السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

للثانوية العامة في 2015 حسابات أخرى.. طلاب حاصلون على مجموع كليات القمة ويختارون الآداب والتجارة والحقوق بعدًا عن مرمطة الوساطة.. ويؤكدون: نبحث عن كلية سهلة تسمح بالعمل بعد التخرج سريعًا دون عناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 ذاكر عشان تجيب مجموع كويس وتدخل طب ولا هندسة ولا حتى صيدلية، ذاكر يا ابني عشان تبقى راجل محترم في سياسة واقتصاد ولا حتى إعلام ونتباهى بيك وسط الناس، كلمات مكررة تحدث داخل كل بيت من بيوت المصريين حال وجود أي عضو من قريب كان أو حتى جار أو مجرد معرفة في الثانوية العامة، ذلك البعبع الذي ينجح بامتياز في "شقلبة" كيان أى أربع حيطان مصرية، سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية أو النفسية، فكل الأحوال تندرج تحت بند الطوارئ فرع الثانوية.

 وفي 2015.. حاول عدد من الطلاب تحطيم تلك البراويز القديمة، تمكنت "البوابة نيوز" في الالتقاء بهم والتحدث عن رغباتهم التي يعتبرها البعض غريبة بعض الشيء، فبمنطق البيوت المصرية 99% تدخل طب على طول، أو صيدلة.. هندسة مثلًا، لكن قرر أربعة طلاب عكس الوجهة نحو كليات التجارة والآداب والحقوق بدلًا من كليات القمة المعتادة.

في البداية يقول منير عبد الهادي، علمي رياضة، 96.8%: خلينا نحسبها بالعقل قبل أي شئ، أنا بذاكر ليه؟ لو كانت الإجابة عشان أدخل كلية "كويسة" فيجدر هنا السؤال، كيف يمكن الحكم على الكلية الكويسة، وماهي المعايير التي من خلالها يمكن تصنيف تلك الكلية بأنها كويسة، وهل هناك كليات كويسة وكليات سيئة، بالطبع لا يوجد غير موروث أن الهندسة والطب والصيدلية كليات قمة، كيف يكون خريج كليات القمة كالطب مثلًا معرضا للبطالة والجلوس على القهوة بعد 7 سنين دراسة كأحمد ابن عمتي مثلًا، الذي نحت في صخر الكتب 7 سنوات وبعدها سنة جيش، وجالس في البيت، وفي المقابل جارنا مصطفى حامد خريج المعهد الصناعي سنتين ويعمل في أحد الفنادق ويصرف على نفسه، فأين كلية القمة هنا، وأنا أصلًا أهوى الرياضيات ولكنني لا أحب أن أكون مهندسا، ولكنني أفضل دخول كلية التجارة فمجالاتها كثيرة وتفتح المجال للعمل دون انتظار "شغلانة" الحكومة.

ويؤكد شعلان عبد العاطي، أدبي حاصل على 97.2% والذي وضع كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية أولى رغباته في جدول رغبات مكتب التنسيق: أنا راجل عملي، وأحب أن أفكر بطريقة عملية تدفعني للأمام، فما الفائدة مثلًا من كوني خريج إعلام ولا أعرف أي شخص في هذا المجال، هل سأنتظر مثلًا القوى العاملة أم الأستاذ حمدي الكنيسي يخبط على بابي، بالطبع لا، وفكرة دخولي السياحة والفنادق أو الألسن تحصرك في مجالات ضيقة، لكن وجودي في كلية الآداب، تدفعني لدراسة اللغة، للعمل في الترجمة بعد ذلك أو حتى أكمل بدبلومة تربوية لأكمل عملي في التدريس، فالكل أقنعني أن دراسة اللغة في كلية الآداب ثرية أكثر من أي كلية أخرى تدرّس اللغات، ولذلك قررت وضعها أولى الرغبات.

وتقول هيام عبد الباري، 95.8% أدبي، أن دخولها كلية غير كلية الحقوق كان يعتبر بمثابة "الجنان الرسمي" فكيف أضيع على نفسي فرصة أن أنضم لكتيبة المحامين التي تدافع عن الحق، كما أن عمارتنا بها وكيل نيابة وأربعة محامين بدءوا عملهم بدون واسطة، على عكس خريج الاقتصاد والعلوم السياسية التي تخرج منها أيمن جارنا وفي الآخر ذهب ليعمل كمدرس جغرافيا بالحصة في أحد المدارس، وحاله أصبح يصعب على الكافر، المهم في الموضوع أن تبحث عن كلية خفيفة تساعدك على العمل في أقل وقت ممكن بعد التخرج وهو ما فعلته.