عماد عليبي فنان وملحن وموسيقي تونسي، انطلق
من رحم المكناسي، حيث النشأة والدراسة الأولية حتى الثانوية، لينتقل منها إلى
العاصمة التونسية، حتى تمثلت النقلة الحقيقية في حياته بسفره إلى عاصمة النور
باريس، كانت نقطة البداية لمشواره الفني كعازف إيقاع، استطاع لفت انتباه آذان عشاق
الموسيقي حول العالم بطريقته الخاصة في إلقاء تعاويذ المزيكا عبر الإيقاعات، في
مشروعه الخاص "سفر"، اسم اختاره ليعبر ببساطة عن محتواه الجامع بين
"مكس" من سحر الإيقاعات من عديد البلدان والثقافات، اختزلت تجربته
الشخصية في السفر والتنقل بين العالمين العربي والغربي، ليشرب من نهل الثقافة والفنون
بين الشرق والغرب، مشروع هو أقرب إلى رحلة موسيقية ألغت تعريف الحدود من قاموس
الغربة، جمع بين جمال الإيقاعات من أرض موطنه تونس، وبلاد المغرب، بلمسة من سحر
الهند وتركيا وحتى إيطاليا وفرنسا، في "وجبة" استماعية متعددة البهارات.
"سفر خلاصة تنقلاتي بين
الثقافات، تجربة حياتية ترجمت بالموسيقى إلى ألبوم".. هكذا يلخص
"عليبي" تعريف مشروعه الفني، بعيدًا عن المزايدات في الوصف والتعبير
بالكلمات، جرب فقط أن تسمع إحدى تراكاته،
استمتع مثلًا بمعزوفة "نفس" والتي تدخلك في "مود" صوفي بعالم
الروحانيات، استعان خلالها بجمال "الدف" ليصنع منه قالبًا موسيقيًا يمس
"الروح" قبل الأذن، بمشاركة عازف الكمان الكبير زياد الزواري، أو خذ نفسًا عميقًا واسرح مع أغنية "مكناسي"،
والتي تحمل اسم بلده الأم، وجسد فيها ميلاد الثورة التونسية التي أطاحت بالنظام
الاستبدادي الحاكم في البلاد، ومزج فيها موسيقى حماسية مع كلمات "طلعت شمس
الحرية" بالصوت الساحر للفنانة آمال مثلوثي، واستمر في رحلتك السماعية في
دنيا السفر بين 8 تراكات مختلفة، مثل "يحدق في الرمال"، و"ضجة من
الإسكندرية"، "لبضعة دنانير أكثر"، وغيرها ضمها الألبوم.
تنوعت بين اللغات العربية والفرنسية، حملت بين
سطور نوتاتها "حالة" من الاستمتاع الخالص تدخلك في سرحان بين مذاقات
الإيقاعات متنوعة، البدوية تارة، والفلكلورية المغاربية تارة أخرى، مضاف عليها
جرعة من الروك، مصحوبة بلمسة من التأثيرات الإلكترونية، مع الجمع بين آلات إيقاعية
شرقية وغربية، لينتج في الأخير مزيج
موسيقي غير معتاد، وشارك في توزيع الألبوم عازف الجيتار الإنجليزي جاستين آدامز، حقق
"سفر" منذ إطلاقه قرابة عام مضى، نجاحًا جماهيريًا على المستوى العالمي،
وانتهى "عليبي" مؤخرًا من جولته الفنية بسلسلة من الحفلات الموسيقية انتقل
فيها بين انجلترا وفرنسا وتونس، والتي يحن إلى الأخيرة للعودة من حين لآخر لأرض
ميلاده، نظرًا لكون حفلاته في بلاد المهجر والغربة أكثر من موطنه، وكانت آخر
حفلاته بمصر في أبريل الماضي بالغردقة، وينوي العودة من جديد لأم الدنيا في
المستقبل القريب، كما يضع في الوقت الحالي
لمساته الأولية على مشروعه الجديد "ريتميك هيريتاج"، بصحبة عازف
الترومبيت والجاز الفرنسي ميشال مار، بجانب التحضير لجولة موسيقية جديدة لألبوم
"سفر" خلال شهر نوفمبر، يتنقل فيها بين تونس والمغرب وفرنسا.