الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هارفارد لا تعرف خميس!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يحظ اختراع فريق محمود خميس الطالب فى كلية الهندسة جامعة اسيوط بنفس الاهتمام الذى أولته جامعة هارفارد بباسم يوسف ووائل غنيم ونادر بكار وقبلهم يوسف بطرس غالى وزير الاقتصاد العتيد فى نظام مبارك.
محمود وزملائه فى هندسة اسيوط ابتكروا نظاما جديدا يحل أزمة الطاقة والكهرباء في المحافظة يشمل ثلاثة أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، وأرخص من الموجود بالأسواق بنسبة 20%.
ويتكون النظام الشمسي الجديد من ثلاثة أجهزة، الأول سخان شمسي باستخدام إعادة تدوير البلاستيك، والذي يعتبر موفرا في السعر، وكذلك جهاز للخلايا الشمسية، والثالث جهاز لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية.
وأوضح محمود خميس قائد فريق العمل فى تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن العالم يواجه مشاكل كبيرة لنقص مصادر الطاقة، حيث يتوقع أن يزيد الطلب على الطاقة بنسبة 73% بحلول عام 2035، لذلك بدأ الاتجاه نحو المصادر المتجددة والتي تتصدرها الطاقة الشمسية بقوة.
كلام محمود يعكس أن اختراعه يحاول الإمسهام فى حل مشكلة الطاقة على مستوى العالم، أي أنه لا يفكر فى مصر فقط .. فلماذا لم تفكر هارفارد الجامعة- الأولى على مستوى العالم- فى ضم محمود وزملائه للدراسة فى منحة الدراسة بكلية الهندسة للمساهمة مع فريق من زملائهم طلبة الهندسة فى تطوير هذا الاختراع مع اختراعات أخرى يمكن أن تفيد مصر وباقى دول العالم؟
لكن إدارة هارفارد رأت أن السخرية السياسية، وتمكين المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتدريس علوم الإدارة للمتحدث باسم حزب النور الذراع السياسي للتيار السلفي المتشدد دينيا.
بالتأكيد من حق هارفارد أن تختار من تمنحه زمالتها، ومن حقنا أن نضع علامات استفهام حول الاختيار، خاصة وأن هارفارد هي الجامعة رقم 1 فى العالم وهي التي تخرج فيها رؤساء الولايات المتحدة وعدد كبير من كبار المسئولين فى الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالإضافة إلى كبار المسئولين فى غالبية حكومات العالم.
فمثلا قدمت مدرسة هارفارد للإدارة الحكومية التى التحق بها بكار العديد من المستشارين الرئاسيين الأمريكيين لشؤون "الأمن القومي"، بما في ذلك هنري كيسنجر الذي كان مسئولا عن جميع العمليات السرية لمعظم السنوات نيكسون، ماك جورج بوندي، والرؤساء جون كينيدي وليندون جونسون؛ وصموئيل هنتنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات .
وبحسب المقال المهم الذى كتبه إيرنست فولكمان بعنوان Spies on Campus
والتى تناولت بشكل مباشر الصراع بين الجانب الأكاديمى والاستخباراتى فى المجتمعات الجامعية الأمريكية.
في صيف عام 1977 تلقى بوك رئيس جامعة هارفارد، رسالة من مدير الـ"سي آي إيه" ستانسفيلد تيرنر، وجاء في الرسالة أن كل مواطن أمريكي له الحق في مساعدة وكالة المخابرات المركزية قال إذا اختار ذلك، وأن الوكالة من حقها تجنيد العملاء فى أروقة الجامعة، مثل باقى المؤسسات الحكومية الأخرى، وهو ما أثار جدﻻ كبيرا فى أروقة الجامعات الأمريكية.
وأضاف المقال "إن الوكالة قامت أيضا بتجنيد طلاب من دول العالم الثالث، والسبب في تجنيد وكالة المخابرات المركزية واضح: هؤلاء الطلاب الأجانب هم قادة الغد فى بلادهم، وسيصبحون في وقت لاحق "وكلاء في المكان،" وهو أمر لا يقدر بثمن فبشغلهن مناصب هامة، سيصبح لديهم القدرة على تمرير المعلومات الاستخبارية الحيوية، لم يكن جميعهم جواسيس، بطبيعة الحال، ولكن حتى لو كان فقط 1 من أصل 100 إلا أن ذلك يستحق الاستثمار من الوقت والجهد في تجنيد كل هؤلاء الطلاب.
هذا الكلام انطبق على مصر فى حالة يوسف بطرس غالي، وزير الاقتصاد الأسبق، وخريج هارفرد، والهارب بعد 25 يناير ومن ضمن الاتهامات الموجهة إليه التجسس لصالح الولايات المتحدة، كما كان يطلق علية رجل أمريكا فى الإدارة المصرية.
بإختصار الوﻻيات المتحدة لن تترك شيئا للصدفة فى الشرق الأوسط، وترى أن من حقها التحكم فى مستقبل مصر عبر نماذج محدده تراها مفيدة فيما هو قادم، كما أنها ترسل رساله هامة لنشطاء 25 يناير بشُعَبِهم المختلفة، فرع ضد العسكر والإخوان باسم يوسف، ضد العسكر ومع الإخوان "وائل غنيم "، والسلفى المتعاطف مع الإخوان والنشطاء نادر بكار، لا تقلقوا نحن معكم على تواصل والمباراة فى مصر لم تنته.