولية عبر عملها في الإغاثة الإسلامية عبر العالم في منصب مدير الاتصالات والعلاقات الخارجية والدفاع، حيث كانت مسئولة عن التعامل مع جهود الإغاثة الطارئة والتنمية، وتطوير استراتيجية الدعوة العالمية والضغط على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومات، ووصل نفوذها إلى درجة تواجدها ضمن قائمة أكثر 100 آسيوى نفوذًا في بريطانيا.
وتعتبر مؤسسة الإغاثة الإسلامية الأقوى بين 13 مؤسسة خيرية ومالية كبرى، يتحكم فيها قيادات التنظيم الدولي، وكان عصام الحداد مستشار مرسى هو مدير "المنظمة الإسلامية للإغاثة" أو «ISLAMIC RELIEF WORLDWIDE» ابتداء من عام 1992 وصولًا إلى 12 يوليو 2013، وكان الحداد مسئولًا عن التنسيق بين 64 جمعية في الخارج، وهذا المنصب كان يتطلب عدم الظهور على السطح، وتحت غطاء هذا المنصب التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية فى 8 ديسمبر 2012، وهى الواقعة الشهيرة التى التقى أيضًا فيها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وطلب منه المساعدة في مواجهة المؤسسة العسكرية.
ووفقًا للسجلات البريطانية، فإن مؤسسة الإغاثة الإسلامية أُنشئت عام 1989 فى 28 دولة، يترأس إدارتها بجانب "الحداد" مجموعة من قيادات الإخوان، على رأسهم أحمد كاظم الراوى، عراقى الجنسية، وهو شقيق الدكتور عصام الراوى، أحد أقطاب تنظيم الإخوان بالعراق، إضافة إلى آخرين، من بينهم الدكتور هانى عبدالجواد البنا المنصورى، الذى ينفى دائمًا خلال حواراته فى صحف أجنبية وعربية وجود أى صلة له بعائلة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، لكن المفاجأة كانت فى نهاية مايو 2013 عند ظهوره الأول فى مصر كمتحدث رسمى باسم مؤتمر "تكامل"، وهو المؤتمر الذى دعا له الرئيس المعزول لجمعيات المجتمع المدنى فى مصر، بحضور 250 جمعية، منها جمعيات تابعة لتنظيم الإخوان، جمدت الحكومة المصرية أموالها فى الفترة الماضية.
ويكشف ستيفن إمرسون، الصحفي الأمريكي المتخصص فى شئون مكافحة الإرهاب، فى إحدى دراساته عن الإخوان، مؤسسة الإغاثة الإسلامية وجميع المنظمات التابعة لها الموزعة على شكل جمعيات ومنظمات وهيئات مستقلة هدفها التأثير في الجوانب الثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية، وهى في مجموعها واجهات إخوانية تشارك في صياغة تيار عالمي له أبعاد سياسية مدروسة تسعى لتمكين الجماعة من حكم دول عديدة حول العالم.
ولعل قصة ياسمين الإخوانية تجيب عن السؤال الذى طرحته الأسبوع الماضي، وهو لماذا لم تدين الجماعة قرار العفو الدولية بعدم تجريم الدعارة؟.. والإجابة أنه لا يمكن أن يدين الشريك شريكه وهما في معركة واحدة يتحدد فيها مصير أحدهما حتى لو تبنى الشريك مفاهيم تعارض الشريعة الإسلامية التي يسعى الآخر لتطبيقها.. وفى ذلك تأكيد صارخ على "ميكافيلية" الجماعة التى يمكن أن تدوس على مبادئها من أجل الوصول إلى السلطة.