الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

إسرائيل تطور القدرات القتالية والفنية لغواصات "دولفين" الألمانية

غواصات دولفين الألمانية
غواصات "دولفين" الألمانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بحلول العام 2019 ستكون لدى إسرائيل ترسانة قوامها 6 غواصات ألمانية الصنع من طراز "دولفين" منها 4 غواصات استلمتها إسرائيل بالفعل ودخلت إلى الخدمة العاملة في البحرية الإسرائيلية كان أحدثها التي انضمت إلى الخدمة في سبتمبر 2014، ومن المنتظر هذا العام أن تتسلم إسرائيل الغواصة الخامسة فيما سيتم حصولها على الغواصة السادسة فى العام 2019.
وأعلنت إسرائيل هذا الأسبوع عن انتهائها بنجاح من تطوير غواصات الدولفين الثلاثة الأولى التى تسلمتها والأقل تطورا التى فى ترسانتها البحرية.
وكشفت إسرائيل عن نجاحها فى تحويل محركات الغواصات الثلاثة الأقل كفاءة إلى محركات تيربو هوائية فائقة القدرة بعد أن كانت تعمل بالديزل وهو ما يجعلها على قدم كفاءة واحد مع الغواصة الرابعة التى تعمل بقوة التيربو الهوائية وكذلك الغواصات الخامسة و السادسة المرتقب أن تتسلمها إسرائيل.
وإلى جانب المحركات أجرت ورش البحرية الإسرائيلية تعديلات على بعض مكونات الغواصات الثلاثة الأقدم وركبت فيها كافة المكونات الموجودة فى الغواصات الأحدث بما جعلها أقدر على المناورة للإفلات من مقذوفات الطوربيد المعادية، فيما لم تكشف القيادة البحرية الإسرائيلية عن مزيد من المعلومات حول عمليات التطوير.
وقالت إسرائيل إنذاك إن الغواصات الدولفين الرابعة و الخامسة و السادسة تعمل – على خلاف الغواصات الاولى و الثانية و الثالثة – بمحركات توربينية تعطيها القدرة على البقاء فى الأعماق لعدة أسابيع متصلة فضلا عما تتيمز به غواصات الدولفين التى تنتجها ألمانيا من هدوء أثناء السباحة فى الأعماق يجعل من الصعب اكتشافها والتصدى لها من جانب العدو.
استلمت اسرائيل اول ثلاث غواصات من طراز دولفين فيما بين عامين 1998 – 2000 من المانيا وهى الغواصات التى تم ادخال التعديلات الفنية عليها وكانت بسعر 320 مليون دولار امريكى للغواصة الواحدة ، واستلمت الرابعة وهى طراز معدل فى سبتمبر 2014 و من المرتقب استلام الخامسة فى العام الجارى و السادسة بحلول العام 2019 و تصل قيمة الغواصات الثلاثة الاحدث التى تعاقدت اسرائيل على شرائها 650 مليون دولار امريكى للغواصة الواحدة بعد ان تحملت حكومة ألمانيا سداد ثلث ثمن الغواصة بضغط من إسرائيل.
وتتسلح الغواصات الرابعة و الخامسة و السادسة بماسورة اطلاق قذائف الطوربيد من عيار 650 مم قادرة على تنفيذ عمليات استهداف وبمرمى مؤثر بعيد المدى للغواصات وللسفن المعادية والأهداف الساحلية المعادية فضلا عن وسائل اتصالات متطورة ، وبفضل سرعاتها العالية وقدرتها على البقاء لمدد أطول فى الاعماق سيكون بإمكان الغواصات الإسرائيلية قطع المسافة من البحر المتوسط الى المحيط الهندي فى زمن قياسي كما أن بإمكانها الإبحار إلى أفريقيا إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
وتمتلك الغواصات الدولفين القدرة على الابحار المتصل لمدة 40 يوما وبسرعة إبحار تصل إلى 14 كم في الساعة فى حالة الطفو على سطح الماء لمسافة تصل فى حدها الاقصى الى 8000 كم وفق طاقة خزان الوقود الاساسى المزودة به ، وفى حالة اضافة خزانات وقود اضافية سيكون بالامكان زياة المسافة المقطوعة الى 10 الاف كم و اطالة مدة الابحار الى 50 يوما ، و يصل حجم الغواصات الدولفين الى 1625 طنا و هى مسلحة بعدد 16 مقذوف طوربيد / هاربون / بالامكان اطلاقها من 10 مواسير اطلاق مركبة فى بدن الغواصة منها اربعة مواسير اطلاق ذات عيار كبير 650 مم / 26 بوصة.
ومن الناحية الفنية تعد غواصات الدولفين هى الفئة الاعلى تطورا من الغواصات التى لا تعمل بالوقود النووى على مستوى العالم، وبشكل عام الغواصات الدولفين ذات قدرة على الغطس لمسافة 200 متر / 660 قدما/ ويبلغ عدد أفراد طاقم الغواصة الدولفين 35 فردا.
واعترفت اسرائيل بان الغواصات الثلاثة الاقدم التى تسلمتها اسرائيل من هذا الطراز قد امضت 58 فى المائة من زمن تشغيلها خلال العام 2013 فى عمليات ومهام ذات طابع قتالى فى مياه دول معادية لاسرائيل بينما امضت 42 فى المائة من زمن تشغيلها فى اعمال التدريب.
وكانت ألمانيا باعتبارها الجهة المصنعة للغواصات الدولفين قد اعلنت فى العام 2012 أن المحركات التوربينية التى سيتم تزويد الغواصات الموردة لاسرائيل بها تعطى لها القدرة على اطلاق قذائف نووية الامر الذى اثار انذاك زوبعة اعلامية واسعة النطاق على تلك الصفقة ووضع الجانب الالمانى فى حرج بالغ امام اصدقائه الشرق اوسطيين وخرجت اصوات من المانيا و تل ابيب تشكك فى صدقية تلك المعلومات المنشورة فى وسائل الاعلام عن قدرات الدولفين النووية ، لكن الخبراء يقولون ان الموافقات الفنية لقذائف الهاربون التى تطلقها الغواصات الدولفين هى ذاتها المواصفات المناسبة اذا تم استبدال قذائف الهاربون باخرى نووية وأن الامر لا يختلف كثيرا من الناحية الفنية مهما حاولت اسرائيل اخفاء تلك الحقيقة لامتصاص غضب الرأى العام الشرق اوسطى ازاء تلك الصفقة وما تمثله من نوايا عدوانية لاسرائيل قد تكون موجهة الى جيرانها، و فى 11 سبتمبر 2001 نفت اسرائيل قدرتها على اطلاق صواريخ كروز تحمل رؤسا نووية من غواصاتها الدولفين، لكن البحرية الهندية رصدت عمليات اطلاق تجريبية لصواريخ من هذا النوع تمت عبر غواصة اسرائيلية كانت تبحر فى المحيط الهندى وكان ذلك قبل العام 2001 .
ويقول الخبراء ان الحديث عن قدرة الغواصات الاسرائيلية على اطلاق القذائف النووية التى بدأت فى العام 2000 لم يكن دخان بلا نار بل كان يعكس ظل الحقيقة المسكوت عنها فى تلك الصفقة، و يؤكد خبراء تسلح أن خواص و مواصفات صواريخ الهاربون ذات المرمى المؤثر البالغ 135 كم تقبل ادخال تعديلات تسمح بتركيب رؤوس نووية عليها وتعديل مواصفاتها لاطالة مرماها المؤثر الى 350 كم، وقد استطاعت اسرائيل بالفعل تطوير صواريخ كروز يصل مداها الى 1500 كم وتقدر على حمل 200 كيلوطن من الرؤوس النووية وهو ما يعطى امتلاكها للغواصات الدولفين عامل خطورة " فوق التقليدى".